نشرت مجلة "منتال فلوس" الأميركية بعض الحقائق حول حياة ومسار الفيلسوف الألماني كارل ماركس، الذي يحتفل العالم، السبت، بذكرى مرور 200 عام على ميلاده.

وبهذه المناسبة، تمت إزاحة الستار عن تمثال ماركس، مهدى من الصين، والذي يبلغ ارتفاعه خمسة أمتار. وخلال الاحتفال الذي نظم بمدينة ترير الألمانية، حمل محتجون لافتات كتب عليها "تسقط الرأسمالية" و"أبو الديكتاتورية".

ويرى كثيرون أن انقسام ألمانيا إلى شرقية وغربية في أعقاب الحرب العالمية الثانية وبناء سور برلين كان نتاجا لأفكار ماركس، الأب المؤسس للفكر الشيوعي.

وفيما يلي بعض الحقائق حول حياته:

1- تعميد كارل ماركس كان لأسباب سياسية!

كان أسلاف ماركس حاخامات في تريف ببروسيا (شرق ألمانيا) منذ 1723. وبعد نهاية الحروب النابليونية، غادرت الإدارة الفرنسية بروسيا وبدأت الحكومة الجديدة في فرض قانون يمنع اليهود من العمل في الوظائف العامة. وردا على هذا القانون، تحول والد كارل، هاينريش، وهو محام، من اليهودية إلى اللوثرية عام 1816.

وبعدها مباشرة تم تعميد ماركس، الذي كان يبلغ حينها 6 سنوات، وإخوانه جميعا.

2- غارة على مدرسة ماركس

هاينريش، الذي تأثر بفلاسفة عصر التنوير مثل فولتير، قام بتدريس ماركس في المنزل حتى عام 1830. ثم التحق الطفل بمدرسة "فريدريش فيلهلم".

مدير هذه المؤسسة كان يستعين بمعلمين ليبراليين، يدافعون عن حرية التفكير والتعبير، الأمر الذي دفع الشرطة إلى اتهام المدرسة بحماية الثوار، وبعدها قامت بشن غارة عليها عام 1832، وهو العام الذي كان سيحصل فيه ماركس على الشهادة.

3- صدره الضعيف جنّبه الخدمة العسكرية

لم ينفذ ماركس الخدمة العسكرية بسبب "صدره الضعيف". وقال الأطباء الذين شخصوا حالته، إن السبب هو سهره الكثير في الحفلات والحمية السيئة وشرب الخمر والتدخين بكثرة.

4- عنف وطيش خلال أيام الجامعة

التحق ماركس بجامعة بون الألمانية عام 1835، إلا أن معظم وقته كان يقضيه في السكر والسهرات الليلية. انضم وقتئذ إلى مجموعة سياسية راديكالية تسمى "نادي الشعراء"، الأمر الذي سيقوده إلى السجن لمدة 24 ساعة.

دفاع ماركس عن نفسه كان يورطه دائما في مشاكل مع الشرطة، تتحول في بعض الأحيان إلى مصارعة مع رجال الأمن. بعد عام في بون، انتقل إلى جامعة برلين، المعروفة بصرامتها الشديدة.

5- زواج مثير للجدل

قبل عامين من ميلاد ماركس، كان والده صديقا للودفيغ فون فيستفالن، الأرستقراطي البروسي الذي كانت لديه بعض الميولات الليبرالية. أول لقاء جمع ابنته جيني مع ماركس، كان عمره سنة واحدة فقط فيما كانت الطفلة تبلغ من العمر 5 سنوات.

وحين بلغت سن الثانية والعشرين، تزوجت جيني من ماركس، بالرغم من أنها كانت على علاقة مع أحد الشباب من الطبقة الأرستقراطية، وبالرغم كذلك من أنها كانت تكبره بأربع سنوات، الأمر الذي أثار الكثير من الجدل.

6- لم يحضر ماركس جنازة والده

تسببت سنوات طيش ماركس في نشوب خلاف كبير بينه وبين عائلته، خصوصا والده. وبعد انتقاله إلى جامعة برلين، كان يرفض الطالب زيارة عائلته، الأمر الذي يجعل والده يستاء منه وتنقطع أواصر المحبة بينهما.

توفي هاينريش عام 1838 بعد معاناة مع مرض السل. لم يكلف ماركس نفسه عناء الانتقال من برلين لحضور جنازة والده.

7-صداقة بدأت في باريس

عاش ماركس في العاصمة الفرنسية باريس لمدة عامين. وخلال تلك الفترة، التقى بالفيلسوف الألماني فريدريك إنجلز، ليدشنان معا واحدة من أهم الصداقات الفلسفية في العصر الحديث.

8- طُرِد من عدة دول

أصدرت عدة دول أوامر بـ"طرد ماركس خلال 24 ساعة"، من بينها بروسيا عام 1843، وفرنسا عام 1845، ثم بلجيكا عام 1848، قبل أن ينتقل للاستقرار في العاصمة لندن، التي توفي فيها.

9- مشاكل صحية

كان يعاني من مشاكل صحية عدة، مثل صداع الرأس والتهاب العين وآلام المفاصل والأرق ومشاكل الكبد والمرارة، بالإضافة إلى أعراض الاكتئاب. وكل التقارير الإعلامية ترجح أن تكون هذه الأمراض ظهرت بسبب عاداته السيئة المذكورة سلفا.

10- قصائد الحب

إلى جانب مؤلفاته السياسية والاجتماعية الاقتصادية، كان ماركس يكتب كذلك العديد من قصائد الحب إلى جيني، بالإضافة إلى تأليفه مسرحية ورواية ساخرة تدعى "سكوربيون وفيليكس".