تفجير بنغازي ليلة الخميس الذي التهم أرواح الأبرياء لم يستطيع حجب قصصهم التي تناقلتها صفحات التواصل الإجتماعي لتزيد من وجع كل من مر عليها .. وعلها أكثر القصص التي  تم تداولها هي قصة عزو رسلان الذي كان هو وأخوته بدر وسند ضحايا هذا التفجير فمن هو عزو ؟

عبدالعزيز  الذي كان يسكن بشارع جمال عبدالناصر هو أبن الفنان الشهير الشريف رسلان الذي عمل بالفرقة الشعبية للفنون ببنغازي وعمل مع الفنان سي علي الجهاني الشهير  (عليوكا) والفنان أحميدة قصيبات الشهير (بونقطة) والفنان عبد الجليل عبد القادر الشهير (الهتش) كــ (ضابط إقاع) عزو يبلغ من العمر 22 عام ،لم يكن يعمل في الدولة  وشارك بعض الفنانين في أعمال فنيه بحكم ماتربطه بهم من علاقة طيبة  .

عزو تطوع هو و أخوته الخمسة كقوة مساندة لقوات الجيش عام 2014 لمحاربة الأرهاب .

عائلة عبدالعزيز تتكون من خمسة أخوة وأب وأم قتل أثنين من أخوته في بداية الحرب على يد الجماعات الإرهابية .

ترد إلي عزو كغيرة من الشباب المساند للجيش الكثير من التهديدات وكان أبرز هذه التهديدات من أحد المتطرفين يقول له ابشرك بأني خرجت من الصينية وهنا يقصد العمارات الصينية في منطقة قنفودة التي كان يحاصرها الجيش ويضيف الشاب الذي يتوعد عزو في رسالته أنني موجود معكم !وبينكم وبالأمس كنت أنظر إليك وأنت في ناصية الشارع واعدك بأنه قريباً جداً سننتقم منك يا عدو الله!!!

عزو الذي عرف عنه بين رفاقة إلتقاط الصور مع الجثث التابعة للجماعات الإرهابية وهو رافعاً علامة النصر ،لم يعر أهتماماً بهذه التهديدات بل حولها إلي اصدقائه للضحك والتعليق عليها باستهزاء.

كتب صديقة على صفحتة عن آخر مره شاهد فيها عزو والتي كانت قبل التفجير بساعتين، حيث قال كنا في وقفة عن أوضاع الجرحي أمام فندق تيبستي وكان عزو متواجدا معنا وكان يضحك وبشوش وبعد مغادرتي  أنا و صديقي باتجاه مستشفي الجلاء للحوادث لزيارة صديق أصيب في محور درنة ،صادف أننا كنا أول من استقبل جرحي التفجير الذي حدث بعد مغادرتنا المكان.

آخر ما نشر عزو على صفحتة الشخصية أسطر تفيض منها بساطة التعبير وعمق الوجع الذي يمر به كشاب سرقت الحرب أيامه وأحلامه ولم يكون يتوقع بأنها ستسرق عمره هو وما تبقي من أخوته ليلحقا بأخوية  فتثثكلهم أمهم التي ستظل تقتات على حرقة فراقهم إلي أخر عمرها .

مانشره عزو يلخص حال كل شاب استهلك سنوات عمره في إنتظار القادم عله يكون أفضل.

تعلمت من الحرب أنها تبني إنسان آخر بداخلك، يملؤه الحزن، كلما سمع أو تذكر أيام الحرب، أو رفاقه الشهداء أو الجرحى.

وتعلمت من الحرب أنها تسرق أيام العمر، وتغير مسار حياتك...

وعلمتني الحرب أنك تتشرد؛ لأجل أناس سيجلسون على الكراسي، ينظرون إليك نظرة استحقار

وعلمتني الحرب مهما كنّا شجعان ومغاوير، فعند نهايتها سيخرج شجعان الإعلام وينهبوا ما فعلنا بكل حقرة.

وتعلمت من الحرب أنها تجعلك تعرف معنى حب الوطن، وحب التراب الذي ستتمرغ عليه للدفاع عنه ، ليس الحب كما قرأته في المدرسة 

وتعلمت في الحرب أن رفاق الحرب يتعاركون وينسوا بعضهم بسرعة .

وتعلمت من الحرب أن الحياة مستمرة، مهما ظننا أنها متوقفة أثناء الحرب.

وللهموم بقية والمجد والخلود للشهداء.

نعم يا عزو للهموم بقية وللوجع بقية ولن يكون للفرح محل في قلب تلك الأم، مهما تحقق من إنتصار ومهم قدموا إليها من مزايا رحم الله أبناء رسلان ورحم الله ضحايا التفجير.