دعا مقال نشرته جريدة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، بحر الأسبوع الماضي،الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة دونالد ترامب، الذي وقع تنصيبه رسميا يوم امس السبت، إلى "تعيين مبعوث رئاسي إلى ليبيا" بهدف "الحد من المساعي الروسية بها".

ويرى مقال الباحثان، جيسون باك وتوم دينام، أن "الاتفاق السياسي الليبي، والعملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة ضعفت بسبب فشلها في ضم قيادات المجموعات المسلحة الرئيسة إلى العملية السياسية. واستخدم مجلس النواب سلطاته المخولة له بموجب الاتفاق السياسي لرفض التشكيلات الوزارية العديدة التي تقدم بها المجلس الرئاسي، مما أحبط أي تقدم نحو تشكيل حكومة موحدة".

واستبعد المقال الذي ترجمته عدة صحف عربية، نجاح أي اتفاق حول السلطة في ليبيا لا يكون (خليفة حفتر) جزءًا منه مع زيادة نفوذه في شرق البلاد، مشيرا إلى أن "مصر ترى في حفتر (حائط صد) ضد نفوذ جماعة الإخوان، وحليفًا مرنًا قادرًا على تأمين نفوذ القاهرة مستقبلاً في ليبيا"، حسب الصحيفة.

وأوضح الباحثان أن "مصر وروسيا تريان أن الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة دونالد ترامب قد تكون أكثر تقبلاً لما تريده الدولتان، وهي تولي حفتر رسميًا مسؤولية القوات الأمنية دون رقابة مدنية مباشرة، وأنه يمكن إقناع إدارة ترامب بتقبل الوضع الجديد والتغاضي عن سعي حفتر نحو الغرب، وهو اقتراح وارد"، مؤكدين على أن "القاهرة ترغب في إدراج تعديلات على الاتفاق السياسي، مع المحافظة على الإطار الشامل له، بما يضمن تهميش أي دور للإسلاميين ويضمن تولي حفتر مسؤولية القوات الأمنية، وهو بالتأكيد ما سيواجه رفضًا من قبل المجموعات الإسلامية الموالية لـ(المفتي السابق) صادق الغرياني".

وبخصوص زيارة حفتر لحاملة الطائرات الروسية في 12 يناير الجاري، اعتبر الباحثان أنها "إشارة قوية وواضحة على دعم موسكو لحفتر، حيث عومل كرئيس دولة مرتقب، وأجرى جولة داخل حاملة الطائرات قبيل عقد مباحثات حول سياسات مكافحة الإرهاب مع وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو"، مشيران إلى الترحيب المصري الذي لاقته هذه الزيارة وهوما يؤكددعم مصر للتدخل الروسي في ليبيا، وفق رأيهما. وإعتبر المقال أن موسكو ترى "ليبيا مسرحًا آخر لتوسيع دورها الإقليمي ولإثبات دورها كلاعب دولي أساسي في الحرب الدولية ضد الإرهاب، وحفتر يمثل الوسيلة المناسبة لتقريب ليبيا من الفلك الروسي".

 

- ل ا م