أصبح رد باراك أوباما عبر تويتر على موجة العنف الذي وقعت في عطلة نهاية الأسبوع في شارلوتسفيل الأمريكية ، من أكثر التغريدات "المحبوبة" في التاريخ - فقد تجاوزت أربعة ملايين علامة إعجاب في وقت مبكر من يوم الخميس ،  ولكن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ألمحت إلى أن الرئيس الأمريكي السابق يستشهد بنيلسون مانديلا فقط عندما يكون ذلك مناسبا له.

تغريدة أوباما أظهرت صورة التقطت في مركز للرعاية في بيثيسدا، تعود لعام 2011 مرفوقة باقتباس من السيرة الذاتية لرئيس جنوب أفريقيا الراحل: "لا أحد يولد وهو يكره شخصا آخر بسبب لون بشرته أو أصله أو دينه".

واقتبست تغريدتان لاحقتان من كلام مانديلا أيضا و جاء فيهما : "يجب أن يتعلم الناس الكراهية، وإذا كان بإمكانهم تعلم الكراهية، يمكن تعليمهم الحب ... لأن الحب يأتي بشكل طبيعي إلى قلب الإنسان أكثر من نقيضه".

"إنه النفاق"، وفق ماجاء في تعليق المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على صفحتها على الفيسبوك.

 ووصفت زاخاروفا اقتباس أوباما عن "مانديلا" فيما يتعلق بالعنصرية "بداية عظيمة، لكنها متأخرة"، لكنها تحدته أيضا بأن ينشر أيضا بعض اقتباسات مانديلا عن الزعيم الليبي معمر القذافي.
 "السيد أوباما. تحت تدخلكم  المباشر، قتل رجل (في إشارة إلى القذافي) كان نيلسون مانديلا يسميه شقيقه وشكره على مساعدته في الحصول على الديموقراطية". وأضافت زاخاروفا : "الديمقراطية حقيقية، ولم تخترع في المكتب البيضاوي".

وقتل القذافي على يد مقاتلي المتمردين في أكتوبر 2011، بعد سبعة أشهر من شن القوات الأمريكية والبريطانية والفرنسية غارات جوية على أهداف النظام.

وقد عارضت روسيا بشدة المهمة التى قادتها الناتو والتي أدت إلى سقوط القذافي وغالبا ما تستشهد موسكو بالتدخل الغربي في ليبيا - والفوضى التي تلت ذلك - في انتقادها للولايات المتحدة.

وفي معرض تغريدها على فيسبوك ،  نشرت زاخاروفا ستة من أقوال مانديلا  الداعمة للقذافي. وبعضها يتمحور حول دعم المؤتمر الوطنى الإفريقى عندما كان محظورا في صراعه مع حكومة الأقلية البيضاء المدعومة من الغرب فى بريتوريا.

وبعد 27 عاما من السجن، أصبح مانديلا أول رئيس بانتخابات الشعبية فى جنوب افريقيا فى الفترة من 1994 إلى 1999.

وعندما زار طرابلس في عام 1997، وخرق الحظر الذي فرضته الأمم المتحدة على ليبيا بسبب الاشتباه في دورها في تفجير لوكيربي عام 1988، أثار انتقادات في الأوساط الغربية.

وقال مانديلا في حديثه في ليبيا - كما جاء في إحدى تغريدات زاخاروفا:"لا يمكن لأي بلد أن يدعي أنه شرطي العالم ولا يمكن لأي دولة أن تملي على الأخرى ما ينبغي أن تفعله. أولئك الذين كانوا بالأمس أصدقاء أعدائنا يحسون بالمرارة اليوم ليحذرونني من زيارة أخي القذافي ".

وقد انخرط مانديلا في وقت لاحق في وساطة أدت إلى تسليم ليبيين اثنين يشتبه تورطهما في لوكربي لمحاكمتهما وإلى تعليق العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة.

وبالمناسبة، لم تكن الولايات المتحدة وبريطانيا وحدهما ينتقدان نهج مانديلا تجاه القذافي. وقبل زيارته عام 1997، نشر منفيون ليبيون رسائل في صحيفة في جوهانسبرغ تستنكر الزيارة.
ووصف أحدهم الزيارة بأنها "إهانة" لآلاف الليبيين الذين ما زالوا في سجون القذافي، وتعرضوا للتعذيب على أساس يومي بسبب مطالبتهم بشيء طالب به مانديلا وشعب جنوب أفريقيا: أن يتنفسوا بحرية في بلادهم".

وكتب آخر: "أنا ببساطة لا أستطيع أن أصدق ما كنت قد طلبت من العالم القيام به في الماضي القريب: مقاطعة الاستبداد والاضطهاد".

خلال الحملة الانتخابية الأمريكية عام 2016، كان المرشح الجمهوري دونالد ترامب ينتقد بشدة سياسة منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون في ليبيا، ووصف التدخل العسكري في ليبيا عام 2011 "بالكارثة"، مضيفا أن "كل ما فعلته تقريبا في السياسة الخارجية كان خطأ وكارثة ".

 

*بوابة افريقيا الإخبارية غير مسؤولة عن مضامين الأخبار والمقالات والتقارير المترجمة