سلطت صحيفة ذا أتلانتك الأميركية في تقرير لها اليوم الضوء على حقيقة المعارك الضارية التي تخوضها ميليشيات مسلحة في ليبيا للسيطرة على اثنين من أكبر الموانئ النفطية في البلاد في مدينتي السدر وراس لانوف.

وتابعت الصحيفة بتأكيدها على أن ليبيا تعيش الآن على وقع حرب أهلية معقدة ومنسية إلى حد كبير، وهي الحرب التي تسببت منذ نشوبها في شهر مايو الماضي في حدوث حالة كبيرة من الدمار.

وأعقبت الصحيفة بلفتها إلى أن ذلك القتال تسبب في ظهور شقوق عميقة يتم استغلالها في الوقت الحالي من جانب بعض القوى الاقليمية والتنظيمات الجهادية مثل القاعدة والدولة الاسلامية.

ونوهت الصحيفة إلى أن هذا كله تمخض عن مقتل ما يزيد عن 2500 شخص منذ الصيف الماضي، رغم أن العدد يبدو صغيراً مقارنةً بأعداد القتلى في سوريا والعراق على سبيل المثال. لكن يجدر الاشارة إلى أن سكان ليبيا يقلون في العدد ثلاث مرات ونصف عن عدد سكان سوريا ويقلون بأكثر من خمس مرات عن عدد سكان العراق.

ومضت الصحيفة تقول إن تواصل الحرب في ليبيا لا يؤثر فحسب على المواطنين الليبيين، وإنما على أمن الدول الافريقية المجاورة وكذلك على أمن الدول الأوروبية بشكل متزايد.

ونقلت الصحيفة في هذا الاطار عن منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني قولها :" لا يجب علينا أن نغفل حقيقة أن بوسعنا أن نبقى بعيدين عن ليبيا، لأنها لن تظل بعيدة عنا"، وذلك في إشارة من جانبها لمخاطر انتقال الارهاب من هناك إلى أوروبا، في ظل تنامي الصراع على مصادر البلاد النفطية واحتمال استخدام ذلك في تمويل عمليات ارهابية تستهدف القارة العجوز.