تواصل "بوابة إفريقيا الإخبارية" نشر الجزء الثالث من الحوار الحصري الذي تجريه مع د. مفتاح عبد الله الميسوري، المترجم و(المستشار) الرسمي للعقيد الليبي الراحل معمر القذافي.

حوار "بوابة إفريقيا الإخبارية" مع المترجم الرسمي للقذافي تمحور في الجزء الأول حول ملفّ تمويل العقيد الليبي الراحل الحملة الانتخابية للرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، حيث كشف لنا الميسوري كل التفاصيل والأرقام المتعلقة بهذا الملف، في حين تطرّق الجزء الثاني من الحوار إلى خصائص وتشعّبات شخصية القذافي المثيرة للجدل، من جانب علاقته بالسلطة والمال والدين والقومية العربية.

في هذا الجزء الثالث من الحوار مع المترجم الرسمي للقذافي تكتشفون علاقة العقيد الليبي الراحل بعدد من الرؤساء العرب والأجانب، وعلى رأسهم الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، إلى جانب معطيات ووقائع حصرية وطريفة طبعت هذه العلاقة تنشر لأول مرّة.

يقول الميسوري إن علاقة القذافي بعدد من الرؤساء العرب والأجانب كانت وثيقة، وعلى رأسهم الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي. مؤكدا بأن القذافي لم يتأخّر يوما في تلبية أي طلب للرئيس التونسي السابق وعائلته. وأوضح أن العقيد الليبي الراحل كان يدعم تونس بقوة، ويشدّد دوما على أهمية وعمق العلاقات الليبية التونسية.

وأشار الميسوري إلى أن القذافي كان حزينا جدّا خلال أحداث 14 جانفي 2011 التي عصفت بنظام زين العابدين بن علي، مذكّرا في الأثناء بالخطاب الذي وجّهه القذافي للشعب التونسي وقتئذ.

كما كشف الميسوري أن بن علي اتصل هاتفيا بالقذافي بعد سقوط نظامه ومغادرته إلى المملكة العربية السعودية. وأضاف أن المكالمة المذكورة جرت خلال شهر مارس 2011, وفيها طلب بن علي من العقيد الليبي استضافة أحد أصهاره وتوفير الحماية والإقامة الامنة له في ليبيا بعد أن رفضت فرنسا السماح له بدخول أراضيها. وأوضح الميسوري أن القذافي أصدر تعليمات صارمة لرئيس الاستخبارات العسكرية آنذاك عبد الله السنوسي أمره فيها باستقبال صهر بن علي وتوفير الحماية والإقامة الامنة له في ليبيا.

وبخصوص ما تمّ تناقله من أخبار وقتئذ حول الهدايا الخيالية وبالغة البذخ التي كان يغدقها القذافي على عائلة بن علي، وخاصة أصهاره وزوجته ليلى الطرابلسي، قال الميسوري إن هذه المسألة شخصية بحتة تهمّ العلاقة الخاصة بين الطرفين، وبالتالي لا يمكنه التحدّث عنها.

وفي سياق متصل، كشف الميسوري عن حادثة طريفة وقعت له شخصيا مع الرئيس التونسي السابق، مبينا أنه أثناء الزيارة الرسمية التي أداها بن علي إلى ليبيا بمناسبة الاحتفالات بالذكرى الأربعين لثورة الفاتح في 2009 اكتشف خلالها، ولأول مرّة في حياته، السيجارة الإلكترونية عندما رأى الرئيس التونسي بصدد تدخينها.

وأضاف الميسوري أنه رأى بن علي بصدد تدخين سيجارة إلكترونية خلال مأدبة عشاء أقيمت على شرفه آنذاك. وعقّب بقوله: "كانت المرّة الأولى في حياتي التي أرى فيها ذلك النوع "الغريب " من السجائر.. لذلك قمت باستفسار بن علي عنها فأجابني بن علي بأنها "سيجارة إلكترونية" تمّ جلبها له خصّيصا له من الصين.

وتابع الميسوري بأنه توقّع أن يقوم بن علي بإهدائه تلك السيجارة، إلا أن الرئيس التونسي "بخل" بها وأكمل تدخينها غير عابئ برغبة محدّثنا الجامحة في اكتشافها. وأكد الميسوري أنه بعد اكتشافه ذلك الأمر "العجاب" (السيجارة الإلكترونية) أبحر على الإنترنت ليعرف أين يصنع ويباع ذلك النوع من السجائر، ليكتشف لاحقا أنه يباع في مختلف الدول الأوروبية، وليس فقط في الصين كما قيل لبن علي.

علاقة القذافي الوطيدة والوثيقة ببعض الرؤساء العرب والأجانب شملت كذلك الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك ورئيس جنوب إفريقيا سابقا جاكوب زوما ورئيس التشاد إدريس ديبي والرئيس الفنزويلي هوقو تشافيز والرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير, وبالطبع الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي (والكلام لمحدّثنا).

ويتذكّر المترجم الرسمي للقذافي إحدى الطرائف التي حدثت بين القذافي ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير خلال زيارة أدّاها هذا الأخير إلى ليبيا, حيث قال رئيس الوزراء البريطاني للعقيد الليبي الراحل: "سوف أعمل معك نادلا عندما أغادر رئاسة الوزراء" (بلير كان يعمل نادلا قبل أن يصبح رئيس وزراء). وتابع الميسوري بأن ردّة فعل القذافي على عرض بلير تمثّلت في النظر إليه (إلى محدّثنا), ثم تمتم له باللغة العربية بقوله: "سيكون أغلى نادلا في العالم".