ينحدرون من الأحياء الشرقية لمدينة نيس ، تم الحكم عليهم هذا الأسبوع في باريس بسبب رغبتهم في الذهاب إلى ليبيا أو سوريا ، وحتى القيام بـ "عمليات استشهادية" داخل فرنسا.

إنهم  يندرجون في فئة من تصنفهم أجهزة المخابرات بـ "ضعيفي الإرادة": أربعة شبان متطرفين من نيس وجدوا أنفسهم هذا الأسبوع في قفص الاتهام أمام محكمة في باريس، لمحاولتهم الانضمام لداعش في عام 2015.

هؤلاء الجهاديون الأربعة الذين تتراوح أعمارهم بين 21 و 26 عاما ، بالإضافة إلى ضنين خامس ، صدرت بحقهم أحكام السجن من 6-8 سنوات سجن بتهمة "التآمر لارتكاب عمل إرهابي."

بعد إجهاض مشروع رحيلهم إلى مناطق القتال في ليبيا و العراق وسوريا ، بدأ بعض هؤلاء الشباب المتطرفين التفكير في مشاريع أكثر إثارة للقلق.

لقد خططوا لإنشاء "خلايا" جهادية في فرنسا ، وحتى ارتكاب هجوم على الأراضي الفرنسية.

"عملية استشهادية " ضد الجيش الفرنسي

إنها حالة ألكسيا. أثناء البحث الذي أجري في منزل هذه الفرنسية البالغة من العمر 23 عامًا ، وجد المحققون مذكرة خاصة مزعجة. على خمسين صفحة ، لوحظت "وصفات" غريبة من شبكة الإنترنت أو المجلات الدعائة لداعش. إحداها تتعلق بجميع المكونات اللازمة لصنع قنبلة محلية الصنع.

وأثناء فترة اعتقالها الاحتياطي ، أقرت ألكسيا بأن اختياره استقر على مادة متفجرة من الأسيتون.

لأن هذه الشابة من نيس كانت تخطط للانتقال إلى مرحلة الفعل، فقد أقرت للمحققين قبل أن تتراجع : "وأود أن أشير أنني كنت سأستهدف أولئك الذين يمثلون أعداء الإسلام في فرنسا، مثل الجيش".

لكن تصريحاتها الأولى تجد صداها في التصريحات التي أدلت بها قبل بضعة أيام من اعتقالها على منصة ألعاب عبر الإنترنت. في منشوراتها تلك ، تحاول ألكسيا تبرير ما سمته "عملية استشهادية": "أنا لا أقول كنت أرغب في موت كل الشعب الفرنسي ... كنت أتحدث عن الحكومة والجيش وجميع أولئك الذين يدعمونهم ضدنا ".

وإذا كانت خططت لارتكاب هجوم ، فلأنها فشلت في الانضام إلى داعش. فقد كانت أليكسيا قد خططت للسفر إلى ليبيا عبر تونس. لكن والدتها أدركت نواياه وصادرت جواز سفرها.

الاستجابة لنداء داعش ليبيا

لعدم وجود أوراق هوية ، لا يمكن لهذه الشابة الفرنسية التي اعتنقت الإسلام، الانضمام إلى جوليان من مدينة نيس، المعتنق هو الآخر للإسلام. جوليان بدأ رحلته في أواخر عام 2015. ذهب إلى تونس التي اعترضته أجهزتها الأمنية على بعد 250 كم من ليبيا.  جوليان لم يخف خلال الاستنطاق أن معقل القذافي السابق كان في الواقع وجهته النهائية.

وهكذا كان جوليان من أوائل الفرنسيين الذين استجابوا لنداء "ليبيا تحتاجكم" ، الذي أطلقه خليفة داعش أبو بكر البغدادي في 13 تشرين الثاني / نوفمبر 2014 ، خلال قنواته الدعائية .

جوليان ، 23 سنة  ، كان على استعداد للموت شهيدا ، لأن ذلك كما يقول للشرطة : " أفضل طريقة للموت ،" بل أنه لا يجد حرجا في تبرير  "الرؤوس المقطوعة" من قبل مقاتلي داعش.

على هاتف جوليان المحمول ، سيكتشف المحققون أيضًا مقطع فيديو مدته 8 دقائق ، يعرض فيه الشاب قدراته العسكرية ، بسكين ومسدس في يده ، ويبرر فيه الجهاد. "الصديقان" اللذان ساعداه في تصوير هذه الصور وتمويل مغادرته إلى تونس مثلا أيضاً في محكمة باريس الجنائية هذا الأسبوع. وتجدر الإشارة إلى أن أمير وسفيان ، وهما الآخران من نيس ، حاولا بدورهما الانضمام لداعش في وقت سابق.

عبر تركيا هذه المرة ، تم اعتراضها خلال تفتيش روتيني على جانب الطريق. لإكمال رحلتهما امتطيا سيارة  ، لكنها لم تكن تتوفر على شهادة تأمين ، كانت تلك نهاية الرحلة والعودة إلى فرنسا بعد الإقامة في سجون أردوغان.

كان هذا كافياً لإعلان توبتهما، لكن المحكمة تشك في ذلك. خاصة وأن الشرطة عثرت خلال مداهمة لبيت سفيان ، على وثائق مثيرة للاهتمام ، بينها خرائط وضعت على بعض المدن فيها علامات زرقاء .. سفيان وهو زميل دراسة سابقا للمجنِّد الشهير للمتطرفين في مدينة نيس عمر ديابي ، اعترف بأنه "إقامة قواعد لتجميع الجهاديين". وهو برنامج أوقفه القضاء.

 

*بوابة افريقيا الإخبارية غير مسؤولة عن مضامين الأخبار والتقارير والمقالات المترجمة