لم تقف شركة الخليج العربي للنفط  عند صعوبة الظروف التي مرت بها البلاد ولم تعلق اعمالها او تسيرها بمحدودية ما تقيد به الصعوبات الامنية والاقتصادية والسياسية عمل شركة  ضخمة تنتشر اعمالها على جغرافية الوطن كالخليج العربي.

لقد كان مجرد التفكير في تسيير عمل كبير واستراتيجي متعلق بالنفط يعني الدخول في تحد كبير لايبدأ عند العمل وسط حرب وحقول في صحراء مفتوحة ولا ينتهي عند بلاد تتعدد فيها التجاذبات السياسية.  

كانت شركة الخليج العربي تنظر  الى دورها الوطني اولا واخيرا وترى ان تعليق الاعمال او تقليصها يعني تعطيلا للمستقبل واهدارا للزمن حيث  يتوجب عليها العمل من اجل نجاح قطاع يرتكز عليه مستقبل البلاد التى تعتمد على صادراتها النفطية الاستمرار لان أي توقف فيها يزيد من مأساة البلاد ويضيع فرصا كبيرة للمصلحة العامة.

لقد عملت الخليج العربي عندما علقت وقلصت شركات اجنبية اعمالها وقبلت الخليج العربي التحدي بان تحافظ على اعلى قدرة يمكنها العمل بها في كل الظروف.

كان التحدي لا يعني فقط  المستوى الاحترافي للادارة وقدرتها على تسيير عملها بنجاح بل يعني وبصورة اعمق الوعي بالدور الوطني لمهمتها

وكانت استراتيجية الشركة المتكاملة لإدارة العمل هي الالتفات الى الاستفادة من الوضع الامني المستقر في الحقول المؤمنة من القوات المسلحة العربية الليبية والمحافظة على مستوى الصادرات وكذلك اطلاع الشركات الاجنبية بكل نجاح امني يتمكن الجيش من تحقيقه ووضع الشركاء الاجانب في صورة الاستقرار من خلال العمل المستمر سواء في الحقول المنتجة او التى تحت التطوير.

المهمة في جانبها الخارجي مع الشركات الاجنبية  لم تكن سهلة قطعا وماكينة الاعلام الغربي ترسم صورة مبالغة عن الوضع الامني وتعممها عن ليبيا ولا تعطي المناطق المستقرة تحت سيطرة القوات المسلحة حقها من الضوء.

لكن الشركة نجحت بشكل مذهل بل واقنعت عددا من الشركات الاجنبية باتخاذ قرار العودة للعمل في الحقول الليبية.

نجاح نسلط عليه الضوء في حوار مع الاستاذ مهندس محمد بلقاسم بن شتوان رئيس لجنة الادارة لنكون في "بوابة افريقيا الاخبارية" أول صحيفة او موقع ليبي يحاور ادارة الشركة بعد عودة عدد من الشركات الاجنبية للعمل وكذلك الاعلان عن دخول حقل جديد للانتاج ما يزيد من الانتاج والاحتياطي  الاستراتيجي لليبيا.  

 نهنئكم بدخول الحقل الجديد ( vv ) إلى الانتاج وكان التحدي لعودته كبيرا حدثنا  عنه؟

نعم بفضل تم افتتاح حقل ( vv ) وهو مجموعة ابار اكتشفت عام 93 من ضمن الحقول المكتشفة وتحت التطوير وعددها ثمانية وهذا اول حقل يستكمل تطويره ويوضع على الانتاج وهناك خمسة او ستة ابار دخلت على الانتاج وستزيد انتاج الشركة نحو عشرة الاف برميل يوميا وهناك دراسة مكمنية اجريت على الحقل  وافادت بانه اقتصادي ويمكن الاعتماد عليه وتطويره والمتوقع بعد تطويره ان يصل الى نحو ثلاثين الف برميل  وهذا يعتمد على  استمرارية الحقل في الانتاج وحفر ابار تطويرية.

بكم قدر  عمر انتاجه ؟

العمر الافتراضي المتوقع للحقل 45 سنة ونحن في شركة الخليج  نفتخر بهذا الانتاج في هذه الضروف التى تمر بها البلاد وخصوصا مدينة بنغازي الا ان شركة الخليج لم تتوقف عن العمل ولا المشاريع ولا تطوير الحقول فهذا الحقل يعتبر ومنذ ثلاثين سنة اول حقل يتم تطويره وادخاله للانتاج  فمثلا حقل مسلة عندما تم اكتشافه تم ربطه كمحطة مؤقتة على حقل السرير وتسمى المحطة 4 واستمر لعدة سنوات الى ان تم تطويره الى حقل مسلة الذي ينتج نحو 90 الف برميل في اليوم  والحقيقة نحن نعلن انه تم الانتاج واجريت عليه بعض التجارب لعدة اسابيع والان الانتاج مستقر والوضع ممتازة  ونتمنى ان نستمر في تطوير الحقول الاخرى كامتياز ( م ن 4 ) الموجود في منطقة الحمادة وحقل سلطان القريب من الزويتينة  وهناك عدة حقول كما اشرت بالقرب من النافورة وهي( K و L  و Y  ) ونتوقع لو توفرت الميزانيات سيتم ربط هذه الابار وبذلك يزيد  ايضا انتاج شركة الخليج.

كانت هناك عملية اقناع موفقة للشريك الاجنبي للعودة والعمل في الموقع، حدثنا عن هذه الرحلة ؟

الحقيقة في البداية كانت شركة الخليج مستمرة في الانتاج ولم تتوقف  بجهد الوطنيين الليبيين الذين يتواجدون في الحقول ولكن بطبيعة الحال الحقول تحتاج الى خبرات وقطع غيار وللتعامل مع الشريك الاجنبي انتهزنا فرصة وجودنا في مؤتمر ليبيا النفطية الجديدة الذي عقد في اكتوبر عام  2015 في لندن وقد حضرت هذا المؤتمر وقدمت عرضا عن شركة الخليج العربي وتحدثنا عن  تأسيسها وعدد الحقول والوضع الامني  وحقيقة تحدثت عن الوضع الامني مركزا على أن هناك تعاون مع القوات المسلحة الليبية لتأمين الحقول وفعلا حقولنا مؤمنة لم تتعرض لهجوم من داعش او غيرها بفضل تواجد القوات المسلحة وحرس المنشئات النفطية في السرير والمسلة والنافورة وفي المؤتمر كانت الشركات التى لديها عقود مع الخليج حاضرة وتطرق مدير شركة الفروشتال الى السؤال عن الوضع الامني في حقلي المسلة والسرير فطلبت منه الحضور الى مدينة طبرق والى حقل السرير ومسلة وانا اتحمل أي المسئولية والحق ان مدير الشركة كان جريئا وبعث فريقا المانيا وجاءوا الى حقل مسلة    ووجدوا عن كثب أن الوضع الامني ممتاز ونقلوا الصورة لإدارتهم.

هل كان هناك تنسيق امنى  لاستقبالهم ام كان الوضع طبيعيا ؟

بصدق الوضع كان طبيعيا جدا الطائرة هبطت في مطار  طبرق استقبلهم مراقب ميناء الحريقة  وتفاجئوا بالوضع في طبرق واتصلوا بذويهم  من هناك ومكثوا يومين في طبرق الى ان تم اجراءات التصريح النفطي.

ماهي انطباعاتهم عن الوضع العام حسب ما يقولون لكم؟

كانوا مندهشين وقال احدهم انا لااعتقد اني في ليبيا  هذه ليست ليبيا التي اسمع عنها في النشرات الالمانية وذهبوا الى حقل السرير وهذا كان في شهر ديسمبر أي بعد شهرين من المؤتمر وانا قلت لهم لو تعتمدوا على كلام القنوات المغرضة لن تعملوا في ليبيا ثم وفي شهر يناير الماضي وصل الابرق مدير الشركة ولم تكن بنغازي مجدولة في زيارته وكان يريد الذهاب للسرير مباشرة وطلبت منه الحضور لبنغازي وحضر الى بنغازي بالفعل وفي مكتبي قال مندهشا أنا لست في بنغازي  اين الحرب انا اول ما سأقوله للألمان ان ما تقوله لكم القنوات الالمانية غير دقيق لقد كان مدير الشركة يشاهد الاستقرار الامني في المدينة ولذلك هو قادم في شهر مايو في زيارة رسمية معلن عنها واحقاقا للحق أن هذا جاء بعوامل التواصل مع الشركات ودور  الاعلام المحلي وان كان باللغة العربية ولكن يترجم والتواصل عن طريق الايملات ونقل الصور للمشاريع التى تنفذ وهم طبعا في قطاع النفط يعرفون ان الانتاج في طبيعته يحتاج الى عمالة في الحقول بالمئات والالوف حقل السرير مثلا به 500 مستخدم وحقل النافورة ايضا والحمادة ايضا والبيضاء وهذا يعني انه اذا كان هناك انتاج يعني ان هناك عمالة وشركات تموين وطيران وهذه الحركة لا تتوفر الا في وضع امني مستتب والحقيقة هذه اوصلناها لشركة مان توربو في سويسرا والتي كانت متقاعسة عن القدوم ولكن وعدو بالقدوم وصيانة التوربينات واطلعت شخصيا على المعدات في حقول النافورة ومسلة والسرير وسيتم ان شاء الله استكمالها قريبا وتركيبها وبذلك ستزداد الطاقة و نتمكن من زيادة الانتاج لان لدينا اكثر من خمسين بالمائة من الابار مغلقة بسبب نقص الطاقة.

ماهو انعكاس هذا النموذج العملي   على بقية الشركات الاجنبية في اوروبا وامريكا؟

اكيد نذكر على سبيل المثال شركة شلمبرجير التي باشرت في العمل بإجراء سرود كهربائية لآبار مغلقة وهذا يساعد في معالجة مشاكل الابار المغلقة وعندما نشرنا الخبر عن عمل الحقول اتصلوا بنا وقالوا هذه صور قديمة وتحققوا من الصور انها صور حديثة.

ولذلك شركات هلبرتون ووذر فور وبيكر هيوز والشركات العالمية بدأت بخطوات عملية للعودة للعمل في حقول شركة الخليج الى جانب الشركات الخدمية في مجال صيانة التوربينات والمضخات والخزانات وقد تمت صيانة اكبر خزانين في طبرق بعد توقف 12 سنة رغم ان الظروف في السابق افضل بكثير من الان  ولكن بفضل الله وجهود المستخدمين استطاعوا  زيادة السعة الى نحو مليون برميل في ميناء طبرق والان هناك شركات اجنبية تعمل في طبرق والسرير والحقيقة انه كانت هناك ناس مغيبة عن الصورة الواقعية في ليبيا  وهناك في ليبيا ايضا من لا يعرف هذا الكلام ونحن لا ينقصنا الا الدعم المادي والمعنوي ولكن حقيقة لابد من القول ان الوضع الامني لم يأتي بالسهولة والوضع الامني في بنغازي هناك رجال القوات المسلحة والاجهزة الامنية كانت داعمة لشركة الخليج.

هل هناك دراسات على احتياطيات استراتيجية اخرى ضمن منطقة امتيازكم ؟

لو نتحدث عن المكتشف والامتيازات التى لم يتم الاكتشاف فيها  بل تم المسح السايزمي ثلاثي الابعاد لدينا في جهة طبرق الامتياز 75 عادت الشركة للعمل فيه وتم استكمال نحو تسعين بالمائة واحتمال قبل شهر تكون الاعمال مستكملة، وسننتقل لامتياز 57 القريب من طبرق وايضا لدينا  امتياز قريب من البردي وفي السابق كان لدينا حقول مكتشفة عديدة في 2007  و 2008 و 2009 وايضا في التسعينات تم اختيار منها ثمانية حقول وبدأنا في 2005 و 2007 في العمل فيها ومن ضمنها ( vv ) ولو تحدثنا عن المكتشفة سيرجع احتياطي شركة الخليج وكأننا في بداية عملها سنة 1964 سواء من ربط الحقول المكتشفة او ربط الحقول المتطورة وايضا استخدام تقنية الاسترداد الاضافي.

ما المقصود بالاسترداد الاضافي ؟

معنى كلمة الاحتياطي هي كميات النفط المتواجدة  بالمكمن تتحرك حسب خواص الصخور الحاوية لهذا النفط وكذلك طبيعة المكمن من الغاز والماء والزيت وهو ما يعطي ما يعرف بمعامل الاسترداد لو قلنا فرضا ان معامل احد الحقول خمسين بالمائة فالاحتياطي مثلا 200 مليون من البراميل الموجودة بالمكمن والاحتياطي خمسين بالطرق الطبيعية الموجودة في الحقول الليبية خمسين بالمائة لا تستطيع انتاجه بالطرق العادية فالطرق الثانية هي طرق الاسترداد الاضافي وهذه التقنيات حديثة بدأت في الولايات المتحدة في مطلع الستينات ولكن الان تطورت تطورا كبير جدا وعن طريق استخدام ضخ غاز ثاني اكسيد الكربون والماء بحيث تستفيد من الخمسين بالمائة وبعض الحقول تستخدم فيها المواد الكيمائية  والحقول الليبية تحتاج لحقن الماء او ثاني اكسيد الكربون او الغاز الطبيعي او النيتروجين وهذا يحتاج الى تكلفة عالية وتحتاج الى وجود شركات اجنبية متخصصة ومجال الاسترداد الاضافي كالعملية الجراحية اذا لم يكن جراحا ماهرا بدلا من معالجة المرض بسبب كارثة لذا عندما نشارك شركة متمكنة سيكون في اسرع وقت وغير مؤثر على الميزانية وهذا يزيد الاحتياطي الاستراتيجي للدولة وتجلب شركات وتحدث نهضة اقتصادية لان الشركات تحتاج الى مياه  تحتاج الى استخدام الموانئ والى سيارات شحن وروافع ومصانع للغازات ولذلك يستوعب الكثير من العمالة وفرص العمل.

بعد هذا النجاح اقبال الشركات الاجنبية كيف يقيم ؟

بعد الزيارات والمؤتمرات والتواصل ووصول شركات اجنبية الحمد لله هناك شركات تسعى للعودة الى العمل ونقول بكل فخر شركة الخليج العربي كان لها دور كبير ليس فقط في مجال النفط الذي يمثل  ستين بالمائة من انتاج ليبيا الحالي ولكن لها دور كبير في اعطاء الثقة للشركات الاجنبية للعودة والثقة في التعامل وهي تتمتع بسمعة طيبة مع الشركات الاجنبية والمحلية وهذا مرده الى ان الشركة عريقة وقديمة في هذا المجال وتداولت على ادارتها خبرات من بعد التأميم عام1971 .