أكد وزير الخارجية الألماني، زيغمار غابريل، أمس السبت، عن تقدير ألمانيا للأتراك المقيمين بها برغم تزايد التوتر بين الدولتين الألمانية والتركية.

وكتب غابريل في خطاب مفتوح بالألمانية والتركية نشرته صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" السبت قائلًا: "أنتم أيها المقيمون في ألمانيا والمنتمون لأصول تركية، جزء منا، سواء كنتم تحملون جواز السفر الألماني أو لا"، مضيفًا أن هذا الأمر يجب أن يبقى واضحًا برغم العلاقات السياسية الصعبة بين البلدين.

وقال غابريل: "الصداقة بين الألمان والأتراك كنز كبير".

وأوضح غابريل أن كلًا من هورست زيهوفر رئيس الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري ومارتن شولتس المرشح الاشتراكي لمنصب المستشار ينتهجان خط التشدد في الضغط المالي على تركيا بسبب توجهاتها السلطوية الحالية.

وركز غابريل على استثناء الأتراك المقيمين في ألمانيا من أي خطوات تتعلق بالتوجهات الجديدة نحو السياسة التركية قائلًا: "لا شيء من ذلك يتعلق بالبشر في تركيا ولا بمواطنينا من الأصول التركية في ألمانيا".

وبين غابريل أن الحكومة الألمانية لا يمكن أن تنظر إلى اعتقال مواطنين ألمان غير مذنبين داخل تركيا دون أن تحرك ساكنًا.

وقال الوزير في خطابه المفتوح: "علينا أن نحمي مواطنينا". وكان غابريل أعلن يوم الخميس الماضي عن اتخاذ ألمانيا إجراءات كرد فعل على اعتقال تركيا الناشط الحقوقي الألماني بيتر شتويتنر وعدد آخر من الألمان.

وبناء على ذلك شددت الخارجية الألمانية من إجراءات السفر من وإلى تركيا، كما وضعت ألمانيا تأمين الصفقات التركية مع الشركات الألمانية التي يتم الإشراف عليها عبر ما يسمى ضمانات هيرميس تحت الاختبار.

وستضع ألمانيا أيضًا قروض الاستثمار والمساعدات الخاصة بمرحلة ما قبل انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي تحت الرقابة.

كما حذر زيهوفر رئيس وزراء ولاية بافاريا من اتخاذ ألمانيا إجراءات مالية أخرى تجاه الحكومة في أنقرة، حيث قال خلال لقاء للحزب المسيحي الاجتماعي البافاري بجيرمرينج قرب ميونخ: "ما يحدث منذ أشهر في تركيا لا يمكن تحمله ولا يمكن أن يكون ممكنًا".

وأضاف زيهوفر أن على الاتحاد الأوروبي إيقاف المعونات المقرر تقديمها لتركيا حتى 2020 بوصفها مرشحة للانضمام للاتحاد والبالغ حجمها أربعة ملايين يورو، كما جدد رفضه منح تركيا العضوية الكاملة بالاتحاد الأوروبي.

وطالب مارتن شولتس رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي أيضًا بتجميد هذه المساعدات لتركيا، قائلًا في لقاء مع الإذاعة الألمانية دويتشلاند فونك:"هذه إجراءات محددة، يمكن تنفيذها على الفور".

وذكر شولتس أنه حين يقول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه يجب قطع رؤوس الانقلابيين، وحين يتحدث عن تطبيق عقوبة الإعدام، فإنه بذلك يكون قطع الجسور بينه وبين الاتحاد الأوروبي، معلقا بالقول: "ومن هنا يجب أيضًا من خلال هذا المنطق إيقاف مفاوضات الانضمام للاتحاد".

ويتساءل تقرير صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية أمس السبت عن إمكانية إلغاء المساعدات المقدمة لتركيا بوصفها مرشحًا للانضمام للاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى أن البرنامج الحالي للتحضير لانضمام تركيا للاتحاد (آي بي أيه اثنان) لا يتضمن شرط الحفاظ على الديمقراطية ومبادئ حقوق الإنسان لضمان تقديم المساعدات.