نشرت صحيفة ليفغارو الفرنسية استطلاعا صحفيا حول الانتخابات الليبية المقبلة، وعودة أنصار النظام للمشهد السياسي من جديد تحت عنوان "في ليبيا.. حراك "القذافيين" يرفع رأسه".

وقالت الصحيفة الفرنسية في استطلاعها، الذي تابعته وترجمته بوابة افريقيا الإخبارية إن عدم الاستقرار الحكومي وانعدام الأمن في البلاد يوسعان من دائرة المؤيدين للنظام القديم ، الذي تم إسقاطه في عام 2011.

وهي ترشف عصير فاكهة في أحد مقاهي طرابلس المطلة على على البحر، تتحدث لمياء عن القذافي بشكل لم تكن لتفعله قبل عامين. اليوم ، لم تعد تخفي نيتها : "إذا كانت هناك انتخابات رئاسية، فسوف أصوت لصالح سيف الإسلام القذافي ... في عام 2011 ، اعتقدنا أن ليبيا سوف تتطور مثل دول الخليج.. اليوم ، حتى الصوماليون أفضل منا..  يجب علينا تقويم البلد ، ونحتاج لقذافي من أجل ذلك."

ثم تضيف.. أنه يعتبر خليفة الزعيم الليبي السابق، تم إطلاق سراحه رسميا في الصيف الماضي ، وذلك بفضل قانون العفو الصادر عن مجلس النواب، وهو البرلمان المعترف به دوليا، ومقره في شرق البلاد.

غير أنه ما يزال محكوما عليه بالإعدام في طرابلس ومطلوبا من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في عام 2011. وفوق كل هذا وذاك ، لم يظهر سيف الإسلام ، بشكل علني منذ عام 2014 .

ثم تستدرك الصحيفة.. لكن هناك أمرا مؤكدا: حراك "القذافيين" يعود إلى مقدمة المسرح.  أحمد ، شاب من طرابلس ، يعترف بذلك : "لقد أصبح الكلام مباحا .. منذ عام تقريبا، أصبح بإمكاننا التحدث عن القذافي في الأماكن العامة دون خوف. "

وتنتقل ليفيغارو إلى مدينة بني وليد، وتقول: "هذه العودة تبدو أكثر وضوحا بكثير على بعد  180 كيلومترا من العاصمة الليبية.  في شهر أبريل هذا، يعلن مدخل بني وليد بوضوح الاتجاه.  الأعلام الخضراء (لون معمر القذافي المفضل) تلف أعمدة الكهرباء في الشوارع والمنازل.

يوم 19 مارس، الذكرى السنوية للتدخل الفرنسي، الذي كان نقطة تحول في "الثورة" عام 2011، تم إحراق أعلام ليبيا الجديدة ذات الألوان الثلاثية (الأحمر والأخضر والأسود) في هذا المعقل التقليدي للزعيم الليبي الراحل.

وتنقل الصحيفة عن المواطن "محمد بن لاما"، المتعاون مع مؤسسة الأبحاث الاستراتيجية وأحد سكان المدينة، بأنه يميز بين معسكرين في صفوف "الخضر" حيث يقول إنه "هناك المعتدلون الذين يوافقون على إعادة بناء ليبيا مع "الثوار"، والمتشددون الذين يريدون عودة نقية إلى الجماهيرية. "

وتضيف الصحيفة أن المسؤولين الأمنيين في بني وليد، الذين يبدون دعمهم للنظام السابق على زيهم الرسمي ، يطبقون قواعد حكومة الوفاق التي تتخذ من طرابلس مقراً لها، ويتعاملون معها.

وتستشهد ليفيغارو بوزير خارجية حكومة الوفاق المفوض، وتقول إن هذا لا يمنع البعض منهم في المشاركة. محمد طاهر سيالة ، وزير الخارجية ، هو مثال على ذلك.  تحت حكم معمر القذافي ، شغل مقعد نائب الوزير.

وتذهب الصحيفة الفرنسية إلى أن هذا الانفتاح على من تصفهم بـ "القذافيين" يقترن برغبة الأمم المتحدة في إدراج جميع الأطراف في المفاوضات.

وتضيف الصحيفة، أنه بشكل مواز ، لمس كبار المسؤولين السابقين المسجونين منذ عام 2011 في طرابلس تحسنًا كبيرًا في أوضاعهم . في منتصف 2017 ـ تم  طرد كتيبة طرابلس المقربة من عبد الحكيم بلحاج وجماعته الليبية الإسلامية المقاتلة (المصنفة إرهابية من قبل الأمم المتحدة)، وهي الكتيبة التي كانت تسيطر على سجن الهضبة حيث كان يسجن أيضا عبد الله السنوسي (المسؤول عن الأمن الداخلي ) ،  والبغدادي محمودي وأبوزيد دوردة (اثنان من رؤساء الحكومات السابقين).

وتم نقل المعتقلين إلى مكان مجهول ، لكن من الواضح أنهم في وضع أفضل. وقال شقيق ابو دورده في سبتمبر :"يمكننا زيارته عندما نرغب. تتم معاملته كضيف ، وليس كسجين ".

 وكان عبد الله السنوسي على الهاتف.  كان يتفاوض مع قبيلة المقارحة لإعادة فتح شبكة المياه التي تغذي طرابلس.  لقد قطع المقارحة المياه التي تمر في أراضيها بعد اعتقال أحد أفرادهم من قبل كتيبة العاصمة.

بعد بضعة أيام، عاد الماء إلى الحنفيات مرة أخرى، وفي ذلك دليل على أن ليبيا يمكن أو ما يزال يتعين فيها الاعتماد على "القذافيين".