تناقل نشطاء عراقيون مقاطع فيديو لعدد من الطائرات المروحية بعضها مقاتلة وأخرى مخصصة لنقل الجنود والأفراد، وهي تطير على ارتفاع منخفض في منطقة جبلية مفتوحة، قالوا إنها طائرات أمريكية تحوم فوق منطقة "تلال حمرين" بمحافظة ديالى العراقية.

ومن خلال المقطع المرئي تظهر الطائرات وهي تتجه صوب منطقة سكنية، قال بعض النشطاء أنها تتجه إلى منطقة يتواجد بها عناصر داعش، لتقوم ينقلهم من مناطق الاشتباكات بعد تعرضهم لخسائر فادحة وتحرير المنطقة منهم.

من المؤكد أن مثل هذا المقطع المرئي الذي في حاجة للتدليل على صدقيته، وتارخ ومكان تصويره، ليس كافيا لإثبات تورط القوات الأمريكية في التعاون مع عناصر التنظيم الإرهابي، ولكنه يبقى بمثابة قرينة يمكن الاستدلال بها في عمليات البحث عن إجابات بعض الأسئلة الحائرة التي تغلف ظهور عناصر تنظيم داعش الإرهابي، في عدة أماكن بشكل مفاجئ لا يمكن أن يتم إلا بترتيبات لوجيستية كبيرة، ودعم من مؤسسات لها قدرة عملية وغطاء سياسي قوي، كأن يتم انتقال عناصر التنظيم بالمئات بين عدة دول بعضها يتباعد لألاف الكيلومترات كسوريا وليبيا مثلا، إضافة لقدرة العناصر نفسها على الاختفاء أوالعبور من الاشتباكات بعد التضييق عليها، كما حدث في مدينة سرت الليبية خلال معارك ما عرف بعملية البنيان المرصوص خلال عام 2016.

ففي مدينة سرت أكدت مصادر محلية أنه عند اشتداد المعارك، وبدء عمليات التضييق على عناصر التنظيم في حدود مدينة سرت، بدأ قادة وعدد كبير من عناصر التنظيم في التسلل إلى خارج المدينة في مجموعات أشبه ما تكون بالمواكب العسكرية، في شكل مثير للشكوك حول جدية الحصار الذي كانت تقوم به قوات المجلس الرئاسي في حينها، وتحت نظر ومراقبة سلاح الجو الأمريكي الذي كان وقتها ينفذ عملية عسكرية معلنة تحت مسمى "برق الأوديسا".

ولعل الرابط الأهم بين حالتي تواجد وخروج عناصر داعش في المدن العراقية والليبية، هو عمليات الدخول والظهور في مناطق ومدن بعينها وبشكل مفاجئ بدون مقدمات، ثم الخروج والتسلل بعد استنفاد العمليات القتالية، والعامل الثابت في كل الحالات هو الدخول المجهول والخروج تحت نظر وفي حضور القوات الأمريكية.