الفرنسية اليومية تقريرا بشأن الصعوبات التي تواجه الأفارقة المقيمين في الهند وذلك على خلفية الاعتداء الذي استهدف طلابا نيجيريين في إحدى ضواحي نيودلهي الشهر الماضي.

ونقل التقرير الذي بثته الصحيفة في طبعتها الإلكترونية عن مواطن نيجيري مقيم في الهند يدعى فيكتور قوله إن الهنود لا يحبون الأفارقة على الإطلاق وأنهم لا يكفون عن سبهم، موضحًا أن العنصرية تجاه الأجانب أمر طبيعي في كل دول العالم، فيما أوضح ماثيو وهو نيجيري الجنسية مقيم في الهند أيضًا أن الأجواء هادئة في شمال بومباي، مشيرًا إلى أن الأفارقة لا يتعرضون لأي اعتداء.

ونقلت الصحيفة عن مواطن نيجيري ثالث قوله إن العنصرية يعاني منها الأجانب وخاصة الأفارقة في جميع أنحاء العالم وإن الهند أخف وطأة في هذا الشأن حال مقارنتها بكل من المملكة المتحدة أو جنوب السودان فقد سبق له العمل بهما قبل أن يستقر في الهند.

وأضاف أن الأجواء تتسم بالهدوء في الهند طالما أبدى الأفارقة التزاما باحترام العادات والتقاليد الهندية، مشيرا إلى أنه لا يعاني من الاضطهاد على الإطلاق وان رئيسه في العمل يسمح له بزيارة ذويه في نيجيريا مرتين خلال العام الواحد.

وكان 44 سفيرًا أفريقيا في نيودلهي قد تقدموا بطلبات للحكومة الهندية باتخاذ تدابير فاعلة ولازمة للقضاء على ظاهرة العنف التي يعاني منها الرعايا الأفارقة، حيث إن حادث الطلبة النيجيريين لم يكن الأول من نوعه فقد سبق وأن تعرضت طالبتان إحداهما سودانية والأخرى تنزانية للضرب في مدينة بنجالور الهندية منذ ما يقرب من عام.

وهدد السفراء الأفارقة باللجوء إلى مجلس الأمن الدولي التابع لمنظمة الأمم المتحدة الأمر الذي أثار غضب وزيرة الخارجية الهندية سوشما سواراج التي أكدت أن هذا الحادث ليس عنصريا.

وفى رد منها على دفاع وزيرة الخارجية الهندية عن حكومة بلادها، أصدرت رابطة الطلبة الأفارقة في الهند بيانا نددت فيه بإنكار الحكومة الهندية المستمر لمعاناة الأفارقة من مظاهر العنصرية هناك مستنكرة وصفها للحادث بأنه بسيط.

وعلى صعيد متصل نقل التقرير عن أحد الأفارقة المقيمين في الهند ويدعى الكس أن بعض الهنود يرفضون حتى ركوب المصعد مع الأفارقة حتى وصل الأمر ببعضهم إلى النزول من على الرصيف حال مقابلتهم لمجموعة من الأفارقة، موضحًا أن الهنود يعتقدون أن الأفارقة أغنياء وانهم يقدمون إلى الهند لإغواء الشباب الهندي بالمال وإشراكهم في أعمال ضد القانون على غرار ترويج المخدرات وتعاطيها أو تجارة السلاح.

وذكرت صحيفة "لوموند"، أن ما يقرب من 10 آلاف أفريقي يتوجهون إلى الهند في كل عام بغرض الدراسة وأن الغالبية العظمى تأتى من جنوب أفريقيا، وأن عددًا كبيرًا منهم يأتي من كل من السودان وكينيا وتنزانيا والكونغو برازافيل وأوغندا بغرض التجارة والدراسة على حد سواء.

من جانبه تعهد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بان بلاده ستكون مستعدة لاستقبال 5 أضعاف هذا العدد على المدى القصير.

وأشارت الصحيفة الفرنسية واسعة الانتشار إلى أن الغالبية العظمى تعبر المحيط الهندي بغرض الاستشفاء في المقام الأول، فقد أصبحت مستشفى بومباي من أبرز أماكن السياحة العلاجية في الهند لرعايا القارة السمراء على وجه الخصوص.

وأوضحت أن مدينة بومباي -الواقعة في جنوب الهند ويبلغ عدد سكانها 21 مليون نسمة - بها مطعم "جرين أونيون"، الذي اكتسب شهرة واسعة نظرًا لكونه متخصصًا في تقديم الأطباق النيجيرية الأمر الذي جعله من أبرز أماكن تجمع الأفارقة المقيمين هناك.

ومع ذلك فان الأفارقة المقيمين في الهند يعانون من أزمة في السكن فبعد أن كانوا يلاقون ترحيبا في الأحياء الرئيسية بات لم يعد حاليا أمامهم خيار آخر سوى الأحياء الشعبية المكتظة بسكانها الأصليين.

وقال الباحث السياسي الهندي شاستري راماشاندارن، إن هذا التوتر يعد ضربة قاسية للعلاقات الأفريقية-الهندية، التي لم يدخر رئيس الوزراء ناريندرا مودي جهدا لتعميقها خلال العامين الماضيين.

وأكد في النهاية أن مثل هذه الحوادث قد تؤدي إلى خسارة الهند للدعم الأفريقي في معركتها للحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي التابع لمنظمة الأمم المتحدة.