عبرت الصين عن القلق إزاء التطورات الأخيرة والأوضاع المتوترة للغاية في شبه الجزيرة الكورية، داعية الأطراف المعنية إلى الالتزام بالهدوء وضبط النفس وتجنب الأعمال الاستفزازية التي قد تؤدى إلى ما لا يحمد عقباه وذلك بعد أن اتهمت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية كوريا الشمالية بإجراء عملية فاشلة لاختبار صاروخ أمس الأربعاء.

وأعربت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشان يينج - فى تصريح صحفي - عن أملها في أن تبدي جميع الأطراف المسئولية وأن تبذل المزيد من الجهود لتخفيف حدة التوترات.

وقالت إن القضية النووية الكورية هي مشكلة شديدة التعقيد والتشابك وتعود إلى زمن بعيد وجوهرها هو الخلافات والعداء العميق الجذور والعجز الكبير في الإحساس بالثقة المتبادلة بين كوريا الشمالية من جهة والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية من جهة أخرى.

وقالت إن الطرف المسئول عن خلق المشكلة من البداية يجب أن يكون هو الذي يتحمل مسئولية حلها، محذرة من مغبة أن يقوم أي طرف بتحركات أحادية الجانب بغرض تحقيق الأمن لنفسه وخدمة مصالحه الخاصة على حساب الآخرين، وأكدت أن فعل ذلك لن يؤدى إلا إلى زيادة تعقيد الأمور ولن يخلق الأمن الحقيقي لأى أحد.

وحثت المتحدثة على معالجة الأعراض والأسباب الجذرية للمشكلة وإيجاد حل يستوعب المخاوف الأمنية المشروعة لجميع الأطراف.

كما حثت على العمل للتخفيف من حدة التوترات وعلى التفكير بجدية في مقترح الصين لنزع فتيل الأزمة التي توشك أن تطبق على المنطقة وذلك عن طريق أن تقوم كوريا الشمالية بوقف أنشطتها النووية والصاروخية الباليستية مقابل تعليق المناورات العسكرية الواسعة النطاق التي تجريها الولايات الأمريكية وكوريا الجنوبية في المنطقة حاليا والتي بدأت بمناورات "فرخ النسر" وتنتهى بمناورات " الحل الأساسي".

وأشارت إلى أن تنفيذ هذا المقترح سيساعد الطرفين على الخروج من المأزق الأمني والعودة إلى طاولة المفاوضات، مطالبة الأطراف المعنية بالأزمة الكورية بتبني نهج "المسار المزدوج" الذي اقترحته الصين من قبل والذي يدعو إلى نزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية مع إنشاء آلية للسلام يمكن من خلالها إعادة السلام والاستقرار الدائمين إلى المنطقة.