أقدمت مجموعة مسلحة مجهولة مساء الأحد الماضي على اختطاف رئيس الوزراء الليبي السابق علي زيدان أثناء تواجده بأحد الفنادق بالعاصمة الليبية طرابلسواقتحمت المجموعة التي كانت تستقل سيارات دفع رباعي فندق "الشرق" وسط العاصمة طرابلس، حيث يقيم زيدان، لتقتاده إلى جهة غير معروفة، دون أن يتضح على الفور الجهة التي تتبعها، وسبب اختطافها للمسؤول الليبي السابقوأعادت عملية الاختطاف هذه إلى الأذهان قصة اختطاف زياد من مقر إقامته بطرابلس في نهاية أكتوبر من العام 2013، عندما كان يشغل منصب رئيس الوزراء بالحكومة الليبية المؤقتة، مما أثار عدة تساؤلات حول مغزى العملية الأخيرة والجهة التي قامت بها وأثر ذلك على المشهد الليبي المنقسم.

 

اختطاف سابق

في العاشر من أكتوبر من العام 2013 أعلنت الحكومة المؤقتة عن اختطاف رئيسها آنذاك علي زيدان على يد مجموعة مسلحة ليتم اقتياده نحو جهة مجهولةوجاءت عملية الاختطاف تلك بعد خمسة أيام من إلقاء القبض على أبو أنس الليبي القيادي في تنظيم القاعدة على يد مجموعة كومندوس أميركية بالعاصمة طرابلسوأعلنت غرفة ثوار ليبيا حينها مسؤوليتها عن العملية قائلة إنها تأتي كردة فعل على السماح للحكومة الأمريكية باعتقال أبو أنس الليبي.

كما أعلن المتحدث باسم إدارة مكافحة الجريمة التابعة نظرياً إلى وزارة الداخلية، وتضم ثواراً سابقين، عن احتجاز زيدان من قبل الهيئة، مشيرا إلى أنه سيعامل معاملة حسنة لكونه مواطنا ليبيا. وبعد ساعات من الاختطاف تم إطلاق سراح رئيس الوزراء الليبي حينها علي زيدان ليعود إلى مقره، وسط تضارب في الروايات بشأن الدوافع الحقيقية لعملية الاختطاف والجهة المسؤولة عنها.

 

مغزى الاختطاف الجديد

لا يزال مغزى الاختطاف الجديد لرئيس الوزراء السابق علي زيدان غير واضح حتى الآن، في ظل ردود فعل محلية اتجه أغلبها إلى تحميل المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني مسؤولية الاختطاف، حيث طالب مجلس النواب الليبي برئاسة عقلية صالح بإطلاق سراح زيدان دون قيد أو شرط محملا المجلس الرئاسي مسؤولية اعتقاله. وأعرب المجلس في بيان له عن استنكاره وإدانته من احتجاز زيدان، متهما دورية مسلحة تابعة لقوات المجلس الرئاسي باقتياده إلى جهة مجهولة.

وفي ذات السياق أكد عضو مجلس النواب علي السعيدي على أن زيدان قدم إلى العاصمة طرابلس بناء على ترتيبات مع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج، كما أن ذلك تم بالاتفاق مع قادة بعض الكتائب المسلحة في طرابلس من أمثال هيثم التاجوري، وهاشم بشر، وكارة، لافتا إلى أنه استقبل في سيارة زوار من مطار معيتيقة إلى مقر إقامته بطرابلس حيث تم اختطافهوأوضح السعيدي أن زيدان يتعرض لانتقام سياسي من قبل ما أسماه بـ "تيار الإسلام السياسي" الذي يسيطر على العاصمة.

إلى ذلك، رفض مصدر في المجلس الرئاسي الليبي تحمّل مسؤولية تأمين زيدان، وقال "لم نعلم سبب زيارته لطرابلس، ولم تكن للرئاسي علاقة باجتماعاته". وسبق لعلي زيدان -66 عاما- أن غادر ليبيا بعد عزله من رئاسة الوزراء في 11 من مارس 2014، بعد أن صوت المؤتمر الوطني العام على عزله من منصبه وتعيين وزير دفاعه عبد الله الثني مكانه، قبل أن يعود إلى ليبيا في حزيران يونيو من نفس العام ويعلن تأييده للقائد العام للجيش الليبي خليفة حفتر.

وفي ظل تضارب الروايات وتبادل الاتهامات بشأن اختطافه يبقى السؤال الأبرز هو: كيف سيؤثر اختطاف علي زيدان على المشهد السياسي الليبي المنقسم أصلا؟