بعد اتفاق الجزائر، لم يعد الهدوء إلى شمال مالي. وكان العائق الكبير أمام الانفراج السياسي هو غموض موقف ما يمكن اعتبارها أهم القوى الانفصالية اليوم، على الاقل على المستوى العددي، وهي "تنسيقية الحركات الأزوادية" والتي أفصحت أخيرا عن كونها غير راضية بما منحته الحكومة لشمال مالي.

وجاء في البيان الذي صدر مساء يوم أمس الخميس: " على إثر مشاورات واسعة مع مختلف أجهزة الحركة وجناحها العسكري وسكان أزواد، تعلم تنسيقية الحركات الأزوادية جهات الوساطة ومجلس الأمن والرأي العام العالمي، أنّها لن تقوم بالإمضاء على مشروع نص الاتفاق الصادر عن الجولة الخامسة من مفاوضات الجزائر في نسخته الحالية".

ويوضح البيان أنه لم يتم تلبية المطلب الرئيسي ألا وهو اعطاء شمال مالي استقلالية موسعة في إدارة شؤونه عن الحكومة المركزية في باماكو. هذا ولم تشارك التنسيقة في اتفاق الجزائر، وهو ما جعل الحكومة تتهمها بمحاولة عرقلة الحوار في مالي. غبر أن الأيام القليلة القادمة ستكشف كيف ستتعامل الحكومة مع هذه المنظمة، خاصة وأن موقفها اليوم أصبح علنيا.