يأتي دور مجلس الثقافة العام كداعم للحركة الادبية والفنية وللمثقفين والكتاب والادباء في المجتمع، ولينفذ سياسات ثقافية وطنية تضطلع بها الدولة في مهامها اتجاه الحياة الثقافية والابداع الوطني، ادبيا وفنيا، لكن دورا حيويا كهذا يتطلب ميزانيات واهتماما حقيقيا ووعيا حكوميا بالدور المؤثر والفعال للمثقف.

وقد عمل المجلس منذ انشاءه على نشر الكتب وتنظيم المعارض والفعاليات والاهتمام بالمثقفين، غير انه عانى كثيرا خلال سنوات عمله من جهل بعض المسؤولين بدور المجلس واهيمته، كما تأثر كغيره من مؤسسات الدولة خلال السنوات الاخيرة بضعف الميزانية، وتعرض في احداث فبراير 2011 الى تخريب مفزع لحق بمقره في بنغازي، من حرق وتدمير وعبث غير مبرر، واعتداء على صالة الفن التشكيلي، وهي الوحيدة في ليبيا المخصصة لهذا الفن.

ولم يحصل  المجلس على مدار ستة سنوات على اي صيانة تعيده الى شكله الجمالي الفخم الذي كان يرفل به، كما أن منشوراته اليوم متوقفة  بل لم يقم اي مسؤول بزيارته والوقوف على ما يعانيه، وما يعرقل دوره، ولم تبادر اي جهات خاصة او عامة لدعمه والوقوف الى جانبه، مما يجعله في محنة هي محنة الثقافة والادب والفن، وللوقوف على وضعه التقت "بوابة افريقيا الاخبارية" رئيس المجلس الاستاذ "محمد محيا" في حوار حول المجلس.

س / منذ قترة قلت نشاطات المجلس هل ذلك يعود للدعم ام امور اخرى؟

بداية أشكر لكم هذه  الاستضافة الكريمة كما تعلمون أن مجلس الثقافة العام كان في طليعة بل ربما المؤسسة الثقافية الوحيدة التي باشرت أعمالها منذ منتصف 2011م بتنظيم مهرجان ثقافي كبير بالتعاون مع وزارة الثقافة  احتضنت هذا المهرجان الثري المتنوع أكثر من خمس مدن لببية شرقا و غربا وجنوبا.وواصل المجلس أنشطته إيمانا من القائمين عليه والمشاركين في صياغة برامجه و أنشطته وهم المثقفون الليبيون بأن المعول الأساسي يقع على الثقافة في إحداث التغيير الثقافي الحقيقي للمجتمع إلا أنه للأسف تعثر تنفيذ برامج المجلس ومناشطه لأسباب عديدة في صدارتها الاعتداءات الخطيرة المتواصلة على مقر المجلس و إشعال النار في جزء من مكونات المركب الثقافي و محاولات من عدة جهات  للاستيلاء على مقر المجلس إضافة إلى عدم تخصيص ميزانية .ومع ذلك حاول المجلس أن ينهض ببعض الأنشطة الثقافية في شراكة مع بعض المؤسسات.

س / رغم مرور ستة سنوات على عمليات التخريب التى لحقت بمقر المجليس  لم يتحصل على حقه من الصيانة بل تعرض لمحاولات سلبه والاستيلاء عليه هل يمكن القول أن المشكلة متعلقة في  عددم اهتمام الحكومة بالمرافق الثقافية أم تجاهل لدور الثقافة  ؟

في ظل الظروف المحيطة بالجهات التنفيذية و الصعوبات التي تواجهها لا نستطيع أن نلقي اللوم على جهة ما. وأيضا ترتيب الأولويات يختلف باختلاف قناعات المسؤولين فمنهم من يرى مثلا أن العمل الثقافي ترف يمكن تأجيل برامجه و أنشطته.

س / توقفت منشورات المجلس بعدما احدث طفرة مهمة في النشر هل الموضوع متعلق بتكلفة الطباعة التى ارتفعت ام هي متعلقة  بمخصصات مالية فقط ؟

نعم كما ذكرتم لقد حقق المجلس طفرة في مجال الطباعة والنشر بطباعة نحو اربعمائة عنوان في شتى أجناس الأدب والفكر والفنون . ليس هذا فحسب بل الترويج و التعريف بالإبداع والمبدعين الليبيين داخل الوطن العربي وخارجه. ولدينا خطط طباعة ونشر متكاملة ولدينا عديد المخطوطات الجاهزة للطباعة بعد تقويمها من اللجان المشكلة لهذا الغرض. لكن سنعيد ماذكرناه آنفا أن عدم تخصيص ميزانية للمجلس ما عدا الرواتب هو الذي عرقل كل البرامج الطموحة للمجلس.

س / ماحصة المجلس من برامج التأهيل والدورات للعاملين به ؟

لعل الإجابات السابقة تصلح أن تكون إجابة على هذا السؤال المهم.نعم من ضمن أولويات المجلس تطوير مهارات العاملين سواء في مجال التنمية البشرية أو اللغات أو التقنيات الحديثة وغيرها لكن كل هذا يحتاج إلى إنفاق و الإنفاق يحتاج إلى ميزانيات.

س /  ينتقد المجلس بانه لا يهتم بالشباب وبان عدد بسيطا من المثقفين يستفيدون منه  باجابة صريحة الا يمكن القول ان المجلس ليس قريبا من الجميع ؟

إن كنت تتحدث عن الوضع الحالي للمجلس و مقره المحترق وعدم تخصيص ميزانية له والمحاولات اليائسة للاستيلاء عن مقره فهو فعلا بعيد عن الجميع والتعبير الأدق مبعد عن الجميع أما في الفترة السابقة فإن هذا الكلام غير دقيق فجميع مناشط المجلس الثقافية كان الشباب طرفا أساسا فيها ولعلك أنت شخصيا كنت عضوا في أكثر من نشاط وقد نظم المجلس ندوة موسعة عن أدب الشباب ونظم أكثر من أمسية لأدب الشباب. ليس في مجال الأدب فقط بل في مجال الفنون التشكيلية والمسرح والموسيقا.كما قام المجلس بطباعة عشرات العناوين لأدباء شباب ومنهم من أتاح له المجلس النشر لأول مرة.

 س / انتقاد آخر ان المجلس يعمل منذ وجوده بعقل مركزي ولا يتواجد في كل مدن البلاد ماهي البرامج والفعاليات التى قدمها المجلس لمثقفي المناطق ؟

هذا الكلام أيضا غير دقيق فأي متتبع منصف لمناشط المجلس وبرامجه سيجد أنه يعتمد على سياسة التوسع الثقافي الأفقي و يضيق المقام هنا عن ذكر جميع الندوات و المؤتمرات و المناشط التي نظمها المجلس في جل المدن والمناطق في وطننا الحبيب سواء بشكل مباشر أم بشراكة مع مؤسسات أخرى أو بدعمه الكبير لجل المهرجانات التي تنظمها المدن والمناطق ويحرص على رعايتها والمشاركة فيها بفاعلية كبيرة.

س / لايعلن المجلس سنويا عن مخططاته وعن استراتيجيته للعمل الثقافي لماذا ؟

لقد دأب المجلس طوال السنوات الماضية على لقاءات ثقافية موسعة يتم من خلالها دعوة شخصيات أدبية وفنية وإعلامية وثقافية وأكاديمية يتم في هذه اللقاءات عرض استراتيجية المجلس ومناشطه وبرامجه ويطرح حولها النقاش ويتم إثراؤها من خلال نقاشات ومداخلات المشاركين التي تؤخذ بعين الاعتبار ويحتفظ المجلس بجميع الخطط والبرامج والمناشط التي أعدت ونفذت خلال السنوات السابقة. أما في الفترة الأخيرة ونظرا للظروف التي لا تخفى عليكم أصبح من الصعوبة عقد مثل هذه اللقاءات. ونتمنى أن تتحسن الظروف المحيطة بمجلس الثقافة العام حتى يواصل دوره الثقافي التنويري المهم.

س / للثقافة دور كبير في محاربة التطرف ماهو المتاح للمجلس ليقوم بدوره ؟

إن أي نشاط ثقافي يقام و أي فاعلية أدبية فنية تنتظم تشيد سدا منيعا في وجه التطرف. وتفسد خططه وتحبط مكائده. سواء أكانت هذه الفاعلية مسرحية معرضا للفنون التشكيلية معرضا للزهور معرضا للتراث موسيقا غناء ندوة تنويرية هذه الأدوات الثقافية هي الأسلحة الناجعة في مواجهة التطرف المقيت. وهذه هي آليات مجلس الثقافة العام القادر على ممارستها وفق ما توافر عنده من خبرات وتراكم عنده من تجارب تجعل منه بيتا رائدا للخبرة والمشورة والأداء الثقافي متى اجتمعت له الظروف المناسبة وأتيح له المناخ المحفز ورصدت له الميزانيات الملائمة.

س / هل للمجلس برنامج لجمع التراث الليبي ؟

لقد أولى المجلس منذ إنشائه اهتماما كبيرا بالتراث وقام المجلس بتنظيم أكبر مهرجان للفنون الشعبية بمشاركة عشرات الفرق من كل المدن والمناطق اللببية وبالتوازي مع هذا النشاط الكبير انتظمت ندوات مهمة ذات علاقة بالتراث والفنون الشعبية وقد تم تجميع هذه المناشط غير المسبوقة بهذا الحجم في مجلد توثيقي يرصد واقع الفنون الشعبية في ليبيا إلى جانب التوثيق المرئي على أقراص مدمجة لكل المناشط التي شهدها هذا المهرجان الضخم  كما أصدر المجلس عديد العناوين المهمة ذات العلاقة بالتراث.

 س / هل يتميز العاملون بالمجلس بمرتبات ومزايا  تتناسب وطبيعة دورهم الوطني لاجل الثقافة ؟

ينطبق على العاملين بالمجلس ما ينطبق على العاملين بالمؤسسات الليبية وفق التشربعات النافذة ونأمل أن تتحسن جميع أوضاع المواطنين الليبيين في جميع المؤسسات بما يكفل لهم حياة كريمة.