من أطول أنواع الحروب عبر التاريخ هي حرب الألغام التي سميت  بالحرب القذرة .. نعم تحررت بنغازي من عناصر التنظيمات الإرهابية ولكن لم تتحرر من مخلفات هذه التنظيمات التي زرعت الموت في كل الأماكن .. فالقضاء على الألغام يتطلب الكثير من الدعم والجهد والتكاثف من كل الفئات حتى تجتاز المدينة هذه المرحلة المدمرة  وحتى تتمكن من طرد هذا  الشبح الذي أصبح جاثما على كل المناطق التي مر بها الإرهاب .. ورغم مخاطبة كل الجهات المحلية والدولية غير أنها لم تقدم شيء لعناصر الهندسة العسكرية التي يقع عملها تحت بند الأعمال الإنسانية وإنقاذ أرواح الناس .. لهذا كان التوجه إلي مقر فصيل الهندسة العسكرية بمنطقة الهواري للوقوف على ما يقوم به هذا الفصيل رغم قلت الإمكانيات وآخر المستجدات بخصوص منطقة سوق الحوت والصابري ..

بوابة إفريقيا أجرت لقاء خاصا مع آمر فصيل الهندسة العسكرية التابع لغرفة عمليات الكرامة عبدالسلام المسماري وفيما يلي نص اللقاء:

ماهى أنواع الألغام التي وجدت بالمناطق السكنية المحررة وتعد غريبة عن باقي الألغام ؟

من أشهرها عبوات ما يعرف بالمسطرة وهي محلية الصنع تربط بمقذوف المدافع أو الدبابات ويربط عبر دائرة كهربائية داخل مسطرة أحيانا تكون من بلاستك أو قطع الألمونيوم وفي بعض الأحيان يستخدم الخشب وتعد مسطرة الخشب الأطول عمراً من باقي المساطر .. يتم وضع هذه المساطر داخل المنازل وفي المحلات وهنا نجد بأن هذه الجماعات لا تتوانا عن استهداف حتى المدنيين كونها تقوم بتلغيم بيوتهم

أنواع العبوات تزن ما يقارب 25كيلوغرام المدى التفجير لها يصل إلى 500متر مربع المدى القاتل

ماهى أكثر الأماكن التى وجد بها هذا النوع من الألغام الذى هو مقذوف المدفعية ومقذوف الدبابات ؟

كانت في أكثر الأماكن مناطق منطقة القوارشة وبالتحديد شارع الشجر وبجوار مخازن التجار في تلك المنطقة حيث تستهدف هذه الجماعات المخازن والورشة التى يكون الضحية فيها هو المواطن المدني العائد إلى بيتة و ورش العمل الخاصة به

المساطر التى رايتها لديكم هى احجام مختلفة أين يتم استخدامها ؟

يتم استخدام المساطر داخل المنازل منها صغيرة الحجم ما يقارب طولها  70 سم توضع تحت فرش المنازل لصغر حجمها حتى يصعب على خبير المتفجرات ان يراها وهناك احجام كبيرة تستخدم فى قفل الشوارع وهى تستخدم ضد الآليات الجيش  وسيارات المواطنيين كما تستخدم هذه الجماعات نوع من المساطر خشبي ضد الأفراد وهى تختلف المساطر السابقة  فهي لا تستخدم فيها الدائرة الكهربائية ويقدر عمر هذا النوع من المساطر 10 سنوات كونها مصنوعة من خشب والكبسولة المزروعة فيها لتفجير الالغم لا تعمل بالكهرباء بينما المساطر المصنوعة من مادة البلاستك عمرها اقصر فهي تقدر بعمر 7 اشهر يعود إلى نوع البطارية المستخدمة هذه الألغام لم نجد لها حل وقد تعاملن مع هذا النوع بقلت الإمكانيات

مدينة بنغازي وقسم المفرزة العسكرية تعاني من نقص حاد في الأجهزة والمعدات

كيف استطاعت هذه الجماعات ان تغطي هذه المساحات الشاسة للمدينة من الألغام ؟

هذه الجماعات تعتمد اعتماد كلي على العمل الليلي هروباً من الطيران وان دل هذا على شيء يدل على هذه المجموعات تستعين بخبرات قديرة جداَ في هذا المجال ولديها خبرة طويلة في هذا العمل لا تقل عن خمسة عشر إلي عشرون سنة من الخبرة ومن المؤكد أنهم تم استجلابهم من الخارج من أجل هذه المهام جاءوا من أفغانستان والصومال والجزائر

أغرب ما مر عليك من طرق تلغيم استخدمها الإرهابيون من خلال ما وجودة في بيوت الناس ؟

نعم اسطوانة غاز صغيرة المعروفة لدي اللبيين باسم ((بريمس)) تم تفكيكها في منطقة القوارشة بشارع الشجر وتم نزع المادة المتفجرة من الداخل عثر عليها داخل المطبخ وهذا دليل على رغبة هذه المجموعات في اسقاط اكبر عدد من الضحايا

كما استعانت هذه الجماعات إلي تصنع عبوات ناسفة من خلال استخدام انبيب النفط وتحويلها إلي ألغام

 هل يستجيب الأهالي لتعليماتكم بعدم الدخول إلي بيوتهم قبل التواصل معكم ؟

هناك قصة حدثت معي شخصياً إذ تواصل معي احد المواطنين للدخول إلي بيته بعد غياب 3 سنوات عنه وكان الطقس ممطر وفي هذه الحالة نحن لا نعمل وخرجت معه وقمت بادخاله إلي بيته حتى يطمأن وبلغته بعدم العودة قبل ان نكون معه غير أنه عاد اليوم الثاني لينفجر فيه لغم يتسبب في بتر رجلية الأثنين وغيره الكثير من الحالات التى راحت ضحية الألغام

المنظمات الدولية ماذا قدمت لكم كون عملكم إنساني؟

المنظمات الدولية لم تقدم لنا شيء حتى بعض الدورات التى قامت بإعطائها لنا هى دورات قديمة ومستهلكة ومعروفة ولم تقدم لنا الأجهزة التى نحتاجها في عملنا و مؤسسات المجتمع المدنى لم تقوم بأهم واجباتها تجاه المدينة على من يتحدث عن حقوق الأنسان عليه ان يأتي إلي هنا ويساعدنا على توفير عودة أمنه للأهالي بنغازي إلي بيوتهم التى يسكن فيه شبح الألغام 

بخصوص سوق الحوت والصابري فقد كانت لك زيارة خلال الأيام الماضية للمواقع المحررة .. كيف رايت الوضع هناك؟؟

  الصابري وسوق الحوت كارثة بكل المعايير احذر اصحاب المحلات والبيوت عدم الدخول إلي سوق الحوت والصابري وخصوصاً سوق الحوت الذى تعد نسبة الألغام فيه 90% 

اما منطقة القوارشة والهواري وصلنا إلي نسبة الانجاز في فك الألغام إلي 50% ولكن اوجه تحذير هام جداً إلي اهلنا في شارع الشجر وما جاورها من الشوارع الفرعية بأن نسبة الخطر ماتزال مرتفعة والألغام ما تزال موجودة و كذلك منطقة قنفودة .. ونتمنى ان يمتثل الناس إلي هذه التحذيرات كون حياتهم أهم من أي شيء آخر