استقبلت مدينة بني وليد الفترة الاخيرة موجة من العائلات النازحة من سرت والمناطق المجاورة لها هربا من الحرب التي يتجهز الجيش الوطني لخوضها لتحرير سرت من تنطيم داعش ، لتجد بني وليد نفسها أمام أزمة انسانية غير مسبوقة.بوابة افريقيا الاخباربة التقت رئيس المجلس الاجتماعي لقبائل ورفلة صالح معيوف فكان الحوار التالي:

لو تقدم لنا لمحة عن الوضع في مدينة بني وليد الان؟

صراحة الوضع مأساوي بشكل كبير جدا ، في الفترة الأخيرة توافدت أعداد مهولة تقدر بالآلاف حوالي ثلاثة الآلاف عائلة  اليوم فقط دخلت أكثر من ست مئة عائلة للمدينة  والعدد في طريقة نحو الارتفاع ، العائلات غادرت منازلها بشكل فجئي هربا من الحرب ولم تحمل معها شيئا أغلب هذه العائلات من سرت والهيشة وبن جواد ، شباب المدينة وأهلها قاموا بالواجب و تقدموا نحو 8 كلم  وأسعفوهم بالماء والغذاء والوقود تواصلنا مع المستشثفى المحلي بالمدينة وأخبرني المدير أن هناك نقص في الادوية والأمصال .

أين تم ايواء هذه العائلات؟

للأسف تم ايواؤهم في خمس مدارس  بالمدينة و في عمارة بيوت الطلبة بكلية الهندسة الالكترونية ، اضطررنا ايضا الى ايواء بعض العائلات في بعض الحجرات الموجودة في محطات الوقود ، للأسف السكن في هذه الاماكن غير صحي نظرا لقلة الأغطية ونقص الماء الصحي كما ان اقامة العائلات في المدارس ادى الى توقف الدراسة في المدينة ونحن كما تعلمون في فترة امتحانات.

هل تدخلت أي من الحكومات الثلاث لمساعدة المدينة في التصدي لهذه الأزمة؟

ليس لدينا تواصل مع هذه الحكومات ، بني وليد خارج دائرة اهتمامات الحكومات المتعاقبة منذ سقوط النظام السابق ، حتى هذه الساعة لم نتلق اي اتصال من قبل أي من هذه الحكومات ، طبعا نحن نقع في اطار جغرافي صعب الحكومة القريبة منا لا تعترف بنا والحكومة الثانية بعيدة علينا. نحن نعول على اهل المدينة وكرمهم رغم ارتفاع الاسعار و نقص السيولة منذ ايام اتصل بي شخص قال لي ان هناك من باع حلي زوجته ليقوم بالواجب تجاه النازحين .

هل اتصلت بكم اي من المنظمات الإغاثية؟

نعم اليوم وصل الهلال الاحمر إلى المدينة وغدا ربما يصل الصليب الأحمر هذه المنظمات امكانياتها ضعيفة ومحدودة جدا بالأمس تقابلت مع مسؤولين عن منظمة الصليب الأحمر ، أخبروني أنهم لا يستطيعون التكفل سوى ب 250 أو 300  وهذا رقم محدود جدا مقارنة بالعائلات الوافدة والتي كما سبق وأشرت تقدر بحوالي 3000  عائلة والعدد في طريقه نحو الارتفاع.

كيف استعددتم امنيا لمجابهة هذه الأزمة؟

الهاجس الامني دائما قائم سواء بسرت أو داعش أو غير داعش كلها ميليشيات فبراير بالنسبة الينا ما حدث مؤخرا مثلا في منطقة الهيشة هو تبادل أدوار بين الميليشيات (داعش وفجر ليبيا) نحن نسعى دائما للحوار لكن ان فرضت علينا حرب فنحن لها.

طبعا المنطقة كما تعلمون تدار بالحكم الرشيد وأبناؤها جندوا انفسهم لحراسة المدينة وتأمينها  .