بعد خمسة اشهر على تسلمه منصب المبعوث الخاص للامم المتحدة الى ليبيا، شدد غسان سلامة الجمعة في مقابلة مع وكالة فرانس برس على ان مستقبل هذا البلد يمر عبر مؤسساته. وقال سلامة البالغ السادسة والستين من العمر ان "الكلمة الرئيسية لنهجي هي المؤسسات". لكنه اعتبر في الوقت نفسه ان "من الغباء الاعتقاد بانه يمكن (...) في سنة او سنتين او ثلاث" ان تلتئم "كل الجراح" في البلاد، مشددا على ان ذلك "يتطلب من دون شك جيلا" بأكمله.

واضاف سلامة "من الغباء ان نفكر ان تضميد كل جروح البلاد ممكن في غضون عام أو عامين أو ثلاثة، لا بد من جيل دون شك". وتابع "لكنّ التحدي ليس في تحقيق كل شيء الآن، (بل) في فتح الطريق الذي يجب أن تسلكه البلاد" حتى تستطيع "حقا ان تقوم بدمج المبادئ المؤسساتية في ثقافتها السياسية". ومضى يقول ان "مسألة المؤسسات تبدو اساسية بالنسبة لي والا سيقتصر الامر على منافسة بين افراد يقولون انهم يمثلون عشائر كبيرة حتى يتبين لكم انهم لا يمثلون شيئا مهما".

واوضح لفرانس برس ان الامر يتعلق بتنظيم انتخابات "تشريعية ورئاسية وربما ايضا بلدية". ولدى سؤاله عما اذا كانت الانتخابات التشريعية والرئاسية والبلدية ستُنظم في الوقت نفسه، أجاب "لم اقرر بعد. البلاد ليست جاهزة لاي انتخابات. حتى نستطيع تنظيم انتخابات، هناك شروط تقنية وسياسية وامنية. وهذه الشروط غير متوافرة اليوم". واوضح سلامة وهو وزير لبناني سابق ان تنظيم استفتاء حول دستور جديد لليبيا هو مشروع قيد الاعداد ايضا.

وقال سلامة "ما يثير القلق لدي هو تنظيم انتخابات غدا واختيار برلمان ثالث والامر نفسه بالنسبة الى الحكومات"، مضيفا ان "لا بد من الادراك في ليبيا والناس لا يعون مدى خطورة ذلك ان الانتخابات تعني استبدال شخص بآخر وليس اضافة شخص الى آخر".

وتابع سلامة ان ليبيا "بلد لم يدخل مفهوم المؤسسات بعد في ثقافته السياسية اذ لم يكن هناك مؤسسات كثيرة خلال عهد القذافي فهو لم يكن يريد ذلك. وسلطته كانت تقوم على التفكيك الشامل للمؤسسات وسنوات الفوضى التي تلت لم تساعد في ترسيخ الفكرة". ومضى يقول ان دور الامم المتحدة "ليس البقاء لفترة طويلة في مثل هذا النوع من الدول" لذلك علينا "توحيد المؤسسات المنقسمة" و"تحرير" المؤسسات "الخاضعة لمسؤول او مجموعة" وليست "تعمل لما فيه المصلحة العامة" و"تفعيل" المؤسسات التي لا يستخدمها احد.

وعند سؤال سلامة حول الوضع الانساني والمهاجرين الذين يتم الاتجار بهم احيانا رد بالقول ان "الحكومة الليبية ليس لديها جيش او شرطة"، والامر لا يتعلق "بنية سيئة بل احيانا بالعجز" مشيرا الى حكومة "تفتقد الى الادوات من اجل ممارسة السلطة".