قال المبعوث الخاص لجامعة الدول العربية إلى ليبيا صلاح الدين الجمالي, في حديث حصري ل "بوابة إفريقيا الإخبارية" بخصوص الزيارة التي أداها أمس الأربعاء إلى طرابلس, إن اللقاء الذي جمعه برئيس المجلس الرئاسي فائز السراج كان مفيدا, موضحا أن السراج أكد خلال اللقاء أن المرحلة التي تمر بها ليبيا دقيقة و أن الدور الذي تقوم به الأمم المتحدة إزاء الملف جيد, مشددا في الأثناء على أنه يعول كثيرا على دور جامعة الدول العربية لحلحلة الأزمة في ليبيا بالنظر إلى أن الجامعة تتفهم أكثر من غيرها الوضع في هذا القطر, بالإضافة إلى أن دول الجوار تمتلك علاقات وطيدة مع مختلف مكونات الشعب الليبي و الفاعلين السياسيين فيه.

و أضاف الجمالي أن السراج أكد له خلال اللقاء أن حكومة الوفاق ليست طرف نزاع في الصراع, و أن هدفها إيصال ليبيا إلى بر الأمان و إعادة دور الدولة الليبية في صيغة متطورة, مبينا أن السراج بصدد التفكير في صياغة خارطة طريق لتحريك الموقف السياسي في ليبيا بغاية إنهاء حالة الجمود التي تسم المشهد هناك, كما أنه يعتبر أن الأزمة لا يجب أن تتواصل أكثر حتى يستعيد الشعب الليبي حياته الطبيعية باعتبار أن الليبيين لم يعد بمقدارهم تحمل الأوضاع الأمنية و الإقتصادية الصعبة التي تعيشها بلادهم.

كما كشف المبعوث الخاص لجامعة الدول العربية المكلف بالملف الليبي أن السراج أعلمه بدعمه الكامل للمبادرة التي طرحها الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي لحلحلة الأزمة في إطار دول الجوار الثلاث, مضيفا أن السراج اعتبر المبادرة التونسية نواة للتحرك العربي الذي يأمل أن يشمل كل الدول العربية لحلحلة الأزمة.

و في سياق متصل, كشف الجمالي, في حديثه ل "بوابة إفريقيا الإخبارية" اليوم الخميس 23 فيفري/فبراير 2017, أنه سلم السراج رسالة خطية من الأمين العام لجامعة الدول العربية, أكد فيها دعم الجامعة للعملية السياسية في ليبيا و حرصها التام على عودة الإستقرار و الأمن في هذا القطر.

أما عن اللقاء الذي جمع المبعوث الخاص للجامعة العربية إلى ليبيا برئيس مجلس الدولة عبد الرحمان السويحلي, فأشار الجمالي إلى أن المجلس الأعلى للدولة حريص على تحريك الحياة النيابية و التسريع بتفعيل عملية الوفاق لأنه يعتبر أنه لا يمكن حلحلة الأزمة إلا بالوفاق.

و أضاف الجمالي أن مجلس الدولة يعول على دور جامعة الدول العربية في حلحلة الأزمة الليبية, و ذلك بحكم علاقات الجيرة و التاريخ التي تربط الدول الأعضاء بالجامعة بالشعب الليبي و بحكم أن الوضع في ليبيا يهم الأمن القومي العربي و الإقليمي, مبينا في الصدد ذاته أن المجلس الأعلى للدولة على ثقة تامة بأن الدول العربية ستقوم بدور متوازن و يخدم المصلحة العليا لليبيا, و ذلك بالتعاون مع مختلف الأطراف المكونة للمشهد السياسي في هذا القطر.

و لفت الجمالي إلى أن السويحلي شدد خلال اللقاء على أهمية دور المبادرة التونسية لحلحلة الأزمة ضمن الية دول الجوار, كما أنه يتطلع إلى نجاح المبادرة التونسية في مساعدة الليبيين على الخروج من الأزمة.

و بخصوص ما عاينه ميدانيا خلال زيارته إلى طرابلس, قال الجمالي إن الوضع الأمني هناك عادي، إلا أن الركود الإقتصادي يخيم على المدينة, موضحا أن ما يلاحظ في طرابلس هو تعثر الحركة الإقتصادية و توقف المشاريع و ضعف حركة السيارات, و كذلك الشأن بالنسبة لحركة المواطنين.

أما عن تقييمه لدور القائد العام للجيش خليفة حفتر في حلحلة الأزمة و في مستقبل ليبيا, فأشار المبعوث الخاص للجامعة العربية إلى ليبيا إلى أن حفتر شخصية لها وزنها, مضيفا أن الجيش الليبي بقيادة حفتر حقق إنجازات هامة ضد الإرهاب, و هو ما جعل المنطقة الشرقية منطقة امنة.

و تابع بأن القائد العام للجيش أثبت أنه يساهم بشكل هام في بناء مستقبل ليبيا الجديدة و تحقيق امال شعبها.

و بالنسبة لحظوظ نجاح المبادرة التونسية للتسوية الشاملة في ليبيا, لفت الجمالي إلى أن المبادرة مهمة جدا بالنسبة لليبيا لأنها تأتي في وقت تعثرت فيه المساعي الأخرى و طال فيه أمد الأزمة و تردي الأوضاع الأمنية و الإقتصادية, إلى جانب وجود تهديد باللجوء إلى العنف السياسي الذي يمثل خطرا على البلاد.

و أكد المبعوث الخاص لجامعة الدول العربية إلى ليبيا أنه لاحظ خلال زيارته إلى طرابلس تفاؤلا و تأييدا كبيرين من جميع الأطراف و الرأي العام في ليبيا للتحرك الثلاثي لدول الجوار لحلحلة الأزمة.