يعد عدم الاهتمام أو عدم الشعور بأي استمتاع عند ممارسة أنشطة مبهجة، واحدا من أكثر أعراض الاكتئاب شيوعا، فالشخص المصاب بالاكتئاب لا يتطلع إلى أي شيء، ولا يسعد حتى بالأمور التي كان يستمتع بها من قبل، ولا يجد أي متعة أو رغبة حتى في الملذات الأساسية في الحياة مثل الطعام.

في هذا الصدد، أعادت دراسة جديدة أجرتها راشيل هيرشنبرج، الباحثة بجامعة ايموري في ولاية جورجيا الأمريكية، بعنوان "أعراض الاكتئاب وتوقع أحداث مفرحة في الحياة اليومية"، النظر في "الحالة المزاجية الإيجابية" عند عينة من الشباب.

وأشار البحث، إلى أن معظم الدراسات التي تظهر "وهن الحالة الإيجابية للمزاج" للمصابين بالاكتئاب، أجريت في المختبر واستخدمت محفزات إيجابية (مشكوك في أهميتها في الحياة الحقيقية): مثل عرض صور إيجابية، تعبيرات وجوه سعيدة، أشرطة فيديو مسلية، أو تلقي مكافآت نقدية صغيرة.

ورصدت الدراسة تأثير الأحداث اليومية الحقيقية على مزاج عينة من الشباب، اعتمادا على مستوى الاكتئاب الذي يعانون منه، سعيا لمعرفة ما إذا كان الشباب الذين يعانون من مستويات عالية من الاكتئاب يتحسن شعورهم عندما تحدث لهم أمور جيدة، وقام المشاركون في الدراسة بتقديم تقارير حول أعراض الاكتئاب التي يمرون بها يوميا و"لحظات الابتهاج اليومية" (على سبيل المثال، التمتع بوقت مع الأصدقاء وممارسة الرياضة) من خلال بوابة إلكترونية، ما سمح للباحثين بتحليل طريقة ارتباط تغير المزاج ارتفاعا وهبوطا، بالأحداث اليومية ذات الصلة.

وأظهرت التحليلات أن من لديهم مستويات أعلى من الاكتئاب يحدث لهم تحسن كبير للأفضل في حالتهم المزاجية من الأحداث اليومية الإيجابية، وعلى النقيض من نتائج الدراسات المختبرية، فإن الشباب الذين بدأوا الدراسة - وهم أكثر اكتئابا - تحسنت حالتهم المعنوية بصورة أكبر عند وقوع أحداث جيدة لهم، ما حدث لدى من يعانون من مستويات منخفضة من الاكتئاب أو لا يعانون من الاكتئاب على الإطلاق.

وأرجعت الدراسة ذلك جزئيا إلى أن الأشخاص الذين بدؤوا بمستويات أعلى من الاكتئاب لديهم مجال أكبر لتحسن حالتهم المزاجية، كما أكدت الدراسة أن الأحداث المتعلقة بالتواصل مع الآخرين كان لها أكبر الأثر على تحسن المزاج.