تتواجد في جمهورية مصر العربية، أكبر جالية ليبية في الخارج، منهم من هجر قسراً عقب أحداث سنة 2011، ومنهم هاجر طوعاً بعد سوء الأحوال المعيشية في ليبيا، إضافة للطلبة وغيرهم، وهذا ما ترتب عليه تواجد مكونات جماعية ليبية في عدد من المدن المصرية، ويبقى أبرزها مدينة القاهرة، ولما تحتاجه هذه المجموعات من خدمات نوعية تتواءم ولعض المتطلبات الخاصة، أصبحت تظهر عدد من المراكز الخدمية والإنتاجية التي تعنى بتقديم خدمات خاصة بالجالية الليبية.

وتواصل "بوابة إفريقيا الإخبارية" تسليط الضوء على هذه النشاطات والمراكز الخدمية، وفي هذه المساحة تسلط الضوء على مركز "ماي دنت" لعلاج الفم والأسنان:

د. عبد الله أغنية – مدير عام المركز

وهو أحد خريجي جامعة المرقب عام 2009، والذي قال بعد الأحداث التي شهدتها البلاد عام 2011، قررت الخروج لاستكمال الدراسة في مصر على حسابي الخاص، وبعد الالتقاء مع عدد من الزملاء الذين سبق لهم ممارسة المهنة في ليبيا، تولدت لدينا فكرة إنشاء مركز متخصص، ونظراً لعدد الليبيين الكبير في مصر وفي القاهرة بشكل خاص، كان تأسيس المركز هنا في القاهرة، والحمد لله لاقت الفكرة نجاح كبير.

وأضاف د. أغنية أنهم واجهوا صعوبات في بداية تأسيس المركز، ابتداء من استجلاب المسوغات العلمية من ليبيا، إلى إجراءات الترخيص، وغيرها في مصر، ثم  المغامرة في العمل دون سمعة مسبقة في سوق ملئ بالمنافسين، ولكن تمكن الفريق من تجاوز هذه الصعوبات.

وعن مستوى الخدمات التي يقدمها المركز قال اغنية، إن المركز يخضع للضوابط والشروط الأساسية التي يتطلبها ممارسة النشاط الطبي، وهو معتمد من قبل الجهات المسؤولة في مصر، والتي تقوم بمراقبة نشاطه بشكل دوري، لضمان التزامه، مضيفاً أن إدارة المركز حريصة على الالتزام ذاتياً خاصة في مجالات التعقيم والنظافة العامة، والتي عادة ما تكون أكبر هموم الزبائن.

الأطباء 5 أطباء، إضافة إلى 4 مساعدين، علاوة على بعض الأطباء الزوار الذين يقومون ببعض العمليات المتخصصة في بعض التخصصات وفقا لاحتياجات بعض الزبائن.

واختتم الدكتور أغنية حديثه، بأن العمل المستقبلي للمركز يتمحور حول تطوير الخدمات بحيث تكون من حسن إلى أحسن، علاوة على استحداث أقسام جديدة لتوفير اختصاصات أكثر.

د. سيف النصر عبد الله – أحد مؤسسي المركز

قال إن الفكرة جاءت بعد التقاء مجموعة من الطلبة الليبيين الدارسين في مجال طب الأسنان بالجامعات المصرية، اتفاقهم على إنشاء مركز متخصص ليجدوا فيه مساحة للتدريب والتطبيق العملي للتخصص، إضافة لمساعدتهم على تغطية مصاريفهم، وتكاليف الدراسة، خاصة بعد أن استأت الظروف الاقتصادية في ليبيا، وأصبحت تتولد صعوبات في توفير موارد مالية مناسبة، فكانت الفكرة هي إنشاء هذا المركز والذي تم افتتاحه بالفعل منذ بداية عام 2014.

وعن الزوار والمستفيدين من خدمات المركز، أكد د. سيف النصر أن معظم الزبائن من الليبيين إضافة إلى مواطنين مصريين وعرب وأفارقة، مؤكداً أن معظم المرضى يستريحون ويفضلون القدوم للمركز، وغالباً ما يعبرون لنا عن إعجابهم بالخدمات التي يقدمها المركز، وخاصة تركيز الفريق على النظافة، والتعقيم.

وأضاف عبدالله، أن المركز اليوم أصبح يحمل اسم ومعروف بين المراكز المتخصصة والفريق العامل به يملك خبرات جيدة، ويعمل على التطوير المستمر، وتحسين الخدمات، وجاري التخطيط لإضافة تخصصات جديدة غير موجودة الآن.

د. إسراء ثابت- طبيبة أسنان

قالت إنها طالبة تدرس الماجستير في تخصص طب الأسنان، في جمهورية مصر، بعد أن تحصلت على البكالوريوس، من جامعة الزاوية في ليبيا، والتحقت بالمركز للاستفادة منه في التطبيقات العملية، ووجدت فيه فرصة جيدة لتجربة عدة أفكار علمية تحتاج إلى تطبيق عملي، خاصة وأنها متخصصة في علاج اللثة وزراعة الأسنان.

وأضافت في البداية لن أتوقع أن أنجح في الجمع بين الدراسة، والعمل في المركز ولكن الحمد لله تمكنت من التأقلم في العمل، حتى أصبح بمثابة ممارسة هواية، بعد ضغط الدراسة.

د. صبوح الخالد- طبيب أسنان من سوريا

قال إنه ألتحق بالمركز منذ البداية، وكانت أيضاً أول مرة أتعرف على الليبيين عن قرب، والحمد لله المركز كان تجربة صعبة في البداية، ولكنه أصبح يحقق النجاحات من يوم ليوم، وأصبح اليوم اسم ويقصده الزبائن، وهذا راجع لهمة الشباب.

ونحن في المركز مررنا بصعوبة في البداية لأن عيادات ومراكز طب الأسنان تحتاج إلى السمعة الجيدة وأن يكون المرضى على معرفة وثقة بها، ولكن بتظافر الجهود والحرص على تقديم خدمات نوعية جيدة والتقيد بالضوابط وأسس التعقيم والنظافة والاهتمام،  جعلت من المركز أن يصبح مقصد لعدد كبير من الزبائن ومن مختلف الجنسيات، بما في ذلك أبناء البلد من المصريين.