بعد بضعة أشهر من سقوط نظام القذافي ، أقامت طرابلس مهرجانا دوليا للشعر للمرة الأولى. أحدُ المنظمين ، كان خالد مطاوع الذي ينحدر من بنغازي، وغادر ليبيا وحيدا في سن 17 عاما إلى الولايات المتحدة، حيث أصبح شاعرا ومترجما وأستاذا في جامعة ميشيغان.

وفي ليبيا ما بعد الثورة، وبعد بضع سنوات من الغياب، لم يدخر مطاوع جهدا للمشاركة في نهضة بلاده.

ليلى مغربي صحافية وكاتبة ، تعيش في طرابلس. عملت مع عدة صحف في ليبيا وخارجها. وهي مؤلفة مجموعة من القصص القصيرة.

في مايو 2017، نشر خالد مطاوع وليلى مغربي مختارات من أكثر من خمسمائة صفحة. وجمّعا في هذا الكتاب بعنوان "شمس النوافذ المغلقة" إبداعات خمسة وعشرين من الكتاب الليبيين الشباب ، نساء ورجالا. وقد حظي هذا المشروع بدعم من المنظمة غير الحكومية الليبية "آريت" للفنون والثقافة ـ ودار نشر دارف التي نشرته في لندن.

تم إطلاق الكتاب في مايو 2017 في جامعة القاهرة، ثم في أوائل يوليو في طرابلس وبعدها مدينة الزاوية، في شمال غرب ليبيا، وهذ المدينة التي  نُشر في 3 سبتمبر 2017 أنها تحت سيطرة جماعة إسلامية.

بعد الإعلان عن هذا المولود الأدبي ، انطلقت حملة كراهية من قبل هذه الجماعة على شبكات التواصل الاجتماعي، خاصة فيسبوك وتويتر. حيث شنت هجوما عنيفا على المؤلفين الذين جاءت أسماؤهم في المختارات، وعلى الناشر، وكذلك ليلى مغربي وخالد مطوع.

وقد تم تجريم نص رومانسي للروائي أحمد البخاري، مقتطف من روايته بعنوان "كاشان"، حيث اعتُبر أن النص يعكس مشهدا جنسيا فاحشا. كما اعتُبر أن الكلمات التي استخدمها الكاتب قد ترقى إلى "جريمة ضد قيم المجتمع الليبي".

ويتعرض الأشخاص الثلاثون الذين لهم علاقة بهذا الكتاب إلى شتائم وتهديدات بالقتل. وتتعالى الدعوات إلى قتلهم، وحرقهم، وجلدهم. وتخشى ليلى مغربي بشكل خاص على حياتها.

وقد عُمِّمت صورتها في كل مكان. وتتردد اليوم في الخروج إلى الشارع. كما تعرض زوجها للتهديد واضطر إلى ترك وظيفته.

ولم يتلق المتضررون أي دعم من السلطات الليبية التي تعتبر أن الكتاب جريمة للأخلاق العامة. ومرة أخرى، فإن الغموض الأكثر رجعية يهاجم الأدب، لأن رؤية الجماعات المتطرفة لهؤلاء الكتاب الشباب يستخدمون اللغة بحرية ليعكسوا رؤيتهم للعالم أمر لا يطاق لهذه الجماعات.

 

*بوابة افريقيا الإخبارية غير مسؤولة عن مضامين الأخبار والمقالات والتقارير المترجمة