بعد عمل وجهد متواصلين لسنوات من قبل أعضاء جمعية زواره للهوية والتراث وبعد محطات عديدة مرت بها مشاريع وأنشطة الجمعية سابقا. اليوم تجني الجمعية ثمار ذلك العمل  بعد سعيها لجعل مدينة زواره من المدن المعروفة نظرا لعراقة تاريخها ، وبعد أن حافظت على هويتها وتراثها وتاريخها المجيد.

وبعد أن ساهمت الجمعية للتسويق لهذه المدينة داخليا وخارجياً وبعد أن تجاوزت الجمعية العراقيل بتأسيس مشروع متحف زواره التقليدي برحلات مكوكية بين مكاتب منظمات الأمم المتحدة ومختلف الوزارات الليبية المعنية.

وأخيرا وصل الجميع لمبتغاه في أخذ الموافقات المبدئية والتي كانت الحافز الكبير لمواصلة الجهد والعمل فكان هذا الخبر المفرح لأهالي زواره خاصة وليبيا عموما ولعشاق الهوية الليبية والتراث عامة.

حيث تم أخيرا تسجيل السوق التقليدي والذي يقع فيه مقر جمعية زوارهللهوية والتراث ، بقرار رقم (( 80 )) الصادر من رئيس الهيئة العامة للسياحة واعتماده كمعلم سياحي بمدينة زواره أسوة بما سبقه من معالم جذب سياحية بليبيا، وأعتمد بمنظومة السياحة الليبية . 

نبذة تاريخية على هذا السوق الذي أصبح معلما سياحيا بزواره : 

(السوق الجديد) بمدينة زواره لازال يحتفظ بنفس الاسم رغم مضي 82 سنة على افتتاحه وقد افتتحه بنيتو أندريا موسوليني حاكم ايطاليا سنة 1936 م ، وتمت صيانته سنة 2012 من قبل جمعية زواره للهوية والتراث.

السوق الجديد الذي بني في نهايات فترة الثلاثينيات (1936) في زواره يمثل الاتجاه المعماري السائد في ذلك الوقت وهوا التحديث مع المحافظة على النمط الهندسي المحلي ومراعاة ذلك في كافة أشكال المعمار وفقا لمنشور الكونت بالبوا الذي أمر فيه بالالتزام بالمعمار الليبي المحلي. يمثل هذا المبنى نمطا محليا استعمل في المدن الليبية منذ أقدم العصور.

وكان هذا المسمى ( السوق الجديد ) هو الاسم المتعارف عليه بين سكان مدينة زواره منذ إنشائها إلى يومنا هذا ، واستمر هذا المبنى مهملا إلى أن استلمته جمعية في مدينة زواره شغلها وهمها الثقافة والهوية ، فجندت كل إمكانياتها لتحول هذا المكان إلى معلم سياحي ، وكان مزارا لكل من قدم إلى مدينة زواره ، حتى قبل ما أن يعتمد من الجهات المختصة بكونه معلما سياحيا ليبيا ، فقد أقيم فى هذا السوق عدة مناشط لها علاقة مباشرة بالثقافة الليبية الامازيغية ، فجمع كل المقتنيات التي كانت تستخدم فى هذه المدينة فكانت فرجة للجميع وكانت المناسبات التي تعقد في باحة هذا السوق مناسبة ثقافية قبل ان تكون اجتماعية أو سياسية أو دينية ، لقد حولت جمعية زواره للهوية والتراث هذا المكان المهجور إلى معلم سياحي وثقافي سيكون رافدا سياحيا وثقافيا لمدينة تعج بالكنوز.