تستخدم المراحيض العامة المتصلة بـ72 مركزا حيويا في كينيا، لتحويل الفضلات البشرية إلى غاز حيوي (طبيعي) رخيص التكلفة، يستعمل لأغراض الطهي في العديد من المناطق المترامية الأطراف في الأحياء الفقيرة بالعاصمة نيروبي.
وفي حديث لوكالة الأناضول، قالت مهندسة النظام الحيوي في هذه المراكز، إليكتا روزانا، “نتوقع أن تساهم هذه المراكز في تحسين خدمات الصرف الصحي، وتوفير الغاز الحيوي المتجدد”.
وبتمويل من البنوك المحلية، أنشأت منظمة “أوماندي تراست”، (محلية غير حكومية) أغلب هذه المراكز، بينما مولت الوكالة الفرنسية للتنمية “إف دي إيه”، (مؤسسة مالية تابعة للدولة)، بناء 20 من هذه المراكز التي تقدر تكلفة الواحد منها بحوالي 22 ألف و500 دولار.
وأضافت روزانا: “المعدات التي ركبناها في جميع مراكزنا تحول الفضلات البشرية إلى هواضم (وحدات لمعالجة المخلفات العضوية) تولد تلقائيا الغاز الحيوي الذي يستخدمه سكان هذه المنطقة لأغراض الطهي في مواقد الغاز″.
وأوضحت أن المراحيض متصلة بأنابيب بلاستيكية قوية، موصلة بهواضم حيوية تتصل بخزان على شكل قبة، وعندما تصل الفضلات البشرية من المراحيض إلى الخزان، يتم معالجتها على ثلاث مراحل بواسطة البكتيريا اللاهوائية.
وتابعت: “في المرحلة الأولى، تحول البكتيريا الفضلات إلى سائل، يتم تصفيته وتحويله إلى حمض”.
ومضت قائلة: “وفي المرحلة الثالثة، يتم الاحتفاظ بالسائل لمدة 21 يوما، قبل أن يتحول إلى غاز الميثان، الذي يجمع في الجزء العلوي من قبة الخزان”.
وأشارت المهندسة إلى أنه، في هذه المرحلة، يتم ضخ الغاز تلقائيا إلى عشرات المواقد في المطابخ الجماعية، حيث يتم استخدامه لأغراض الطهي.
من جهته، قال مدير منظمة “أوماندي تراست”، جوشيا أوموتو: “قررنا إنشاء هذه المراكز، لأن مناطق المستوطنات غير الرسمية في كينيا ينتشر بها العديد من المراحيض الحفرية (البدائية)”.
ولأن هذه الأحياء فقيرة ومكتظة بالسكان، دائما تكون المراحيض ممتلئة، بحسب أوموتو الذي ألقى باللوم في المشكلة على أصحاب شاحنات شفط مياه الصرف الصحي.
وأوضح أنهم (أصحاب الشاحنات) يتقاضون بين 100 و150 دولار نظير إفراغ المراحيض، ولكن السكان الذين يعيشون في الأحياء الفقيرة لا يستطيعون دفع هذه الأموال الطائلة، وبالتالي يتسرب فائض الصرف إلى نهر نيروبي المجاور، الذي أصبحت مياهه عكرة أكثر من أي وقت مضى”.
وتظهر الإحصاءات الرسمية لوزارة الأراضي والإسكان والتنمية الحضرية الكينية، أن الحصول مياه الشرب النظيفة وخدمات والصرف الصحي محدود للغاية، ويقتصر على نحو 60% من سكان نيروبي البالغ عددهم 4 ملايين نسمة تقريبا.
وأوضح “أوموتو” أن المشروع يخدم المجتمعات المحلية في نيروبي وخاصة في “كيبيرا”، التي تضم اثنين من المراكز الرئيسية، ويقطنها حوالي مليون شخص، وهي منطقة مترامية الأطراف تنتشر فيها من المنازل الطينية المتهالكة المسقوفة بالصفيح الصدئ، شوارعها وطرقاتها موحلة وتنتشر فيها الأزقة الضيقة والخنادق المليئة بالوحل.
وأشار إلى أن أسرة مكونة من ستة أفراد تنفق الآن نحو 5 دولار شهريا مقابل الحصول على غاز حيوي للطهي، وهو ما يعادل 4 أكياس من الفحم بقيمة 90 دولار للفترة نفسها.
وفي هذا الصدد، أوضح مسؤول تنسيق شؤون المجتمعات بالمنظمة، فريدريك أموك، أن أحد أهداف  “أوماندي” ( تعني “الندى” في اللغة السواحلية المحلية) هو ضمان أن الفضلات البشرية لا تنتشر مجددا في الشوارع.
وبدوره، قال منسق برامج المنظمة، إيداه بينالي إبراهيم، إن “البيئة في الأحياء الفقيرة تصبح أكثر نظافة بشكل تدريجيا”.
وأضاف: “قبل مجيء الغاز الحيوي، كانا لدينا مراحيض طائرة”، في إشارة إلى الأكياس البلاستيكية التي كان يتغوط فيها الناس، قبل أن يتخلصوا منها في الأزقة خارج أكواخهم.