أثار تصريح مبعوث الأمم المتحدة للدعم فى ليبيا " مارتن كوبلر " حول تصريحاته بخصوص المهاجرين غير شرعيين العابرين للأراضي الليبية، ردود فعل غاضبة فى الأوساط الليبية. حيث أعرب " كوبلر " عن قلقه من المعاناة التى وصفها بـ”المروعة” التى يتعرض لها المهاجرين و اللاجئين وطالبي اللجوء القادمين من بلدان أفريقيا وجنوب الصحراء في ليبيا.

كوبلر أضاف في كلمته أمام الدورة الـ33 لمجلس حقوق الانسان أمس الثلاثاء بأن الانتهاكات الممنهجة التى يعاني منها اللاجئون في ليبيا غير مقبولة على الاطلاق ، رافضاً افلات الجناة من العقاب. وطالب المبعوث الاممي دولة ليبيا بإلغاء تجريم الهجرة غير الشرعية وإنشاء نظام للجوء على أراضيها في أسرع وقت، مبيناً بأن بعثة الامم المتحدة في ليبيا تسعى الى انهاء الاحتجاز التعسفي للمهاجرين وإغلاق عدد من مراكز الاحتجاز وزيادة موارد العودة الطوعية للمهاجرين.

وفي اول ردود دبلوماسية غاضبة، أبدى عضو مجلس النواب الهادي الصغير ممثل عن الدائرة السادسة الشاطئ إستهجانه إزاء دعوة ممثل الأمين العام للأمم المتحدة و رئيس بعثة الدعم في ليبيا مارتن كوبلر إلى إلغاء قوانين تجريم الهجرة الغير شرعية و إرساء قانون للجوء بحسب وصفه. الصغير إعتبر هذه الدعوة بأنها “دعوة مشبوهة” و تتجاوز إختصاصات البعثة و رئيسها إضافة لأنها خرق صارخ لقرار مجلس الأمن المنشأ للبعثة و تمثل إنتهاك من المبعوث الأممي للسيادة الليبية.

و أوضح الصغير أن سن القوانين و إلغائها هو شان داخلي ليبي يتم حسب متطلبات المصلحة الليبية العليا و لا شيء سواها. و تابع أن مثل هذه الدعوات “المشبوهة” تسعى إلى تحويل ليبيا إلى مستقر لمهاجرين غير الشرعيين و إنها دعوة للهجرة إلى ليبيا لمضاعفة المشاكل التي عانيها البلاد من هذه الآفة.

الصغير دعا أعضاء مجلس النواب بصفته نائب عن المنطقة الجنوبية الأكثر تضرراً من هذه الظاهرة لرفض هذه الفكرة مسبقاً و عدم قبولها تحت أي مسمى. و طالب الصغير لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب بأن تخاطب وزارة الخارجية لإتخاذ ما يلزم تجاه المبعوث الأممي و لفت النظر لهذا الخرق الجسيم و التطاول الغير مقبول إضافة لطلب توضيحات عن هذا التصريح و ملابساته و التأكيد على عدم تكرار التدخل في الشأن الداخلي.

من جهته قال مندوب ليبيا الدائم لدي الأمم المتحدة " ابراهيم الدباشي " والتابع للحكومة المؤقتة، بأن ‏كوبلر يشوه ليبيا ويوجه بإلغاء تجريم الهجرة غير الشرعية فيها، فليعطينا اسم دولة لا تعتبر الدخول بدون تأشيرة جريمة لنوجه المهاجرين اليها علي حد تعبيره. وفي رد للإعلامي الليبي " نبيل الحاج " على مقترح كوبلر، قال له: ينبغي عليك أن تلتزم حدود المهمة التي كلفت بها و ألا تحاول تجاوزها على حد قوله.

من جهته كان رد الكاتب الصحفي " عبدالعزيز الرواف " لكوبلر، هذا ليس من عملك وعليك أن توجه سؤالك للدول الأفريقية مصدر الهجرة واجعل منظمتك تدعم الجياع في أفريقيا نحن لسنا مسئولين عنهم. فيما قال السياسي " عمر مفتاح المصراتي " فى رده على مقترح" كوبلر " هذا الاقتراح لن يفيد ليبيا في شيء غير زيادة المشاكل خاصة مع بقاء جهاز بيروقراطي عقيم، والحل يفتح باب الهجرة وتشجيعها الى ليبيا.

الكاتب الصحفي " على أوحيدة " رأي أن تغريدات كوبلر بشان إجبار ليبيا على تقاسم أعباء الهجرة تهدف الى استعطاف الدول الاوربية وخاصة المانيا لدعمه للاستمرار في مهمته، التي افلست، علي حد قوله. وأضاف " أوحيدة " أن الهجرة هي مسألة أوروبية شائكة جدا حاليا، وكوبلر يسعى لتوظيفها لتجاوز فشله الشخصي والضغط على الليبيين والحصول على دعم الاوربيين بأي ثمن.

 عضو الحوار السياسي وأحد الموقعين على إتفاق الصخيرات المغربية " فضيل الأمين " بدوره طالب  كوبلر بالتوقف " قائلا له : انت لست الحاكم السامي لليبيا، وليس من حقك ولا من مهامك أن تصدر التعليمات والإرشادات، وأنك تجاوزت مهامك وحدود مسؤولياتك، وأن القوانين الليبية شأن ليبي داخلي وليس من مهامك، ولكي تنجح في مهمتك التي حددتها لك البعثة الاممية أرجو أن تلتزم بالمهمة والاهداف المحددة، وليببا لا تبحث عن رئيس أو زعيم، ومهمتك المساعدة والإعانة فقط ولك كل الشكر والتقدير عليها على حد قوله.