تباينت آراء عدد من المثقفين والنخب السياسية الليبية حول خطة مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة، ما بين متفائل حذر، ومحذر منها، وفريق ثالث يرى فيها الخلاص دون تبيان سر هذه الثقة.

الكاتب الصحفي فتحي بن عيسى والمستشار السابق لرئيس المجلس الرئاسي قال : " في رأيي خطة سلامة بهذا الشكل ستؤدي إلى مزيد من الندامة"، واصفا الخطة بأنها "كلام جميل يدغدغ العواطف فأنا أتفهم الاستبشار به بعد أن وصلنا إلى ما بعد الدرك الأسفل"، مختتما بالقول "يبقى كلام جميل في غياب الاليات الملزمة والأجوبة الواضحة عن كيفية التطبيق"

إلا أن رئيس بورصة ليبيا السابق سليمان الشحومي رأى في الخطة "خروج من المأزق الحالي، رؤية جديدة وسحب للبساط من تحت اقدام الجميع"، مبينا سر تفاؤله بالقول "الأمم المتحدة ستكون في مقعد القيادة هذه المرة ولن يكون لأحد ان يعطل المسار المرسوم للوصول الي استعادة الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي في ليبيا"

ويذهب الكاتب الصحفي رئيس تحرير بوابة الوسط بشير زعبية إلى القول بأن "سلامة يستحضر صيغة الـ«لوياجيركا» الأفغانيّة تحت مسمى المؤتمر الوطني ويقفز فوق كل الأجسام السياسية الموجودة، ويتركها وراءه، ويعيد مسودّة الدستور إلى الهيئة «للتنقيح» بعد عرضها على المؤتمر"

فيرد المستشار السياسي السابق في المجلس الرئاسي موسى قريفة بالقول " نريد خارطة طريق عملية بعيون ليبية وليست بعيون لبنانية بنظرات أممية"، شارحا ملامح الخارطة بالقول "تبدأ بالتحاق كل النواب المقاطعين بمجلس النواب وتفعيل جلسات مجلس النواب، وتشكيل حكومة وطنية بعيدة عن المحاصصات الإقليمية، ثم رمي اتفاق الصخيرات وفكرة المجلس الرئاسي في حجرة تاريخ الفشل السياسي، بالإضافة إلى اعادة تقويم هيئة صياغة الدستور والمسودة المقدمة وتطويرها وعرضها للاستفتاء، وصولا إلى  اجراء انتخابات برلمانية ورئاسية وفقا لمقرارات لجنة فبراير اذا تعذر التوافق في وقت قريب على مسودة للدستور قابلة للطرح على الاستفتاء"، معتبرا ما يحدث الآن "اجترار الفشل وتمديد سنة سياسية مجهولة النتائج والابتعاد عن مجال التأثير والتسويات الدولية والاممية"

أما رجل الأعمال الليبي الأصل الأمريكي الجنسية محمد بوبصير فيرى أن سلامة " استوعب ما يريده الليبيون، ووصل لقناعة بأن التشكيلات الرئيسية وقياداتها في المشهد الحالي عائق في سبيل التوصل الى اتفاق يخرج البلاد من الازمه، فهم يبحثون فقط عن مصالحهم وتطلعاتهم بين أنقاض البلاد"، وهو ما دفع سلامة بحسب بوبصير إلى استعادت "زمام المبادرة منهم ومن تشكيلاتهم"

وهو ما يخالفه فيه الصحفي عبد الكريم الرقيعي الذي يرى في الخطة لا تحمل جديدا ويعتقد أن "الرابح هو غسان سلامة ومجموعة تجار السياسية المحلية والعربية وحتى العالمية منها"، مؤكدا بأن "مشكلة السيولة ستبقى تراوح في مكانها ومكانة الطوابير محفوظة والغلاء ينخر عظام الجياع"

في حين يصف عضو حراك شباب مصراتة سليمان البيوضي الخارطة بأنه مأساة موضحا بالقول "الهدف من الخطة تمديد الاتفاق السياسي لعام جديد؛ وإنتاج رئاسي ثلاثي ورئيس حكومة جديدة"، موضحا بأن "إدماج المسلحين فهدفه رسم حدود أقاليم ليبيا وتخريط مناطق النفوذ المحلي والدولي؛ أما المؤتمر العام للمصالحة هدفه ان يصعب الكل مع الكل ضد الكل"، مؤكدا بأن "هذه الخطة ليست إلا خطوة للمرور بِنَا للمجهول"

أما الدبلوماسي الليبي عصام فطيس فيقول أنه يشعر "بتفاؤل حذر"، مبينا هذا الشعور بالقول "ما تمخض عنه اجتماع الأمم المتحدة حول ليبيا بالأمس قد يساهم (تحت قد ) مليون خط يسهم في حلحلة (وليس حل ) الأوضاع في ليبيا"، متوافقا مع رأي بن عيسى بالقول "تظل هناك بعض التفاصيل الصغيرة التي تقلقني ولكن احتفظ بها لنفسي وحتي لا أفسد المزاج العام ؛لنكن متفائلين بحدوث الحلحلة والانفراج لأزمة صنعت في الخارج ؛ في انتظار ردود فعل الفرقاء بعد 72 ساعة واللاعبين الرئيسيين لتكتمل الصورة "

ويرى عضو المجلس الانتقالي السابق عن مدينة العجيلات المختار الجدال في خطة سلامة بأنها مجرد هراء.