حذرت مالطا من أن "زعيم حرب مدعوما من روسيا يمكن أن يبدا "حربا أهلية" في ليبيا ويتسبب في تدفق اللاجئين إلى الإتحاد  الأوروبي.
وقال وزير خارجية مالطا، جورج فيلا، للصحافة في فاليتا إن الخطر يكمن في أن القائد الليبي خليفة حفتر، يتقدم نحو طرابلس، مقر الحكومة المعترف بها من الأمم المتحدة.

وقال فيلا : "حفتر يتحرك بجيشه تدريجيا، وببطء من الشرق إلى الغرب ... وربما يتصل في نهاية المطاف مع زملائه من الغرب، من الزنتان، ويتقدم بحركة كماشة على منطقة بني وليد، ومصراتة، و طرابلس"، مضيفا بأن ذلك "سيكون كارثيا، لأنه من شأنه أن يخلق حربا أهلية، وسيتسبب في فرار المزيد من ليبيا إلى أوروبا".

كما دق فيلا ناقوس الخطر من اتصالات حفتر مع روسيا. وقال إن روسيا احترمت حتى الآن حظر الأمم المتحدة على نقل الأسلحة إلى ليبيا، على الرغم من أن حفتر "ذهب إلى موسكو يسأل عن السلاح".
لكنه أضاف أن روسيا، التي "مولت حفتر، لها مصلحة استراتيجية في وضع موطئ قدم في وسط البحر الأبيض المتوسط".
ليخلص فيا إلى القول بأنه "من الصعب جدا التنبؤ بما سيحدث".

وصرح وزير خارجية مالطا في معرض حديثه: "أنا لست مرتاحا. ونحن نعرف جميعا أن الروس كانوا يحلمون بأن تكون لهم قواعد عسكرية في البحر الأبيض المتوسط".
وكان حفتر قام، يوم الخميس، بجولة في حاملة الطائرات الروسية، الأميرال كوزنيتسوف، بينما كانت تبحر من سوريا وأجرى محادثات عبر الأقمار الصناعية مع وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو.
وذكر بيان روسي أنهم ناقشا "القضايا الملحة في مكافحة الجماعات الإرهابية الدولية في منطقة الشرق الأوسط".

دولة منهارة

الاتحاد الأوروبي، تحت رئاسة مالطا للأشهر الستة المقبلة، حريص على التوصل إلى اتفاق مع حكومة الوفاق الليبية في طرابلس، والحد من تدفق المهاجرين إلى أوروبا.
إذ أصبحت ليبيا الممر الرئيسي لطالبي اللجوء بعد إغلاق الاتحاد الأوروبي معبر البلقان الغربي بسبب طغيان أزمة اللاجئين على رأس جدول الأعمال السياسي في فرنسا وألمانيا.
وحتى من دون مشكلة حفتر، يجد الاتحاد الأوروبي صعوبة في تحقيق تقدم.
أحد أمراء الحرب الآخرين، خليفة الغويل حاول تنظيم انقلاب ضد حكومة الوفاق في طرابلس يوم الخميس، وهو ما يسلط الضوء على هشاشة البلاد.
"في الوقت الراهن، الأمور لا تدعو إلى الارتياح في طرابلس"، يقول فيلا.
"ليبيا على وشك أن تصبح دولة فاشلة. دعونا نأمل أن الأمور لن تصل إلى هذا الحد ".
وقال فيلا إن حكومة الوفاق وإيطاليا أجريا محادثات بشأن اتفاق المهاجرين المحتملين ولكنهما "الآن، متباعدان عن بعضهما البعض" في المواقف.

روسيا وسوريا

تحدث فيلا مع رئيس الوزراء في حكومة الوفاق، فايز السراج، يوم الخميس.
وكان لقاء وزراء الخارجية المجتمعين في بروكسل للمرة الأولى في عام 2017 يهدف أساسا إلى التطرق إلى الحرب في سوريا وعملية السلام في الشرق الأوسط.
وقال دبلوماسي من الاتحاد الأوروبي "سيكون هناك نقاش حول دور روسيا في النزاع السوري ... ولكن لا نقاش محددا عن روسيا بحد ذاتها". وأشار إلى أن ليبيا "يجب" أن تناقش في فبراير.

وقد اتُهمت روسيا بارتكاب جرائم حرب لاستهداف المدنيين والمستشفيات في سوريا. وهي تقاتل إلى جانب النظام السوري، والذي سمح لها بتوسيع قاعدته البحرية في البلاد.
وأثارت حملة روسيا العسكرية في سوريا أيضا اتهامات لموسكو بأنها تحاول التأثير على سياسة فرنسا وألمانيا عن طريق زيادة تدفق اللاجئين إلى أوروبا.

خلال كلمته في بروكسل يوم الجمعة، وقال سفير الولايات المتحدة لدى الاتحاد الأوروبي، أندرو غاردنر إن روسيا ليست شريكا الغرب.
وأضاف "أعتقد أنه من البله الاعتقاد بأن روسيا تسعى بطريقة أو بأخرى لتعزيز جدول أعمالنا المشترك".
وتابع أنه سيكون من "غير المعقول والمخجل أن نخفف العقوبات على روسيا"، في إشارة إلى العقوبات الاقتصادية التي فرضها الاتحاد الأوروبي وأميركا بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.

ورقة رابحة

إلا أن الرئيس الأميركي القادم، دونالد ترامب، يشكل الورقة الرابحة في العلاقات بين روسيا. وكان أشاد بروسيا، ولكن مرشحيه للمناصب الأمنية دانوا أفعالها.
أولوية أخرى في الاتحاد الأوروبي هو أن نرى أين يقف ترامب على عملية السلام في الشرق الأوسط.ترامب قال إنه قد ينقل السفارة الأميركية من تل أبيب عاصمة إسرائيل المعترف بها دوليا، إلى القدس، التي يطالب بها الفلسطينيون.
وقال دبلوماسي بارز في الاتحاد الأوروبي "إذا نفذ ترامب كل التهديدات فإنه سينتهك ليس فقط سياسة الاتحاد الأوروبي، ولكن أيضا النظام الدولي".

 

* بوابة افريقيا الإخبارية غير مسؤولة عن مضامين الأخبار والتقارير والمقالات المترجمة.