كان الليل قد انتصف في منطقة سرت الليبية، الخاضعة آنذاك لتنظيم داعش. وكان الدكتور رامامورثي كوسانام على وشك أن يأوي إلى فراشه عندما سمع طرقا على الباب.

وبمجرد أن فتح الباب ، تم القبض على كوسانام واقتيد على متن سيارة رفقة زميله الهندي شيام ، ليودَعا سجنا بالقرب من مطار محلي. كان ذلك في سبتمبر عام 2015، إيذانا ببداية 18 شهرا كانت الأكثر قسوة في حياة.
يستذكر كوسانام وذراعه اليسرى مضمدة : "لم يقتلونا لأننا مؤهلون. كانوا ربما يعتقدون أنه يمكننا أن نكون ذوي فائدة بالنسبة لهم ، وهذا هو السبب في إبقائهم لنا أحياء".

كان الطبيب المنحدر من ولاية اندرا براديش يفكر في العودة ، وكان ينتظر الحصول على مكافأته من السلطات الصحية عندما وقع في قبضة داعش.

يذكر الطبيب أن الأيام الأولى في السجن كانت مليئة بالخوف والترهيب حيث كان السجن مسرح أعمال وحشية يرتكبها المقاتلون المتطرفون وقادتهم الذين كانوا يعاملون السجناء بقسوة.

وقال الطبيب :" كانوا يجبروننا كل يوم، على متابعة أشرطة فيديو لعمليات قتل وحشية لشيعة ويزيديين ومسيحيين في جميع أنحاء العراق وسوريا من قبل مقاتلي داعش بهدف غرس الخوف بيننا. كان الناس من جميع الجنسيات مثل الأتراك، والفلبينيين وغيرهم خائفين أن نلقى المصير ذاته أيضا "..

بعد أن قضى بضعة أشهر في الأسر ، كان قادة داعش يطلبون من الطبيب الهندي العمل في مستشفيات ميدانية على علاج مقاتليهم الذين كانوا يصابون بجروح خطيرة في القتال مع القوات الحكومية على عدة جبهات.

ويتذكر كوسانام: "كنت أعرب عن عدم قدرتي على القيام بذلك لأنني كنت مصابا بمرض بنفسي مع آلام شديدة متكررة في الظهر وارتفاع ضغط الدم وغيرها من الأمراض. وقلت لهم إنني لن أكون قادرا على الوقوف لأكثر من 10 دقيقة ، وسمحوا لي بالعودة إلى السجن".

ويتابع بأنه طالبوه بعد ذلك ، 3 أو 4 مرات بالعمل في المستشفيات الميدانية لكنه رفض للاعتبارات نفسها. وأضاف "مرة أصيب قائد كبير لداعش يدعى عبد الرحمن بأمراض خطيرة بسبب التهابات في الصدر، وطُلب مني علاجه. أعطيته مضادات حيوية ساعدته على التعافي في أسبوع واحد ، فأصبحوا معجبين بعملي، ووضعوني في مستشفى ميداني قريب المناوبة حيث كان علي تقديم واقتراح الأدوية للجراحين الذين يعالجون مقاتليهم".

ويقول كوسانام إنه سمع أيضا حكايات وعن قصص مروعة في معاملة داعش مع النساء ، لكن لم يكن يلتقي هؤلاء الضحايا شخصيا بسبب ظروف اعتقاله.

ومع ذلك، يتذكر أن نساء من أصل أجنبي كن يقاتلن من أجل داعش في ليبيا ، أُحِلن إليه للعلاج عندما كان في سجن سرت. ويقول بهذا الخصوص: "لم أتمكن من مساعدتهن لأنه كانت لديهن مشاكل صحية نسائية"، وأضاف الطبيب الهندي : "كانت هناك بضع نساء تعرضن للركل بالقرب من المعدة عمدا للتسبب في أضرار للكلى وذلك في إطار التعذيب .. والحقيقة أنني لم ألحظ هذا المستوى من الوحشية من قبل."

وردا على سؤال عما اذا كان كان لاحظ ان رعايا هنودا يعملون لداعش خلال محنته هناك، قال إنه "بينما كان يناقش أحوال الهنود هناك، سمع يوما أن شابا مسلما من ولاية تاميل نادو قد نفذ تفجيرا انتحاريا ضد القوات الحكومية الليبية هناك بينما كانت تقاتل داعش".

وعن كوادر الجماعة الإرهابية، يقول كوسانانام إن جميع أعضاء التنظيم لديهم ولاء كبير اتجاه مؤسستهم وأنهم كانوا يتبعون القواعد حرفيا وبدقة.

و"لديهم أحزمة ناسفة قوية يمكن أن تلحق الضرر بحوالي مئة شخص".

 

*بوابة افريقيا الإخبارية غير مسؤولة عن مضامين الأخبار والتقارير والمقالات المترجمة