قال الناشط السياسي والكاتب الليبي "عزالدين عقيل" في مداخلة تلفزيزنية مع قناة سكاي نيوز عربية، "إنه لايوجد ليبيون كثيرون اليوم ، لا يترحمون على أيام القذافي، مقارنة بما وصفه بـ"العار" الذي يجري في ليبيا الآن، في إشارة إلى الأوضاع الأمنية والسياسية المتردية بالبلاد.

وأضاف "عقيل" أن "الوضع في ليبيا اليوم لا يمكن ان مقارنته بأي نظام، ولا يمكن ان تقول أنه بأفضل من أي حالة كانت حتى عندما كان الليبيون تحت حكم الفاشية"، مشيرا إلى أن الليبيون اليوم صاروا يقتلون مثل "الخراف" وأن المواطن الليبي لم يعد قادرا حتى على فتح محضر في مركز شرطة اذا ما تعرض للاعتداء او السرقة.

وفي رده حول سؤال ما إذا كانت هناك مؤسسات دولة في ليبيا قبل "ثورة فبراير" أم لا، قال عقيل" إذا كنا نقصد بمفهوم المؤسسات الموجودة في دول العالم الثالث في مصر وتونس وفي كل البلاد العربية، فهذه كانت موجودة في ليبيا، فقد كانت هناك مؤسسة أمنية وجيش ومنظومة أمن قومي في ليبيا، متسائلا ، وإلا من كان يقاتل الناتو لمدة ثمانية أشهر، ولماذا لم ينه الناتو عملياته العسكرية في بضعة أيام إن لم يكن هناك جيش؟.

وتابع " لقد كان هناك تطوير كبير في مؤسسة الجيش وكان خميس ابن القذافي يخطط لكي يجعل من قوات النخبة التي كانت تحرس والده في السنوات الأخيرة أن يجعل منها لبنه كبيرة، واعتقد أن مليارات الدولارات صرفت في ذلك، وبالإمكان زيارة مقار هذه المؤسسات التي كانت تمثل أعلى درجة من المستويات العصرية".

ومضى الدكتور عقيل قائلا " الجيش كان موجود ، وإلا من كان يحمي الحدود الليبية ومن كان يحمي المياه الاقليمية من كان يمنع الجريمة ، من كان يسمح لسيارات نقل الأموال - التي لا تستطيع اليوم أن تنتقل من شارع إلى آخر - أن تقطع مئات الكيلومترات لكي تصل إلى أقاصي الصحراء لتوصل النقد إلى فروع البنوك هناك، ومن كان يمنع الهجرة غير الشرعية إلا ضمن معدلات تكاد تكون طبيعية مثلها مثل اي دولة اخرى.

وأشار إلى أن بقية القطاعات الأخرى كالصحة والتعليم والبرامج الاجتماعية والنفط كانت قائمة وتعمل بكفاءة كبيرة على مستوى الادارة، قائلا: "ان نسب التعليم كانت معقولة وعالية في ليبيا، كما انني لا اعتقد ان طفلا واحد في ليبيا يبقى بلا تطعيم عندما يحين اجله، وكانت هناك برامج مهمة وتغطيات اجتماعية كبيرة، فمعظم الليبيين كانوا يتلقون مرتبات بما فيهم المرضى الذين يعانون من امراض مزمنة ، وكان قطاع النفط من القطاعات القوية، وقطاع النهر الصناعي كان يتمتع بكفاءة كبيرة على مستوى الادارة.