قالت صحيفة ”الخبر” الجزائرية، إن الحكومة الروسية طلبت من الجزائر متابعة ملف المقاتلين السلفيين الروس الموجودين في تنظيم الدولة في ليبيا، كما أكدت مصادر أخرى أن الطلب الروسي بلغ حد عرض مساعدة الجزائر في تدخلها في ليبيا للقضاء على ما يعرف بتنظيم الدولة. 

 ونقلت الصحيفة الواسعة الانتشار عن مصدر وصفته بالعليم، بأن مسؤولين كبارا في روسيا عرضوا على الجزائر المساعدة في حال قرارها المشاركة في التدخل العسكري ضد تنظيم الدولة في ليبيا.

وبالرغم من تعارض هذا الطلب مع العقيدة العسكرية للجيش الوطني الشعبي  - تضيف الصحيفة - فإن كبار المسؤولين الروس يعيشون حالة من القلق الشديد إزاء التقارير التي ترد من مصادر استخبارية، والتي تشير إلى أن الإرهابيين الروس سيجدون ملاذا آمنا جديدا وأرضا جديدة للهجرة في ليبيا.

وأشارت الصحيفة إلى أن موضوع تحول ليبيا إلى ملاذ آمن للإرهابيين سيكون على رأس جدول أعمال وزير خارجية روسيا في زيارته المرتقبة للجزائر والمقررة بعد أسبوعين.

 وتواترت الأنباء التي تتحدث عن وصول مقاتلين من أنصار تنظيم الدولة من جمهوريات روسيا ومن دول خاضعة للنفوذ الروسي إلى ليبيا، ونفس الأنباء أشارت إلى أن ليبيا باتت الوجهة الجديدة للسلفيين المتشددين الصينيين، بعد التضييق الشديد الذي تتعرض له الجماعات السلفية الجهادية في سوريا والعراق.

وتتزامن هذه الأنباء مع تسريبات تشير إلى أن الروس والصينيين فتحوا خط اتصال مباشرا مع الأمن الجزائري حول موضوع الجماعات المسلحة في ليبيا، حيث يرغبون في الحصول على تعاون أمني واستخباري من جيران ليبيا، لمنع تحول ليبيا إلى أرض هجرة جديدة.

الصينيون والروس، كما يقول مصدر أمني  جزائري رفيع، فتحوا خط اتصال مباشرا مع الأمن الجزائري بفرعيه، مخابرات الجيش والمصالح الأمنية الملحقة بالرئاسة، وموضوع التواصل الروسي الجزائري هو الحرب المتوقعة في ليبيا والمعلومات المتواترة التي تشير إلى وصول عشرات المقاتلين من أصول قوقازية من روسيا ودول مسلمة خاضعة للنفوذ الروسي ومن الصين إلى ليبيا هذه المرة من أجل الانضمام لتنظيم الدولة في ليبيا.

هذه المعلومات تثير القلق في موسكو وفي بكين، لدرجة أنها تعني، حسب متابعين للشأن الأمني والإستراتيجي، أن كل الحملة العسكرية الروسية الضخمة في سوريا، قد تكون عديمة الجدوى، لأن ملاذا آمنا جديدا قد توفر للمقاتلين السلفيين القادمين من روسيا والذين شنت روسيا بموافقة صينية عملية عاصفة السوخوي أو الحرب في سوريا من أجل اجتثاثهم، وآخر التسريبات تشير إلى أن المقاتلين السلفيين يتنقلون بطرق بحرية إلى ليبيا بعد الوصول إلى تركيا، كما أن تسريبات أخرى أشارت إلى أن الجهاديين الصينيين والروس يصلون إلى ليبيا بعد المرور عبر موريتانيا ومالي والنيجر.

وتتفق هذه التطورات الأخيرة مع تسريبات أشارت إلى أن الروس أرسلوا طائرات استطلاع بعيدة المدى إلى ليبيا لمراقبة نشاط تنظيم الدولة، كما شرعوا في التعاون والتنسيق مع صديقهم الجديد، رئيس مصر، إلا أن الجزائر تبقى الحليف الأهم للروس وللصينيين في كل منطقة شمال إفريقيا كما تقول الصحيفة.

 بينما القلق الروسي يتزايد أيضا بسبب خوفهم من توظيف دول عربية وإسلامية على خلاف مع روسيا لملف المقاتلين الجهاديين الروس في ليبيا.