أطلق شرطيون السبت قنابل غاز مسيلة للدموع في اتجاه متظاهرين معارضين شاركوا في مسيرة نحو مقر المحكمة العليا في كراكاس للضغط على الرئيس نيكولاس مادورو، في وقت تراوح الأزمة المستمرة منذ أشهر مكانها رغم سقوط 103 قتلى في أنحاء البلاد.

وهدفت المسيرة أيضاً إلى دعم 33 قاضياً سمتهم المعارضة الجمعة في إطار "محكمة الظل"، ليحلوا محل قضاة المحكمة العليا الحاليين في فنزويلا والمحسوبين على مادورو ويصدرون أحكاماً لصالحه.

وبعد اندفاعة قوية وفرها الإضراب العام الخميس الذي شل أجزاء من العاصمة ومدناً أخرى، نظمت المعارضة مراسم قسم رمزية الجمعة لقضاة "محكمة الظل".

وقال القيادي في المعارضة نائب رئيس البرلمان فريدي غيفارا على تويتر السبت: "الجميع أعطوا دعمهم للمحكمة العليا الجديدة".

وقال المتظاهر لويس توريالبا (43 عاماً) الذي شارك في التظاهر مع زوجته وابنه: "نحن ندعم القضاة الجدد لأنهم سيعيدون استقلالية المحكمة العليا".

لكن الحكومة أدانت قسم "محكمة الظل"، واعتبرته "تحريضاً على التخريب وبمثابة خيانة"، وهدد مسؤولون بحبس المعارضين.

وسلك المتظاهرون المعارضون للحكومة طريقاً سريعاً رئيسياً في طريقهم للمحكمة العليا في وسط المدينة، لكن قوات من الحرس الوطني في اللباس الرسمي على دراجات بخارية قطعوا طريقهم وأطلقوا قنابل غاز مسيل للدموع لتفريقهم.

وبعد أن كانت فنزويلا أغنى دول أمريكا الجنوبية بفضل ثروتها النفطية، تعاني اليوم أزمة سياسية واقتصادية حادة مع نقص خطير في الأدوية والأغذية وازدياد في التضخم.

وتعهد مادورو، الذي تنتهي ولايته في ديسمبر (كانون الأول) 2018، بالمضي قدماً في مشروعه انتخاب أعضاء الجمعية التأسيسية الـ 545 في 30 يوليو (تموز)، لصياغة دستور جديد رغم الاحتجاجات العارمة التي يواجهها.

ويريد مادورو من الجمعية تعديل الدستور المعمول به حالياً لضمان الاستقرار السياسي والاقتصادي لفنزويلا، وتعتبر المعارضة هذه الجمعية التأسيسية التفافاً على البرلمان الذي تسيطر عليه منذ 2016.