سلطت صحيفة ديلي ميل البريطانية الضوء على معاناة المهاجرين في ليبيا والدور الذي يلعبه خفر السواحل الليبي وبعض الميليشيات في هذا الأمر.

وقالت إن هؤلاء المهاجرين الأفارقة الذين يتعرضون للضرب يهرعون إلى  زورق مطاطي شديد الخطورة من أجل عبور البحر المتوسط في رحلة محفوفة بالمخاطر.

ويكشف هذا المشهد المذهل على شريط فيديو عن رعب المتاجرين بالأشخاص الذين يهربون المهاجري إلى أوروبا، وبشكل مدهش فإن قادة العصابات هم مسئولون في خفر السواحل يدفعون من قبل دافعي الضرائب البريطانيين لوقف التجارة الإجرامية المميتة.

وينفق الاتحاد الأوروبي بما في ذلك بريطانيا 160 مليون جنيه إسترليني في ليبيا لردع المهاجرين عن القيام بالرحلة التي غرق خلالها الآلاف بالفعل، من بينهم 784 شخصًا حتى الآن هذا العام فقط.

وقد ذهبت الأموال في توظيف وتدريب خفر السواحل وتزويدهم بمعدات الاتصالات والإنقاذ والقوارب والمركبات.

و لكن التحقيق الذي أجرته الأمم المتحدة وضع رئيس وحدة خفر السواحل في مدينة الزاوية الليبية على بعد 20 ميلاً تقريباً من العاصمة طرابلس بصفته أحد مهربي تهريب الأشخاص الذي يتعاون مع المجرمين الآخرين بمساعدة بعض أعضاء طاقمه.

ويستخدم عبد الرحمن ميلاد \31 عاما\ الذي قاتل في وقت ما مع المتمردين للإطاحة بالزعيم الليبي السابق معمر القذافي سفن دورية اشترت بأموال الاتحاد الأوروبي لمطاردة قوارب تحتوي على مهاجرين دفعوا لخصومه ويطلق النار عليهم ويغرق قواربهم.

ويقال أيضا إنه وعصابته أزاحوا المحركات الخارجية للقوارب المنافسة تاركينهم ينجرفون في البحر الأبيض المتوسط ​، كما هاجموا سفن الإنقاذ الدولية.

وأعلن مجلس الأمن الدولي فرض عقوبات مالية وسفر ضد ميلاد وخمسة آخرين ، مما أدى إلى تجميد أصولهم على الصعيد العالمي وحصرها في ليبيا - وهي المرة الأولى التي تستخدم فيها مثل هذه التدابير ضد المتاجرين بالبشر.

وهناك شخص آخر هو محمد قشلاف - مساعد مالي- وهو مسئول حكومي ليبي مسئول عن الأمن الخارجي في مصفاة النفط في الزاوية، كما انه  قائد ميليشيا النصر ويوفر الحماية لعصابة ميلاد.

ويدير مسلحون ميليشيا النصر مركز احتجاز غير مشروع للمهاجرين المحتجزين في البحر، وجد التحقيق الذي أجرته الأمم المتحدة ظروفاً غير إنسانية حيث تعيش النساء والأطفال في حالة "حرجة".

وكثير من المهاجرين يتعرضون في كثير من الأحيان للضرب ، حيث يُباع الرجال بالمزاد كعبيد في الأسواق المفتوحة وتُباع النساء لأغراض الجنس، وهناك تقارير عن عمليات اغتصاب ومرض ووفيات متعددة.

وليس فقط نشاطات ميلاد الممولة من دافعي الضرائب الأوروبيين - بل إنه ذهب إلى روما من أجل ورشة عمل مولها الاتحاد الأوروبي في مايو من العام الماضي ، حيث يقيم في فندق كلوديو ذو الأربع نجوم.

وبحسب ما ورد تخرج من الأكاديمية البحرية الليبية قبل ست سنوات ثم شكل ميليشيا مع أعضاء آخرين من قبيلة أولاد بو حميرا، وسيطر على الميناء وأعلن نفسه كرئيس لخفر السواحل.

وهناك أيضا أمير الحرب أحمد عمر الدباشي - المعروف باسم العم - ​​مدرج أيضا في قائمة العقوبات، وتسيطر ميليشياته على الشواطئ حيث يتكدس المهاجرون في قوارب واهية بالليل.

وكان هناك تبادل لإطلاق النار بين العصابتين  وجثت الجثث في وقت لاحق على ساحل الزاوية أو وجدت ملقاة في الصحراء.

ويوصف ليبي رابع وهو مصعب أبو قاران بأنه شخصية أساسية في الاتجار بالبشر مع شبكات في ليبيا وأوروبا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى هو مدرج في العقوبات.

ويقال إن اثنين من الإريتريين  وهما فيتو عبدالرزاق وإرمياس جرماي - الذي يوصف بأنه زعيم شبكة تهريب عبر وطنية عشرات الآلاف من الناس - قد جمعوا ثروة هائلة من خلال استغلال المهاجرين في ليبيا. هم أيضا الآن تحت العقوبات المالية والسفر.

ورحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بالجزاءات قائلاً "يجب أن تكون هناك مساءلة عن الاستغلال وانتهاكات حقوق الإنسان".

و لقد ذهبت الولايات المتحدة إلى أبعد من ذلك وفرضت عقوباتها الخاصة، وقال وكيل وزارة الخارجية الامريكية  لشئون الإرهاب والاستخبارات المالية سيجال ماندلكر "لقد تعرّضت مجموعات التهريب الوحشية هذه للتعذيب وسرقة واستعباد المهاجرين الذين يبحثون عن حياة أفضل".

وقال بيان صادر عن وزارة الخزانة إن أحد أفراد وحدة خفر السواحل في ميلاد ووحدته صوره المهاجرين المهاجمين على متن زورق مطاطي صغير، مضيفا "لقد شارك ميلاد وأفراد آخرون في خفر السواحل بشكل مباشر في غرق القوارب المهاجرة باستخدام الأسلحة النارية ، بعضهم أفيد أنه في محاولة لتقويض أعمال تهريب منافسيه".

وتهدف ميزانية الاتحاد الأوروبي البالغة 160 مليون جنيه إسترليني إلى التركيز على حماية المهاجرين واللاجئين. بالإضافة إلى ذلك ، فإنها تدعم عملية صوفيا ، وهي المبادرة البحرية التي بدأت في عام 2015 بهدف وقف الاتجار بالبشر في منطقة البحر الأبيض المتوسط.

وقد تم تمديد تفويضها حتى ديسمبر وتوسعت لتشمل تدريب خفر السواحل الليبي، وتساهم الدول الأعضاء في المبادرة وأسطول الدوريات على حسابهم الخاص.