أحلام كثيرة راودت الفتاة الآسيوية وهي قادمة على متن الطائرة إلى الإمارات أرض الأحلام والرفاهية وتحقيق الطموحات، هي شابة تملك قدراً من الجمال، وتريد تعويض سنوات الحرمان التي عايشتها منذ نعومة أظفارها، وحين وطئت أقدامها أرض الدولة، رفضت العمل خادمة في منزل كفيلها، بتحريض من شخص من نفس جنسيتها، وفضلت التنقل بين المنازل بنظام الساعات، فهو أكثر دخلاً، كما قال لها، وسرعان ما تعرفت على شخص آخر قادها إلى طريق الرذيلة.

حسب صحيفة البيان الإماراتية، فقد حضرت «ش» إلى الدولة بتأشيرة عمل، واستقبلها في مطار دبي شخص من نفس جنسيتها، يدعى «شاه»، وقام بتشغيلها في دبي خادمة متنقلة بين منازل عدة، وحرص على الاحتفاظ بجواز سفرها وتأشيرة العمل عنده، ليستغلها قسراً بالعمل خادمة متنقلة.

وبعد ثلاثة أشهر، تعرفت على شخص من نفس جنسيتها يدعى «أمين»، وبعد أن أسّرت له بعدم وجود مكان تقيم به، أخذها إلى مدينة العين، وساعدها على الإقامة في الدولة بصورة غير مشروعة، وأسكنها في مكان يخضع لإشرافه، وفي غرفته الخاصة، عاشرها معاشرة الأزواج، وبرضاها، وليس هذا فحسب، إذ قام أيضاً بعد فترة بتشغيلها في أعمال الدعارة مع راغبي المتعة الحرام مقابل 50 درهماً في منزله.

وانتشرت سيرة «ش» بين الراغبين في المتعة الحرام، ليقوم أحد أبناء جنسيها «شاه»، والذي يعرفها مسبقاً، بتنفيذ مشهد درامي أقرب ما يكون إلى أفلام بوليوود، إذ توجه برفقة عدد من أصدقائه من رأس الخيمة إلى مدينة العين، قاصداً المنزل الذي تقطنه «ش»، مستغلاً غياب «أمين»، وقاموا باختطافها بالقوة في تمام الساعة الثانية صباحاً، وأفادت المتهمة أنه تم احتجازها مع فتاتين من نفس جنسيتها، واغتصابها من قبل المختطفين.

وقام «شاه» بمهاتفة «أمين»، طالباً فدية 10.000 درهم، وكان الغرض من اختطافها هو التناوب على اغتصابها دون رضاها، كما اتضح من التحقيقات، ما دفع «أمين» للاستنجاد بالشرطة، لأنه على أتم اليقين بأنه لا يستطيع مواجهتهم لوحده، وهو على علم بخطورة هؤلاء الأشخاص، فما كان منه إلا أن كذب على الشرطة، مؤكداً أنه زوج المختطفة.

وتم إعداد خطة من قِبل رجال الشرطة، الذين طلبوا من «أمين» تنفيذ عملية التفاوض مع الخاطفين، وتخفيض مبلغ الفدية إلى 5000 درهم، وتم الاتفاق على مكان التسليم في الشارقة بالقرب من السيتي سنتر، بالتنسيق مع شرطة الشارقة، وعند قيام المختطفين بإحضار المخطوفة، تمت مداهمتهم وتحريرها.

وبعد أن كانت المتهمة مجنيا عليها في قائمة أدلة الثبوت، انقلب الحال في أمر إحالة الجنايات، لتنسب النيابة العامة إليها جرائم ارتكاب فاحشة الزنا، واعتياد ممارسة الدعارة مع رجال مجهولين دون تمييز وبمقابل، والعمل لدى غير الكفيل، وعدم مغادرة البلاد بعد انتهاء التأشيرة، أو عدم المبادرة بتجديدها.

وحكمت المحكمة على المتهمة عن جريمة الزنا تعزيراً بالحبس لمدة عام، وإبعادها عن الدولة، وبالسجن لمدة 3 أعوام، والإبعاد عن الدولة عن جريمة الاعتياد على ممارسة الدعارة، وعن جريمة الإقامة في الدولة بصورة غير مشروعة، بالحبس لمدة شهر والإبعاد عن الدولة، ومعاقبتها أيضاً على عملها لدى غير كفيلها.

 كما حكمت المحكمة حضورياً على المتهم «أمين» بمعاقبته على جريمة الزنا تعزيراً، بالحبس لمدة عام وإبعاده عن الدولة، وبالسجن لمدة 3 أعوام والإبعاد عن الدولة عن إدارته محلاً للدعارة، وعن تحريضه للغير على الدعارة، ومساعدته المتهمة على البقاء في الدولة بصورة غير مشروعة.

وحكمت المحكمة على المتهم «شاه» الخاطف بالعقوبة الأشد في حقه، عملاً بالمادة 88 من قانون العقوبات الاتحادي.