أكد الناشط السياسي والامين المساعد السابق لاتحاد طلاب ليبيا " محمد ابوخريص الكزة" بأن الهدف المنشود دولة مدنية ديمقراطية عصرية الذي يتمنى الوصول اليه، مشيرا الي ان إحداث نقلة في ليبيا لتكون في مصاف الدول المتقدمة لن يتأتى الا من خلال العمل علي تطوير واصلاح المنظومة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد، عبر أولويات العمل عاى الاهتمام بالبناء والتكوين البشري من خلال تطوير قطاعات التعليم والتدريب فالفرد هو أساس التقدم والتنمية على حد قوله. وكشف " الكزة " عن القضايا الليبية والازمات التي عاشتها وعن مشروع الغد الليبي عبر الحوار التالي مع بوابة افريقيا الاخبارية.

س : ماهي أهدافه ؟ وما أسباب تعثره ؟

لإجابة : تنمية وتطوير الحياة السياسية، وتفعيلها وتوسيع قاعدة المشاركة الحقيقية فيها بطريقة عملية وواقعية وليس نظرية فقط، وخلق منظومة قانونية عصرية مواكبة تتناغم مع التشريعات الدولية فيمجال الحقوق والمكتسبات، هذا فضلا عن وجود إعلام حر ومسؤول يواكب عملية التطور والتنمية، من خلال أدوات عصرية وتناول عقلاني وشفافية وانفتاح، و معالجة كافة التجاوزات والانتهاكات التى استلمتها مراحل تاريخية سابقة من خلال الحقيقة والإنصاف بغية خلق مجتمع متجانس متماسك، فلاتنمية بدون حقيقة، وإعادة الانفتاح السياسي على العالم على قاعدة الندية والمشاركة والتفاعل وليس التبعية او العزلة والعداء، وهو مانجح فيه حين أعاد موصعة ليبيا في خريطة العلاقات الدولية مما جعل منها قبلة القادة والزعماء.

وأوضح أن المشروع عمل على محاولة احداث تجربة تنموية متسارعة وغير مسبوقة، تجربة تعتمد على إمكانيات ومكونات المجتمع الليبي، وتنطلق من فهم ودراسة الواقع الليبي ومراحل تطوره، مع الاستفادة من التجاربالتنموية في البلدان المشابهة لها، والاهتمام بالبناء والتكوين البشري من خلال تطوير قطاعات التعليم والتدريب تطوير القائم منها وتحديثه واشراك القطاعات المهمشة ( المرأة والشباب والفئات الخاصة وغيرهم ) في عملية التحول ، و الاهتمام بخلق بيئة مناسبة للعيش من خلال تطوير قطاع الخدمات وتحسين جودة أدائه والحرص على مواكبته التطور التقني في بلدان العالم الأخرى بالاستفادة القصوى منتجاربها على مستوى المعرفة والتجربة.

س : ماهي اسباب تعثر مشروع الغد ؟

الإجابة :

بنية التخلف التى يعيشها المواطن الليبي من خلال سلبياته تجاه التطوير والإصلاح، وسيادة ثقافة التكاسل، وبطء تجاوب النظام مع أى جهد التطوير والإصلاح، خاصة وأنه بعد مرحلة طويلة من الجمود بسبب التحديات والمعارك الخارجية، والنظرة المريبة له من خلال مساواته بالهدم، او ربطه باجندات خارجية، كما انه لم يعطى الوقت الكاف ولا المجال الشامل لإنجاز برامجه ومخططاته مما جعلها تسير بنسق غير متجانس، وافقدها الهارمون المطلوب لكل عملية تطوير وإصلاح، مما أثر سلبا على تفاعل المواطن الليبي معها على مستوى العمل الحقيقي للانجاز وليس التأمل او الحلم به، وتجفيف النخب، ان لم يكن عدم وجودهاالنخب التى يمكن انتساهم بفاعلية فيه، مما جعل رايته تسرق من نخب لاتنتمي إليه..

س : الكل يري أن مشروع الغد كان يعتمد على الإصلاح والتوافق معقوي إسلامية من بينها الإخوان المسلمين والليبية المقاتلة وإخراجهم من السجن ؟ هل هذا هو مشروع الغد الملموس على الأرض الواقع ؟ موقفه من الإسلام السياسي ؟

الإجابة :

موقف مبدئي ينطلق من انحيازه للحرية، وللمواطنة كقيم، وموقف عملي ينطلق من رغبته في تهيئة التربة المناسبة للإصلاح والتطوير من خلال معالجة التجاوزات والانتهاكات، ومن خلال خلق مناخ جديد يمكن ان تساهم فيه هذه القوى بعد تحولها إلى أدوات سياسية وليس ادوات دعوية، وبعد نبذها للعنف من خلال مراجعة ادبياتها وهو ماحققه برنامج ليبيا الغد في التعامل معهم.

س : هل سبب تعثر مشروع الغد والغائب اليوم عن معرفة حقيقته مايسمي الحرس القديم أو حركة اللجان الثورية ؟ وهي التى تتهم صاحب المشروع بمشاركته فى صنع 17 فبراير ؟

الإجابة :

من الطبيعي وجود قوى مختلفة وحتى متسارعة في اى مجتمع، ومن الطبيعي معارضة التغيير لكل من يعتبره سيتم على حسابه، الا انه من غير الدقيق اعتبار الحرس القديم سببا في الإخفاق رغم الجهد الذى بذله بعض الافراد في عرقلة الكثير من المبادرات الحقوقية والسياسية.

س : هل أعتمد مشروع الغد على رؤية واقعية تناسب الشعب الليبي؟

الإجابة :

هو المحاولة الوحيدة الواقعية خلال العقود الأخيرة، وهو المحاولة الوحيدة التى كان يمكن ان تقف عائق امام التجاوب المحلي تفاعلات وسيناريوهات المؤامرة الخارجية القديمة الجديدة وهوما حدث لاحقا.

س : هل يمكن لهذا المشروع أن يكون منهاج عمل لأي مجموعة سياسية قادمة ؟

الإجابة :

الشواهد المادية المتمثلة في المشروعات التى تصل نسب الإنجاز فيها إلى نسب متقدمة، اما الأهم فهو ماتحقق بعد 2011، والمتمثل في استفاقة الشعب الليبي وإدراكه بأهمية ماكان يبنى له وتم تخريبه، وماذا يخطط له وتم اعاقته، والأهم مصداقية من كان يريد تطويرهم وإصلاح نظامهم ومجتمعهم ولم ينصتوا إليه.

س : ماذا تحقق منه قبل 2011 ؟ ولم يري الليبيون منه غير الوعود ؟ ا

لإجابة :

يمكن لهذا المشروع ان يكون منهاج عمل اليوم أكثر منه بالأمس، تسنده في ذلك تجربة مؤلمة لليبيين وصلوا إليها حين لم يتحمسوا لهذا المشروع، ولم ينتبهوا لما كان يريده لهم من خير، وحين اختاروا السلبية في التعاطي معه وليس تحصينه بالتفاعلمعه والدفاع عنه.

س : هل كانت ليبيا وردية قبل 2011 ؟ وماهي أسباب تعطل مشاريع التنمية بالمليارات الدولارات ؟ منها على سبيل المثال تعطيل فى مشروع طرابلس الدولي ؟ والطريق الدائري الثالث المتعاقد عليه مع الشركة البرازيلية ؟ وإتهام شخصيات إعتبارية وجهات رسمية بسرقة أموال المشاريع ؟

الإجابة :

لم تكن وردية، والا لم يكن هناك حاجة للإصلاح، ولم تكن سوداوية والا لما اجتمع عليها الآخرين لوأدها، تحركهم مصالحهم المتوقعة وليس مصلحة الشعب الليبي، اما عن المسئولين عن المشاريع، فهم ليسوا ملائكة، بشر من إفراز المجتمع الليبي بتجاربه المتنوعة، ولا ننزه بالمطلق بعضهم، لكن هامش الفساد كان اقل من ان يذكر مقارنة بالخطة التنموية الطموحة، ولعل وجود الكثير من الأجهزة الرقابية يؤكد الحساسية المبالغ فيها احيانا - والتى ساهمت في تعطيل ولك البرنامج - هي خير دليل على الرغبة الشديدة في مقاومة ومحاربة الفساد ان ظهر.

س : رق ليبيا كان يعاني حالة كبيرة من التهميش هكذا يمكن القول ؟ المشاريع السكنية والبنية التحتية ؟ التطوير الإدراي ورفع الكفاءة لديهم ؟

الإجابة :

ربما يمكن القول أنه وخلال سنوات طويلة كانت التجربة التنموية بطيئة جدا لأسباب كثيرة سياسية واقتصادية، دولية ومحلية، وهو ماحدث في بلدان كثيرة كان اقتصادها احادي المصدر، اقتصاد ريعي يعتمد على النفط فقط، ولذلك كانت تجاربها التنموية المحلية ليست مشجعة، وفي ليبيا شعرت الكثير من الأقاليم والمدن البعيدة في تلك المراحل بالنقص والتهميش، الا ان الخطة التنموية لبرنامج ليبيا الغد راعت هذا المعطى وحظيت جميع المدن والأقاليم بنفس القدر من الاهتمام ووفقا لمقاييس وطنية وعلمية معروفة، والمشروعات التى لم تكتمل فيكل مدن ليبيا خير دليل وشاهد على ذلك.

س : مشاريع قطاع السياحة والذي كان يعول عليها كثير ليكون رافدا لقطاع النفط مصدر الدخل الوحيد فى ليبيا ؟ كان وعودا وحبرا على ورق ؟ ماهي الأسباب فى فشل إعلان شحات ؟

الإجابة :

كان هدف تنويع الاقتصاد وتحويله من اقتصاد ريعي أحادي المصدر إلى اقتصاد انتاحي متنوع خدمي وتقني وصناعي، هو الهدف الرئيس للخطة التنموية لبرنامج ليبيا الغد، وهو مايدل عليه بوضوح حجم المشروعات السياحية والخدمية التى تضمنتهاالخطة، الا ان البيئة والثقافة الليبية التى تعودت على ثقافة المرتب والاستهلاك، وليس ثقافة العمل والانتاج. كانت العائق الأكبرامام التجاوب مع قطاع السياحة الخدمي، لانه يحتاج إلى تغيير أكبر في ثقافة الناس، الذين ان لم يتجاوبوا ويتطوروا ستتحول السياحة إلى غزو ثقافي جديد من وجهة نظري هم، وهو ما جعل التجاوب مع اعلان شحات بطيئا بسبب احتياجه إلى تغيير في عقلية المواطن الليبي، نظرته إلى الآخر "السائح "، كيف ينظر إلى ثقافته، ومانوع الخدمة التى يقدمها له، وجودتها خاصة حين يشعر انه لا يحتاج إليها فالنفط يكفيه .

س : قانون المرتبات رقم 15 لعام 1981 كان مجحفا الي مطلع2011 وكانت الزيادة فقط مع شهر فبراير لضغوط الشارع ؟ هل إستفاقة متأخرة وشعور بالذنب ؟

الإجابة : كان هدف البرنامج التنموي الرئيس هو محاربة فكرة الاعتمادعلى المرتب واستبدالها بفكرة العمل والخدمة والانتاج، ولذلك لم يعتبر انه المشكل الاساسي، ولم يلجا الى التفكير في جرعات المسكنات، الزيادات في الأجور، بل اعتبر ان الدخل وليس المرتب فقط سيزيد تلقائيا، وأن حياة المواطن ستتغير للأفضل تلقائيا حين تتغير الثقافة التي رهنته للمرتب طويلا .