يصدر قريبًا عن المركز القومي المصري للترجمة، المجلد الأول من موسوعة "تاريخ الأدب العربي"، بترجمة عبد المقصود عبد الكريم.

الموسوعة صدرت أصلا في ستة مجلدات عن جامعة كمبريدج، ويقدم المجلد الأول منها، مادة وافية عن الأدب العربي منذ العصر الجاهلي إلى نهاية العصر الأموي، تتصل باللغة العربية والخط العربي والشعر الجاهلي، والنثر الجاهلي والقرآن والحديث، والسيرة، والحكايات والأساطير في الجاهلية والإسلام، والشعر الأموي والموسيقى، ويتتبع التأثير اليوناني والفارسي والسرياني على الأدب العربي، ويضم ملحقا بيبلوجرافيا يتضمن ترجمات القراّن للغات الأوروبية والأفريقية.

وتتنوع المواضيع والمصادر في هذا العمل، بشكل هائل ويغطي فترة زمنية واسعة (من النقوش الجدارية في العصور القديمة إلى محمد أحمد خلف الله وطه حسين ويوسف السباعي وحميد الله وعبد الله الطيب في القرن العشرين).

تتنوع أيضا أسماء المساهمين وجنسياتهم واهتماماتهم وانتماءاتهم الفكرية والعقائدية، ويجمع بينهم ما قدموه من إنجازات في مجالات الأدب والثقافة العربية.

ويلاحظ أن محتوى المجلد أوسع من العنوان الذي يحمله، والمقصود هنا المفهوم الواسع للأدب كما يوضحه المحررون، وهم يبررون تبنيهم لهذا المفهوم، في مقدمتهم، بل عن تخطي الفترة الزمنية، وبشكل خاص في عرض تأثير القراّن على الأدب العربي، حيث نعثر في الفصل الخاص بهذا الأمر على استشهادات من شعر أبي نواس والمتنبي وابن الرومي وأبي العلاء المعري وأبي تمام وأبي العتاهية وغيرهم.

كما نعثر على استشهادات من نثر أبي العلاء المعري (في رسالة الغفران وكتاب الفصول والغايات) ومن مقامات الحريري، ونقرأ فصلا عن تأثير القرآن في الأدب المعاصر.

وينطبق الأمر نفسه بالنسبة إلى عرض التأثير الفارسي، حيث نعثر مثلا، على استشهاد من بخلاء الجاحظ، وفي الفصل الخاص بالتأثير اليوناني يتكرر الأمر نفسه، فالمجلد ببساطة هو أقرب إلى أن يكون (مقدمة لدراسة الأدب العربي) أو حتى مقدمة لدراسة الثقافة العربية رغم تركيزه – بالطبع- على الفترة الزمنية التي يشير إليها وعلى الموضوع الذي يشير إليه .

الدكتور عبد المقصود عبد الكريم، شاعر ومترجم، له عدد كبير جدا من الترجمات التي أثرت المكتبة العربية، منها : "الجاذبية المميتة"، "فضائح الترجمة"، "الشخصية واضطراباتها والعنف"، "البحث عن الوعي"، "مستر فرتيجو" و"العوالم الرمزية"، و"الفن والعلم" و"اللغة والطقوس".