شن طيران مجهول منتصف ليل الاثنين الثلاثاء غارات جوية استهدفت ثلاث منازل في منطقة القرضة الشاطئ، حيث كشف مصدر مطلع أنه ليس من بينها أي منزل مملوك فعليا "لأبوطلحة الليبي" ، و إثنان منها كانا مستأجرين من مواطنين لا علاقة لهما بأي تنظيم إرهابي أو تشكيل مسلح و يعيشان خارج المنطقة، و هما منصور الغويل و حمد الغويل.

وأدت هذه الغارات لمقتل ثمانية أشخاص نقلوا إلى مستشفى برقن  3 منهم على شكل أشلاء قبل أن يتم إقتحامه من قبل مسلحين نقلوا الجثث و الأشلاء إلى وجهة مجهولة إضافة لإصابة سيدة فلسطينية و نجلها بجروح متوسطة نقلوا على إثرها للمستشفى و هم من عائلة مدرس فلسطيني يقطن المنطقة من سبعينيات القرن الماضي.

 كل ما تقدم عكس ما أعلن عنه عميد بلدية الشاطئ "حسن معتوق" صباح اليوم الثلاثاء الذي تحدث عن إصابة عشرات المدنيين و تدمير 10 منازل و تشريد سكانها و تردي الأوضاع في المدينة بسبب هذا القصف.

تابعت بوابة أفريقيا الإخبارية مع مصادرها المطلعة في المنطقة حيث أكدت أن المدعو "أبوطلحة" لم يقتل في الغارات  الجوية، وتتحفظ بوابة أفريقيا الإخبارية على مصادرها لدواعي أمنية وهي مقربة من عائلة أبوطلحة والتي أكدت بدورها أنه لا زال بصحة جيدة ولم يصب في هذه الغارة التي يعتقد أن طائرات أمريكية نفذتها بعد عمليات رصد ومتابعة.

وفي تطورات سابقة وفى منتصف يوليو الماضي أعلن عضو الجماعة الليبية المقاتلة سابقا عبدالمنعم سالم خليفة الحسناوي المكنى "أبوطلحة الليبي" عن تأسيس كيان مسلح يحمل اسم "مجلس شوري قبيلة الحساونة" بمدينة الشاطئ جنوب ليبيا، على غرار مجالس الشوري في بنغازي ودرنة وإجدابيا، والتي يتزعمها عناصر من الجماعة الليبية المقاتلة أو تنظيم القاعدة و تخوض حرباً مفتوحة إلى جانب تنظيم داعش ضد  الجيش الليبي منذ ما يزيد عن السنتين .

من هو أبوطلحة

أبوطلحة سجين سابق فى السجن الشهير "أبوسليم " منذ يوليو سنة 1996 و حتى فتح أبوابه  في أغسطس 2011 عقب إنسحاب قوات النظام الليبي السابق من العاصمة طرابلس تجاه مدينة سرت ، وأوقف عام 1996 على خلفية إنتمائه للجماعة الليبية المقاتلة و في 23 نوفمبر من ذات السنة ضبطت الأجهزة الأمنية مجموعة أخرى حاولت إغتيال الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي فى ما عرف حينها بمحاولة "الرمانة" فى الشاطئ بقيادة قياديين فى الجماعة هما "محمد عبد الله القريو وعبد الرزاق الترهوني" اللذان قتلا أثناء مطاردتهما بعد 11 شهر من إختبائهم فى تاجوراء و قد أثبتت التحقيقات صلة أبوطلحة بهذه المجموعة .

و في عام 2013 غادر أبوطلحة  إلى سوريا و كلف هناك بمهام المسؤول الشرعي لكتيبة المهاجرين المؤلفة من عناصر أجنبية جهادية قاتلت ضد النظام السوري قبل أن ينضم جزء من عناصرها إلى تنظيم داعش و ينضم الجزء الآخر إلى جبهة النصرة الموالية لتنظيم القاعدة و يعود أبوطلحة إلى مدينة الشاطئ عقب إندلاع   عملية الكرامة ” سنة 2014 و يكلف من قبل خالد الشريف وكيل وزارة الدفاع السابق بمهام قيادية فى ” غرفة عمليات ثوار ليبيا ”  فرع الجنوب التى حظيت بدعم مالى واسع من قبل وزارة الدفاع و رئاسة المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته.

و قبل عودته الى ليبيا سنة 2014 أعلنت بغداد مقتله فى مواجهات مع الجيش العراقي  وسط البلاد الا ان ظهوره مجدداً جنوبي ليبيا فند ما اعلن عنه العراق .

أبوطلحة و بحسب مصادر محلية و أمنية في الشاطئ كان يشرف طيلة الفترة الماضية على خط إمداد خلفي لـ ”مجلس شورى ثوار بنغازي”  و يتنقل عبر مدن الجفرة و سبها و أوباري و مصراتة لشراء السيارات و الأسلحة من السوق السوداء بمبالغ مالية مغرية و قد تعرضت مطلع السنة الجارية إحدى أهم شحناته المرسلة على متن جرافة عبر مصراتة إلى قصف جوي قبالة سواحل بنغازي أدى إلى إغراقها .

و يرتبط أبوطلحة بعلاقة متينة مع أمير القاعدة فى بلاد المغرب العربي و  زعيم جماعتى الملثمون و الموقعون بالدم الإرهابي الجزائري مختار بلمختار المكنى بـ ” الأعور ” و الذى أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية إستهدافه  فى غارة جوية شنتها طائراتها على موقع جنوبي مدينة أجدابيا مساء 13 يونيو 2015 و أدت إلى مقتل 7 قيادات من أنصار الشريعة يعتقد أن الأعور   من بينهم .

و خلال الفترة الماضية استشعر أعيان قبيلة الحساونة  التى تسكن مدينة الشاطئ الخطر  نتيجة محاولة إستقطاب ” أبو طلحة ” لعدد من شبابها العاطلين عن العمل و حتى المراهقين إلى تشكيله المسلح الجديد ، كما أن مصادر أكدت أن أعيان القبيلة و أهالى هؤلاء الشباب مارسوا ضغوطاً إجتماعية و قبلية لعلمهم بخطورة هذا الشخص و تشكيل كيانات عسكرية مؤدلجة قد تزج بإسم منطقتهم فى مشاكل هم فى غنى عنها و قد نجحوا بالفعل فى تحييد عشرات الشباب عنه .

و بالاضافة الى ان فرضية ان يكون القصف قد استهدف قيادات ” داعشية ” استطاعت  الفرار من سرت و قد يكون من بينهم فوزي العياط مفتى التنظيم لازالت قائمة ، الا ان مقتل ابوطلحة – حال تأكيده مقتله – سيكون ضربة موجعة لتنظيم القاعدة فى الجنوب و فى  درنة و بشكل خاص فى بنغازي الذى بات التنظيم يوليها اهتماما كبيراً تمثل فى بيان مكتوب خاص بالاوضاع بها أصدره مختار بلمختار فى سبتمبر الماضي بعد مقتل 3 عسكريين فرنسيين فى تحطم مروحية شرقي اجدابيا و تسجيل صوتي للجزائري عبدالملك درودكال المكنى بـ ” أبومصعب عبد الودود ”  فى اكتوبر دعا خلاله ” المجاهدين “للنفير الى قنفوذة و نصرتها  .