يتواصل للشهر الرابع على التوالي انقطاع جميع وسائل الاتصال الهاتفية أو عبر الانترنت على كامل مدينة سرت وضواحيها الممتدة على مساحة 40 ألف كيلومتر مربع تقريبا وهي الرقعة التي يسيطر عليها تنظيم داعش وسط ليبيا.

ومنذ أن أعلن تنظيم داعش الإرهابي سيطرته على كامل سرت وضواحيها في منتصف يونيو الماضي، قام بقطع الاتصالات الهاتفية بعد أن صار يتحكم بالمقسم الرئيس التابع لشركة الاتصالات الهاتفية بالمدينة.

وسهل هذا الإجراء وبدرجة كبيرة من سيطرة التنظيم على مدينة سرت، حيث عزل السكان بشكل تام عن المدن الليبية الأخرى، وارجع بهم الزمن مئات السنين إلى الوراء. 

وقال أحد السكان لبوابة إفريقيا الإخبارية، إن تنظيم داعش رخص بفتح مكاتب اتصالات عبر الانترنت بالأقمار الصناعية يشرف عليها بنفسه لتمكين السكان وعناصر التنظيم من الاتصال بالعالم الآخر في الظروف الطارئة.

وأضاف، صار لزاما على سكان سرت قطع مسافة 150 كيلومتر شرقا أي حتى مدينة رأس الأنوف لإجراء مكالمة بالهاتف الجوال، أو الاتجاه غربا 140 كيلومتر حتى بلدة ابوقرين أو حتى ضواحي الجفرة 150 كيلومتر جنوبا.

وأكد مواطن آخر، أن تنظيم داعش في سرت يتجه إلى منع اقتناء أجهزة استقبال البث الفضائي "الستالايت"، حيث بدأ خطبائه على منابر المساجد في دعوة الناس على التخلص منها، والتذكير بحرمة مشاهدتها حسب معتقدهم.

وأوضح، أن التنظيم قد منع منذ فترة التدخين، وأغلق مقاهي "النرجيلة"، التجوال أثناء وقت الصلاة، وأقفل مكاتب تحرير العقود واشترط توقيع العقود والمعاملات بين الناس لدى المحكمة الشرعية التابعة له. 

ويضاف إلى ذلك الأزمات الكارثية التي تعانيها مدينة سرت، حيث أغلقت المصارف أبوابها منذ أشهر وضاعت مرتبات الموظفين الحكوميين بين مصارف البلاد في شرقها وغربها وجنوبها.

وبسبب هذه الأوضاع أيضا، أصبحت المستشفيات والمرافق الصحية عاجزة عن تقديم ابسط الخدمات العلاجية بعد مغادرة الأطقم الطبية المدينة، ناهيك عن انعدام الأدوية والأمصال وتطعيمات الأطفال ما ينذر بكارثة إنسانية وشيكة بالمدينة.

وينتظر سكان سرت والمناطق المجاورة لها من ابوقرين حتى بن جواد، معجزة إلهية تخلصهم من تنظيم داعش الذي بات بحسب تقارير دولية يتمدد في البلاد وتتساقط البلدات الصغيره أمامه وسط ليبيا كأحجار الديمنو واحدة تلو الأخرى. 

ويرى مراقبون التنظيم الإرهابي استغل الانقسام السياسي والصراع العسكري الدائر في معظم مناطق ليبيا منذ اربع سنوات، حتى أصبح قوة كبيرة من الصعب على بلد متشظي كليبيا هزيمته في وقت قريب.

ومؤخرا أصدر التنظيم "وثيقة المدينة" التي تعد بمثابة دستور ينظم الحياة العامة في مدينة سرت تضمنت 13 مبدأ شرعيًا وقاعدة إسلامية أوجب التنظيم الالتزام بها.

ويقول التنظيم في الوثيقة إنه سيعامل الناس وسيكونون في أمان، وإن الأموال التي كانت في قبضة الحكومة المرتدة سترجع جميعها لبيت مال المسلمين.

وأعلن التنظيم بحسب الوثيقة رفضه للأحزاب والمجالس والتجمعات والرايات بأنواعها، وحث النساء على "الحشمة والستر والالتزام بالزي الجلباب الفضفاض والخمار وملازمة البيت وترك الخروج إلا عند الحاجة".

وحذرت الوثيقة سكان سرت من التواصل مع ما وصفتها بـ"الحكومات المرتدة والطواغيث"، كما وصفت مؤسسات الجيش والشرطة بــ"الأجهزة الكفرية"، ومنتسبيها بــ"المرتدين"، ودعتهم للحضور لـ"التوبة" وتوعدت من أصر على عدم الحضور بــ"القتل".