إن المصالحة الوطنية والانفتاح الحقيقيين هما عنصران ضروريان لإنهاء دورتي غياب الدولة والتطرف اللتين أوجدتا أرضا خصبة للجماعات الإرهابية، بما في ذلك تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، للازدهار في ليبيا، وفق تقرير لـ  Atlanctic Council.

وقال جيسون باك، مؤسس in Libya  Eye On ISIS"عين على داعش في ليبيا" والمدير التنفيذي لجمعية الأعمال الأميركية الليبية: "الناس الذين قاتلوا في سوريا، ذهبوا إلى "الجهاد" في ليبيا للحصول على درجة ما بعد التخرج في الجهاد".

وتابع "باك" : "بعد تجمعهم في سوريا جاءوا لمرحلة ما بعد التخرج في درنة وسرت ليؤسسوا كتائبهم الخاصة". وأضاف أن "الثغرات على الحدود التونسية الليبية كانت في آن واحد وبالا حقيقيا على ليبيا، وتونس"، مشيرا إلى الهجمات الإرهابية البارزة في تونس عام 2015 في متحف باردو الوطني بتونس وعلى سياح بريطانيين في سوسة.

وشارك "باك" في حلقة نقاش في Atlantic Council في واشنطن يوم 20 يونيو مع ريانون سميث، العضو المنتدب في “عين على داعش في ليبيا”؛ وكريستوفر شيفيس، المدير المساعد لمركز السياسات الأمنية والدفاع الدولي في مؤسسة راند. وقد أدار النقاش كريم مزران، وهو زميل بارز في مركز رفيق الحريري في الشرق الأوسط التابع للمجلس الأطلسي. وقد ألف باك وسميث، ومزران تقريرا للمجلس تحت عنوان : أصول وتطور داعش في ليبيا.

وشدد "باك" على مرونة الجماعات الجهادية، مثل داعش، مشيرا إلى أن ""عبقرية" التنظيم تكمن في تحوره المستمر"، مضيفا بأنه "من السهل للغاية الانتقال من مجموعة إلى أخرى"، إلى حد أن العديد من الأتباع غير متأكدين من تفاصيل كل منظمة.

وبحسب "باك"، فإن الجهاديين يتعهدون أيضا بالولاء لقائد محلي واحد، وهذا يعني أن "الولاء هو على المستوى المحلي". وهذا ، بالإضافة إلى التواصل بين التنظيمات، يخلق وضعا استغله تنظيم داعش للتسلل إلى ليبيا، كبلد يعاني من "فجوة ترابية" و "بلا سيادة".

تعيش ليبيا في حالة من الفوضى منذ الإطاحة بزعيمها معمر القذافي، وقتله في وقت لاحق في انتفاضة الربيع العربي في عام 2011. وتوجد اليوم بالبلد الواقع شمال افريقيا حكومتان - واحدة معترف بها دوليا ومقرها في العاصمة طرابلس، والثانية في مدينة طبرق؛ إلى جانب ميليشيات متنافسة وفيض من الأسلحة.

وقال سميث إن "داعش" يمثل أحد أعراض مشكلة ليبيا وليس سببا، مشيرا إلى أن افتقار الدولة إلى الحكم والمؤسسة والأمن مكن داعش من استعادة موطئ قدم له في المنطقة.

وذكر سميث أن استخدام داعش للعنف "خلق رد فعل كبير" في ليبيا حيث "غالبية الليبيين لا يدعمون داعش".

وركز شيفيس من جهته على ضرورة التدخل السياسي والعسكري في ليبيا. وقال إن "داعش سعى بنشاط إلى بناء جبهة ثانية في ليبيا". وأضاف "هذا يعني ان هناك دورا نشطا للجيش".

في صيف عام 2016 وفي يناير 2017، نفذت الولايات المتحدة ضربات طائرات بدون طيار في ليبيا استهدفت أهدافا لداعش.

لكن شيفيس حذر من أن عمليات مكافحة الإرهاب تحتاج إلى أن تكون فعالة، لكنها لا يمكن أن "تقوض الأهداف الأوسع التي يجري تحقيقها". وبينما وافق على أن "نهجا من الأسفل إلى القمة لجبر الكسر السياسي في ليبيا" هو الحل الأفضل، إلا أنه اعتبر أنه من الصعب للغاية على الدول الاخرى العمل مع حكومات محلية.

وقال إن الحكومات الأجنبية يجب أن توفر "جرعات صغيرة من برامج بناء القدرات االتي تمكن الجهات الفاعلة الليبية بنفسها من ملء الفراغ". ونظرا إلى أن الفراغات تسبب نقاط ضعف في ليبيا، فالقضاء على الثغرات في الحكم يعني أن "الجهاديين لا يمكن أن يسمح لهم ببناء عش".

وتبدأ هذه المقاربة بالتعاون مع ليبيا ؛ وعلى المجتمع الدولي "أن يساعد على إضفاء الشرعية على المؤسسات البلدية" وأن ينظر إليها على أنها "نجاحات للبناء عليها وليس عوائق للتغلب عليها".

 

*شياوجينغ تسنغ العضو في المجلس الأطلسي

**بوابة افريقيا الإخبارية غير مسؤولة عن مضامين الأخبار والتقارير والمقالات المترجمة