كشف المسؤول الليبي السابق سعيد رشوان، عن تفاصيل اليوم الأول من أحداث فبراير سنة 2011 في مدينة بنغازي، والتي تعد من أولى المدن التي انطلقت منها الأحداث.

وبين رشوان في تدوينة على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، تحت عنوان "شهادة للتاريخ" تفاصيل ما شاهده في مدينة بنغازي خلال يوم الخميس 17 فبراير 2011، قائلا: "في يوم الخميس 17 فبراير كانت الساعه الثامنه مساءً، كنت في وسط المدينه وكانت تنتشر بعض الاشعات المغرضه ( منها توزيع مبالغ ماليه 5000 دينار علي الناس مثلاً ) وحالة من الترقب الشديد.. مظاهرات وتجمعات صغيرة لاتزيد عن العشرات من صغار السن دون أي مطالب حياتية واضحة إلا ترديد هتاف الشعب يريد اسقاط النظام"، مضيفا أنه في تلك الفترة كان اللواء عبد الفتاح يونس يشغل منصب أمين الأمن العام (وزارة الداخلية)، بالإضافة إلى قيادة قوات الصاعقة، وكان أيضاً المكلف بإدارة الأزمة في المدينه حينها."

وأضاف رشوان، أنه قرر الذهاب إلى مديرية الأمن حيث يدير "يونس" الأزمة، ويقول إنه وجده بالمكتب لوحده، كان المكتب صغير جداً به طاولة مكتب صغيرة وكرسيين فقط للضيوف كانت العلاقه بينهما طيبة والثقة متبادلة، وبعد تبادل التحايا وبعض المجاملات جلست علي احد الكرسيين وسألته عن الحاله الامنيه في المدينه وبعض الاشعاعات فرد قائلاً أن الأمور تسير بشكل ممتاز والشباب يعبرون عن آرائهم بشكل عادي و إلى الآن لا يوجد إلا حرق بعض الإطارات وبعض المشاكسات مع رجال الشرطة... ثم أضاف قائلاً أنه قد صدرت لنا الأوامر من القائد (القذافي) مباشرةً بعدم استعمال العنف ضد المتظاهرين مهما وصلت بهم الأمور "حتي ولوحرقوا البلاد كلها " هذه بلادهم وهذه ممتلكاتهم وهم من يخسر جراء حرقها ولهذا لايوجد عندنا فرد من الأمن يحمل سلاح إلا الهروات المصنوعه محلياً .. أما الجيش فممنوع عليه التدخل نهائياً. "

ويقول رشوان، في تدوينته، "دخل العميد عبدالله السنوسي (المسؤول الأمني الليبي )، كان يبدو عليه الانزعاج وجلس علي الكرسي المقابل لي مباشرةً قال يا لواء عبد الفتاح قد بلغني أن هناك مظاهرة علي كوبري جليانه وهناك موت شخصين على الأقل ....هل لديك علم ؟ ومن الذي ارتكب هذا الفعل ؟. .. فرد العميد عبدالفتاح قائلا ليس لدي علم بهذا ولايمكن لأنه لايوجد لدينا اي مسلح تابع للامن أوالجيش له علاقه بالموضوع . المهم عبدالله مصر على المعلومه وعبد الفتاح ينفي"

وقال رشوان أنه في تلك اللحظه بادر بالاتصال بمدير مستشفي الجلاء الدكتور عبد الكريم القبائلي، وسأله هل أُسعفت إليكم حالات أو أي إصابات ؟ فيرد قائلاً نعم هنا فتحت ميكرفون الهاتف حتى يسمع الجميع وقال لي تم إسعاف ثلاث عشرة حالة منها تسع وفيات والباقي جرحى والآن الناس أمام المستشفي. .. مضيفا، كان الخبر كالصاعقة على الجميع بدأت جمع المعلومات عن هوية الفاعل .. وتعصب عبدالله السنوسي وقابله هدوء من عبد الفتاح بقوله نحن ليس لدينا تعليمات وليس لدينا أحد يحمل سلاح في الشارع من كل قوات الأمن."مضيفا أن،  الشئ الذي كان واضح أن عبدالله السنوسي كان يبحث عن الفاعل وكذلك عبدالفتاح يونس وان الدوله وقوات الامن ليست الفاعل، .. وكان اليوم التالي يوم الجمعة، وتم حرق كل مراكز الشرطه والمحاكم وبعض المؤسسات العامه وبعد دفن الضحايا بعد الظهر تم مهاجمة مديرية الأمن و كتيبة الفضيل بوعمر. وتوالت بعدها الأحداث، وإلى اليوم لم أعرف من ارتكب "هذه الجريمة"."

 ويؤكد رشوان في تدوينته بأن هذه كانت شهادته في المحكمه عندما طلبت منه عن طريق محامي عبد الله السنوسي بعد الاستئناف.

ويختتم المسؤول السابق شهادته، بأن عرضه لهذه الأحداث ليس الغايه منه تأجيج الشارع ولكن تبيان الأحداث وإظهار الحقائق للناس لعلها تكون طريق للمصالحة الوطنية، وإيقاف شلالات الدم من كل الأطراف وإيقاف التدهور الاقتصادي والمعيشي في البلاد، وعودة الاستقرار والأمن والمحبة بين أبناء الشعب الليبي الذي يتعرض لهذه المحنة".