كشفت رسالة عُثر عليها حديثا عن المعاناة الوجدانية التي مر بها الأديب الإنجليزي تشارلز ديكنز و"اضطراب ما بعد الصدمة" إثر تعرضه لحادثة انقلاب قطار ووفاة العديد من ضحايا الكارثة أمام عينيه، ما جعله يخشى السفر بالقطارات لاحقاً.

ونجا الكاتب الإنجليزي صاحب رواية "أوليفر تويست" الشهيرة، من كارثة القطار التي أسفرت عن وفاة عشرة أشخاص وإصابة 40 آخرين، بعدما سقطت سبع عربات من القطار من فوق جسر في حادثة السكك الحديدية في بلدة "ستيبلهيرست" عام 1865 والتي تركت أثرا عميقا في نفسه.

واتجه ديكنز، بعدما خرج القطار عن مساره وسقطت عرباته، إلى الضحايا للمشاركة في انتشال القتلى وإنقاذ المصابين، وحكى ديكنز في الخطاب الذي أرسله إلى صديقته مغنية الأوبرا الفرنسية بولين فياردوت، كيف أنه شاهد البعض وهو يموت أمامه بل تركت هذه الحادثة انطباعا غير مقبول لديه بأن القطارات التي يستقلها تنقلب.

ووصف ديكنز في الرسالة - وفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية على موقعها الإلكتروني - في الرسالة شعوره في تلك اللحظات المؤثرة وآثار الصدمة التي خلفها الحادث على نفسيته بعد شهرين من وقوعها.

وكان ديكنز مضطرا للسفر بالقطارات بانتظام من منزله في مقاطعة كنت (شمالي إنجلترا) إلى حيث عمله في لندن، ووصف في الرسالة إحساسه، غير المبرر منطقيا، أثناء السفر بالقطارات على سرعة كبيرة بأن عربة القطار تميل على أحد جانبيها.

ويمتلك الرسالة الآن جامع مقتنيات أوروبي ولكنها تعرض في قاعة سوثبي للمزادات في لندن، ويقول أحد المسؤولين بصالة المزادات إنه على الرغم من المعاناة التي مر بها ديكنز، إلا أن الرسالة تكشف عن جانب الروائي في شخصيته وأسلوب السرد في وصفه لمعاناة الصدمة التي مر بها من خلال هذه الحادثة، وكان ديكنز قد التقى بولين أثناء وجوده في باريس عام 1855 واستمع إليها وهي تغني في عدة مناسبات.

يذكر أن الكاتب البريطاني الشهير صاحب أشهر روايات فترة عيد الميلاد وهي ترنيمة عيد الميلاد "إيه كريسماس كارول" وكتبها عام 1843، ولد تشارلز جون ديكنز في فبراير عام 1812 في مقاطعة كنت وتوفى في يونيو 1870 وهو روائي إنجليزي يتميز أسلوبه بالسخرية ويصور جانبا من حياة الفقراء ومن أشهر أعماله قصة مدينتين، وديفيد كوبر فيلد، وأوقات عصيبة، وآمال كبرى.