لم يعد  خافيا على أحد أن الخطاب الإعلامي لجماعة الإخوان بفروعها المختلفة يعتمد الكذب أداة لتشويه الآخر وتزييف الوقائع وتزوير الأخبار والمواقف وصولا الى تزييف الصور والفيديوهات والتلاعب بالمعلومات ، 

وقد أندمج إخوان ليبيا وحلفاؤهم في هذا السياق منذ عقود طويلة ، ولكن المواطن الليبي لم يدرك الحقيقة كاملة إلا بداية من العام 2011 ، سواء في ظل حرب الإطاحة بالنظام السابق أو بعدها ، حيث أجاد إخوان ليبيا بدعم مباشر من حلفائهم في الداخل والخارج فن الأباطيل ونشر الإخبار الكاذبة لتزييف الوعي الجمعي وتحويل وجهة الرأي العام 

وتشير مصادر مطلعة الى أن أبرز الأكاذيب التي تم إستعمالها في الحرب ضد القذافي ومنها إغتصاب النساء وقتل المحتجين وجلب المرتزقة وغيرها كانت من قبركة غرف إخوانية تشرف عليها المخابرات القطرية ، كما إن الإخوان كانوا ترويج كذبة أن  أم القذافي يهودي ، وهي أكذوبة قديمة روجوها في حق أغلب الزعماء العرب مثل جمال عبد الناصر وحافظ الأسد  والحسن الثاني وصولا الى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي 

يقول الكاتب اليمني أبوبكر عبد الله « الأمر هنا ليس مزحة بل واقع أشبه بلعنة لصيقة بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين وفروعه في أكثر من 80 بلدا في العالم، ستظل تطاردهم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

حيث لظاهرة الكذب لدى "تنظيم الإخوان" تاريخ ولها كذلك أصول فقهية حديثة العهد ليست من الإسلام في شيء، وأحد جذورها منثور في رسائل الشيخ حسن البناء الذي أقر في مرحلة مبكرة " الكذب " وسيلة ميكافيلية للنشاط السياسي للجماعة استنادا إلى قاعدة أن "الكذب على الأعداء فريضة"، والأعداء بمفهوم البناء " كل الذين ليسوا من إخوانك في الجماعة".

الشيخ البناء ومن بعده مرشدو التنظيم غلَّفوا هذه القاعدة بصبغة فقهية محدثة، فسموا الكذب " إيهام القول للمصلحة" في مفهوم شيطاني القى بتبعات كارثية على مفهوم الإسلام للصدق هذا السلوك الديني الملتزم الذي تتفق عليه كل الديانات السماوية.

لم تكن نظرية البناء رأيا أو اجتهادا عند الأجيال التالية في "تنظيم الإخوان" بل صيرها مرشدو التنظيم وأقطابه ممارسة عبادية يتقرب بها " الإخواني" إلى الله سبحانه.

ومن تابع وسائل الإعلام الإخوانية خلال الأيام الماضية ، يلاحظ إتساع دائرة أكاذيبهم ، وخاصة في ما يتعلق بالجيش الوطني وصحة المشير خليفة حفتر والوضع الأمني في بنغازي والمنطقة الشرقية ، وكذلك في ما يتعلق بأكذوبتهم حول سفر رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح الى دولة الإمارات العربية المتحدة لحضور ما سموها جلسة للجنة إماراتية مصرية مشتركة لإختيار خليفة المشير حفتر 

وأكاذيب الإخوان ليست لها حدود ، وهي صناعة إخوانية متأصلة ، تمثل جزءا من عقيدتهم ، رغم أن  الإسلام يحرّم الكذب وفق ماورد في القرآن الكريم  يقول الله تعالى: (إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب) [ سورة غافر: 28] وقول الله في سورة الحج:30 (وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ)، وكان الكذب هو أبغض الأخلاق إلى رسول الإسلام محمد، فعن ‏عائشة بنت أبي بكر ‏(ما كان خلق أبغض إلى النبي محمد ‏من الكذب ولقد كان الرجل يحدث عند النبي ‏بالكذبة فما يزال في نفسه حتى يعلم أنه قد أحدث منها توبة)‏‏ 

والكذب هو من خصال المنافق كما يقول النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم (أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خلة منهم كانت فيه خلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر) ، أيضا روى مالك في موطئه من حديث صفوان بن سليم : أنه قيل للرسول محمد: أيكون المؤمن جبانًا؟ قال: نعم. فقيل له: أيكون بخيلاً؟ فقال: نعم. فقيل له: أيكون المؤمن كذَّابًا؟ فقال: لا

ويعتبر أعظم أنواع الكذب في الإسلام هو الكذب على الله وعلى رسوله، ويكون الكذب على الله بتحليل حرام وتحريم حلال، فقول القرآن: (ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين) [ سورة الزمر ]، ويقول النبي محمد (ومن كذب علي متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار)

ولكن متى يجوز الكذب ؟ يبيح الإسلام الكذب في ثلاث حالات فقط وهي :الكذب للإصلاح بين المتخاصمين  والكذب لإرضاء الزوجة والكذب على الأعداء في الحروب

والدليل على ذلك قول أم كلثوم بنت عقبة (ما سمعت رسول الله ‏‏ يرخص في شيء من الكذب إلا في ثلاث كان رسول الله يقول: لا أعده كاذبا الرجل يصلح بين الناس يقول القول ولا يريد به إلا الإصلاح والرجل يقول في الحرب والرجل يحدث امرأته والمرأة تحدث زوجها)‏

ونظرا لإن الإخوان يعتبون أنفسهم في حرب ضد المجتمع وضد المختلفين معهم فكريا وعقائديا وإجتماعيا وثقافيا ، يبيحون الكذب ، ويجعلون منهم أحدى أدواتهم في معاركهم

يقول الكاتب  المصري والقيادي السابق في جماعة الإخوان ثروت الخرباوي « خدها منى كلمة، لا تصدق الإخوان أبدا، حتى ولو حلفوا لك وأقسموا أغلظ الأيمان، ولو جلسوا أمامك ورأيت أعينهم تفيض من الدمع، من الآخر لا تلقى لهم بالاً ولا تصدقهم، فهم كاذبون، أما لماذا يكذبون فلهذه قصة مرتبطة بعقيدة الإخوان! لا تتعجب فعقيدتهم تعطى لهم الحق فى التقرب إلى الله عن طريق الكذب، تحت مسمى «التقية».

والتقية هى أن تُظهر أشياء لا تعنيها لتتقى بها العدو الكافر، وقد استقر أهل السنة والجماعة على عدم جواز استخدام التقية مع المسلمين، إلا أن الشيعة تستخدمها مع الجميع، بل إن علماء الشيعة يقولون إن: «من لا تقية له لا دين له»، ولأن جماعة الإخوان منذ بدايتها تعتبر أنها تعيش وتتعامل مع مجتمعات كافرة، لذلك فقد احترفت «التقية» معنا، ولعل هذا يوضح لك لماذا تكذب هذه الجماعة دائما!

وأول ما يصادفنا بخصوص عقيدة التقية لدى الإخوان عبارة شهيرة قالها حسن البنا هى «ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين»، ولهذه العبارة قصة، وهى قصة مرتبطة باغتيالات وتخريب وحرق وقتل، كان الإخوان فى نهايات الأربعينيات قد قتلوا المستشار الخازندار، ومن بعده قتلوا النقراشى باشا، رئيس وزراء مصر آنذاك، ثم تم القبض على خلية إخوانية، وهم فى سيارة «جيب» يحملون مفرقعات وخططاً لحرق القاهرة، وبدأت النيابة العامة فى التحقيق فى هذه القضية التى عرفت بقضية السيارة الجيب» 

ولأن القضية ، والكلام للخرباوي ، كانت بمثابة مسمار فى نعش الجماعة فى هذا العهد لذلك حاولت الجماعة التخلص من أدلتها، فتحرك النظام الخاص وكلف أحد أفراده، ويدعى «شفيق أنس»، بوضع قنبلة حارقة بجانب دولاب حفظ أوراق القضية، إذ قدم نفسه لسكرتير التحقيق على أنه أحد الموظفين من محكمة من محاكم الأقاليم وأنه مكلف بتقديم بعض القضايا للنائب العام، ثم وضع حقيبة بها القنبلة بجوار الأرفف وزعم أنه سيذهب لمطعم قريب ليتناول إفطاره، وبعد انصرافه شك الموظف فى الحقيبة فأعطاها للأمن الذين قاموا بالتخلص منها فى الطريق أمام المحكمة، فانفجرت القنبلة وترتب على انفجارها إصابة بعض المارة الأبرياء، وأمام هذه المشكلة الكبيرة قام البنا بإصدار بيان يتبرأ فيه ممن قاموا بهذا الفعل فقال عنهم إنهم «ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين».

لا شك أن الحالة النفسية للقاتل كانت آنذاك فى منتهى السوء، لذلك بادر إلى الاعتراف الكامل بجريمته وبالمحرضين والمساهمين والمشتركين معه.

هذا هو الرأى الذى وضعه محمود الصباغ تبريراً لبيان حسن البنا «ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين»، كلماته واضحة بأن حسن البنا استخدم التقية، أو الخداع، لأن الحرب خدعة، ثم يقول إن التقية هنا جائزة لأنه (أمر جائز فى الحرب).

ويرى الكاتب المصري أحمد بان «كذب حسن البنا حين حدّد الهدف من إنشاء الجماعة في تحرير الوطن من كل سلطان أجنبي، فعزّز سلطة الأجنبي في النفوس، مرة بالتحالف مع الإنجليز، وأخرى في التحالف ضدّهم مع الألمان، الذين راهن عليهم، وأوفد الشيخ أمين الحسيني، للتنسيق معهم، وعرض خدماتهم على النازي، ولم يقل تاريخ الجماعة أيضاً شيئاً عن ذلك»

«ظلّ الكذب ديدن الجماعة وقيادتها، فكذبوا على أعضاء الجماعة، تحت عنوان المعرفة على قدر الحاجة، فلم تعرف قواعد الجماعة أبداً تاريخ التنظيم، ولا أعماله، ولا تحالفاته، سواء مع رئيس الوزراء عدو الشعب إسماعيل صدقي، أو مع الملك فاروق الذي خرج الناس في مظاهرة تهتف بسقوطه، وتقول: "الشعب مع النحاس"، ليخرج الإخوان بمظاهرة تقول: "إنّ الله مع الملك"، ولا يزال الإخوان يخطبون ودّ كلّ قوة استعمارية، ولاتزال وفودهم تحج إلى البيت الأبيض، يخطبون ودّ أمريكا التي ناصبت ثورة الشعب المصري العداء، واختارت أن تنحاز لهم ليكونوا شوكة في خاصرة الدولة المصرية» 

وتابع الكاتب «كذب الإخوان في عاطفة وطنية، لم يعرفوها عندما هللت جموعهم لمن يدّعي اقتراب المارينز من السواحل المصرية لإعادة محمد مرسي للحكم، ولا عزاء لاستقلال وطني لم يعرفه الإخوان، وإن هتفت بمفرداته دعاياتهم كالعادة، ولطالما ذهبت دعاية الجماعة في اتجاه وأفعالهم في اتجاه آخر.

لم يكذب الإخوان فقط عندما قالوا لن نترشّح على كامل مقاعد البرلمان في مصر، في أعقاب ثورة 25 يناير، ثم ترشّحوا على المقاعد بالكامل، بعد أن نسقوا مع باقي شركائهم، ليكون البرلمان يميناً دينياً بنسبة فاقت 70%، أو النكوث عن العهد في عدم المنافسة على مقعد الرئيس، ثم الترشح؛ بل وقبول التزوير لصالحهم في تأكيد على صدقية إيمانهم بكثير من القيم التي دهسوها مطمئنين»

وبحسب الكاتب « اعتمد الإخوان على كتاب ندا في عمليات التجنيد من خلال التعاطف مع مظلومية مصنوعة لم يخجل ندا  من الاعتراف بأنها كذب وخداع وتزوير، كان كذب الإخوان أقدم بكثير، كذب الإخوان حين أسسوا جماعتهم بادعاء الانتصار لقيم الدين الأصيلة، وتربية الأمة على مكارم الأخلاق، وصياغة المواطن الصالح، فدهسوا القيم بالعدوان المتكرر عليها، وتربية عناصرهم كطائفة وسط الأمة، تكره الناس والسلطة، وتتآمر في الظلام، حتى لو كان ذلك عبر ترديد إشاعة كاذبة، أو إشاعة أجواء من اليأس والإحباط.

كذب الإخوان حين تحدثوا عن دعوتهم، باعتبارها دعوة تجمع ولا تفرق، ففرقوا الأمة شيعاً وأحزاباً، إلى حدّ تقسيم البيت الواحد، وإعادة ترتيب العلائق البشرية داخل العائلة الواحدة، لتصبح صلة التنظيم فوق صلة الدم والنسب، بينما لم يحترموا أبداً صلة الوطن.

لكنّ الكذب والتزوير لم يقف عند ما ذكرناه؛ بل امتدّ لاختراع وقائع وأحداث، وكتابتها في مؤلفات تؤمن الولاء للجماعة والتعاطف معها، وتدعيم كراهية زعامات ومؤسسات قدمت باعتبارها تعتدي على كرامة الناس والدين والوطن، وهو ما اعترفت به قياداتهم.

فقد كشف القيادي الإخواني يوسف ندا، أنّ كتاب "أيام من حياتي" المنسوب للداعية الإخوانية زينب الغزالي، وتتحدث فيه عما عانته في السجون المصرية ومن أن عبد الناصر نفسه شهد تعذيبها لم يكن سوى كتاب مختلق؛ إذ كتب الكاتب محمد السعيد إدريس بمقال له عام 2009 أن القيادي الإخواني السابق أبو العلا ماضي أخبره باعتراف يوسف ندا بأن كل ما ورد في الكتاب من تأليفه.

اعتمد الإخوان على هذا الكتاب بشكل كبير في عمليات التجنيد، من خلال التعاطف مع مظلومية مصنوعة، لم يخجل هذا القيادي الإخواني، من الاعتراف بأنها كذب وخداع وتزوير، وعندما قال له أبو العلا ماضي: أليس هذا كذباً على الله والناس والتاريخ؟ أجابه بقوله: الحرب خدعة، ولأنّ الحرب خدعة فلا بأس من الكذب على كل هؤلاء!

انسحبت اعترافات يوسف ندا إلى أمر آخر أخطر، هو تدليس  وثيقة تتحدث عن اجتماع الأجهزة الأمنية المصرية، على خطة لتجفيف منابع التطرف ومقاومة النشاط الإخواني، قد تضمنت إجراءات تحظر تدريس التاريخ الإسلامي، أو بطولات الفاتحين، إضافة إلى إجراءات تنكيل وعقاب بأسر الإخوان، وغيرها من خطوات تضمنتها كلّ كتب المؤامرة على الجماعة، التي قدمت باعتبارها مؤامرة على الإسلام ذاته، وكان كتاب "قذائف الحق"، الذي كتبه الشيخ محمد الغزالي، أول من نشر تلك الوثيقة، التي تعاقب ظهورها في كتب كثيرة منسوبة لمؤلفي الجماعة.

يبدو أنّ مؤلفات الرجل كثيرة، وما كشف منها هو الأٌقل، والمؤكد أنّه يوجد غيره مؤلفون كثر في الجماعة، يؤكدون إيمانهم بدستور جماعة تكذب كما تتنفس، كما قال بصدق ذلك القيادي الإخواني.

وفي مقال بعنوان : لماذا يكذب الإخوان؟! يقول الكاتب المصري أحمد طاهر النقر «منذ إنشاء جماعة الإخوان المسلمين على يد المؤسس حسن البنا في عام 1928 ، ظل نشاطها الحقيقي ، وكل ما يتعلق بالتنظيم ومصادر التمويل واوجه الإنفاق ، سراً مطوياً لا يعرفه إلا رأس الجماعة ( المُرشد) وبعض المقربين اليه وذوو الحظوة من أعضاء مكتب الإرشاد.. وبقى هذا السر الدفين حتى اليوم بمثابة قدس الاقداس الذي يحرق كل من يحاول الإقتراب منه أو يدفعه الفضول الى مجرد طرح الأسئلة بشأنه، لأن في ذلك تجاوزا لكل الخطوط الحمراء وخروجا على مبدأ السمع والطاعة ، وفي العمل السري تباح كل المحظورات والرذائل والجرائم ، إبتداءً من الكذب وحتى قتل النفس دون وجه حق، على قاعدة أن " الضرورات تبيح المحظورات"..وقد تورط النظام الخاص الذي أنشأه البنا في عمليات إغتيال طالت سياسيين ووزراء وقضاة ، ولم تستثن عناصر من الجماعة شقت عصا الطاعة واعتبرت خطراً على التنظيم..  أما الكذب فكان ولايزال طقسا يوميا يُمارس كنوع من التقية (حيث يُضطر المرء لإظهار خلاف ما يبطن إذا استشعر خطراً يتهدد حياته أو عرضه أو ماله)..ولكن الكذب تحول الى عادة وسياسة ثابتة بعد أن تمكنت الجماعة من القفز الى سدة حكم البلاد عقب نجاحها في ركوب الثورة وإختطافها بمساعدة المجلس العسكري ، ورعاية الأمريكيين وبعض الانظمة النفطية» 

يضيف النقر « هنا سقطت كل الأقنعة التي كان يتخفى وراءها قادة الجماعة وكوادرها ، وكشفت عن وجه قبيح مراوغ طالما أخفته تحت شعارات المشاركة والتعايش والتوافق والحوار الوطني وقبول الآخر المختلف في الفكر والعقيدة..ولم يكتفوا بالكذب بل أضافوا اليه نقض الوعد وخيانة العهد..أعلنوا أنهم لن يتقدموا بمرشح رئاسي ثم تقدموا باثنين أحدهما رئيسي والآخر احتياطي..وطرح المرشح الإحتياطي برنامجا للنهضة لم يتحقق منه شيء ، كما قطع على نفسه وعودا للمائة يوم الاولى وفشل في إنجاز أي منها ..أما ثالثة الاثافي فكانت التعهدات التي التزم بها أمام ما سمى بالجبهة الوطنية التي ساندته قبل إعلان نتيجة الإنتخابات الرئاسية ، إذ تعهد لهم بستة التزامات مكتوبة لم يُنفذ منها شيئا ، وخاصة تعهده بإعادة تشكيل اللجنة التأسيسية المخولة بوضع مشروع الدستور الجديد بحيث تضم مختلف مكونات وأطياف المجتمع المصري ، وهو الإلتزام الذي كان تنفيذه كفيلا بإنقاذ البلاد من المأزق الذي حُشرت فيه ، ناهيك عن حمامات الدم وخطر التقسيم الذي بات أقرب الينا من أي وقت مضى!! »

ويردف الكاتب « كنتُ أظن ، وبعض الظن إثم وغرور، أنني صاحب عبارة " يكذب كما يتنفس" ، وكنتُ أُطلقها على بعض الصحفيين والسياسيين وخاصة من قيادات الإخوان ، ولكنني اكتشفتُ مؤخراً أن قياديا إخوانيا قديما ردد هذه العبارة في وصف الإخوان المسلمين..ففي كتاب "سر المعبد" للقيادي الإخواني السابق المحامي البارز ثروت الخرباوي ، يقول إن محمد المأمون المحرزي ، وهو من قيادات محافظة قنا ، اتصل به من الكويت حيث يقيم منذ سنوات طويلة ، ليقول له " أنا يا إبني عشت عمري كله مع الإخوان ، آمنتُ بدعوتهم ونافحت عنهم وتوليت العديد من المهام الخطيرة في التنظيم ....ولكن عندما فرض الحاج مصطفى مشهور سيطرته على الجماعة تغيرت وانقلبت الى وجه آخر، وجه قبيح لا نعرفه ، الجماعة الموجودة الآن ليست هى جماعة الإخوان المسلمين..والحقيقة يا استاذ ثروت أنا لا اعرف كيف يصبر الإخوان على الإدارة الحالية التي تديرهم.

إنها إدارة كاذبة مخادعة فاشلة تكفيرية ، أضاعت الإخوان يوم أن ولغت في السياسة ، جريمة أن تستمر هذه الإدارة في مكانها ، لقد رأيتهم وهم يتحدثون في التليفزيون فرأيتُ الكذب يقفز منهم قفزاً ، إي وربي إنهم يكذبون كما يتنفسون، والمأساة يا أخي انهم يعرفون اننا نعرف كذبهم ولكنهم لا يأبهون ، هذه الإدارة تشكل فيما بينها جماعة (الإخوان الكاذبون)"!!..  وفي هذه الشهادة الكاشفة لواحد من جيل الرواد في الجماعة إشارة واضحة الى الإنقلاب القطبي (نسبة الى سيد قطب) على أفكار المؤسس حسن البنا والذي نفذه فريق مصطفى مشهور..وكان ابرز أعضاء هذا الفريق محمود عزت وخيرت الشاطر والدكتور محمد مرسي (الرئيس الحالي؟!!)..فرض مصطفى مشهور أفكاره ورجاله على التنظيم حتى دانت لهم الامور تماما.

ولم يُخف هذا الرجل أبداً تبنيه لأفكار سيد قطب التي تكفر المجتمع المسلم وهى الافكار التي وصفها العلامة الكبير الشيخ يوسف القرضاوي بأنها "خروج عن أهل السنة والجماعة"، مؤكدا أن سيد قطب تأثر بأفكار الشيخ ابو الأعلى المودودي الى حد كبير وأخذ عنه فكرة الحاكمية والجاهلية ، ولكن قطب خرج في النهاية بنتائج عن تكفير المجتمع وجاهليته تختلف تماما عما قاله المودودي"..وهنا قامت قيامة القطبيين على الشيخ القرضاوي حتى إن الدكتور محمد مرسي اتهمه بالجهل باللغة العربية إذ قال نصا في حديث تليفزيوني "..ويجب لمن يقرأ لسيد قطب أن يتعلم اللغة العربية أولاً ، قلبي على القرضاوي الذي لا يعرف العربية ولا يُتقن غير التركستمانية ، فإذا عرف العربية سيعرف ان ما يقوله سيد قطب هو الإسلام"!!.. (وسأترك للقراء التعليق على هذا التطاول على الشيخ القرضاوي من رجل لحن في القرآن الكريم عندما قرأ الآية الشهيرة إنما يخشى اللهَ من عباده العلماء فرفع اسم الجلاله بدلاً من نصبه!!).

إن الكذب عند إخوان ليبيا لا يختلف عن أكاذيب إخوان بقية الدول ، كما بلغت عدواه  بعض التيارات المرتبطة بهم ، ومما ساعدهم على ذلك تطور وسائل الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي التي باتت حوامل للفبركات والأباطيل ، بهدف بث الفتنة ونشر الفوضى وتزوير الوقائع وتزيف الوعي الشعبي ، وتشويه صورة كل من يختلف معهم سواء كان نظاما أو زعيما أو مسؤولا أو ناشطا أو حزبا سياسيا أو جيشا ، وما حدث في ليبيا وسوريا واليمن ومصر وتونس والعراق ليس بعيدا ، كما أن يتابع إعلام إمارة  قطر الإخوانية يدرك أن الجماعة تعتبر نفسها في حرب مع المجتمع ، لذلك تبيح الكذب ، بينما يؤكد البعض أن هدف الإخوان هو السلطة والثروة والسلاح لذلك لا يرون في الكذب حراما بمنطق الدين ولا جريمة بمنطق القانون ولا فسادا للقيم بمنطق الإنسانية