إبراهيم هو الاسم الذي اختاره الشاب البريطاني جاك ليتس صاحب العشرين عاما لنفسه، بعد أن قرر الفرار إلى سوريا والانضمام إلى "داعش"، ليصبح أول بريطاني لا ينتمي لأصول أجنبية يحمل السلاح مع التنظيم المتشدد.

ففي سبتمبر 2014، ودّع جاك والده الذي يعمل في الزراعة وأمه محررة الكتب اللذين يعيشان في أوكسفورد جنوبي بريطانيا، وأخبرهما أنه اعتزم السفر إلى الكويت لتعلم اللغة العربية، لكنه غادر إلى سوريا طبقا لرواية صحيفة "دايلي ميل" البريطانية.

وانضم جاك إلى نحو 750 بريطانيا سافروا للقتال إلى جانب "داعش" في العراق وسوريا، ينتمون جميعا - باستثنائه - إلى أصول أجنبية، وقتل منهم حوالي 100 شخص في القتال الدائر بالبلدين.

و"الجهادي جاك" حاليا أحد مسلحي الجبهة الأمامية لـ"داعش"، ويعيش مع زوجته العراقية وابنهما محمد في مدينة الفلوجة العراقية غربي بغداد، بعد فترة قضوها في مدينة الرقة المعقل الرئيسي للتنظيم في سوريا.

ويقول زملاء جاك في الدراسة إنه كان رياضيا وعاشقا لفريق ليفربول الإنجليزي، ووصف أحد زملائه القدامى جاك بـ"مهرج الفصل" في إشارة إلى خفة ظله، مشيرا إلى أنه كان محبوبا بين الطلبة.

في السابق كان جاك ملحدا، واعتاد شرب الكحوليات وتدخين سجائر الحشيش مع أصدقائه، كما كان يحب فن الرسم على الجدران "غرافيتي"، حسب صديق مقرب له يرى أن انضمامه إلى "داعش" كان صدمة للجميع.

ويعتقد أن جاك بدأ يهتم بأمر الشرق الأوسط مع تصاعد موجات الاحتجاج التي عرفت باسم "الربيع العربي" عام 2011، وبعد أن أعلن إسلامه بدأ تعلم اللغة العربية وواظب على حضور الدروس الدينية في مسجد قريب، وغير اسمه إلى إبراهيم نسبة إلى اسمه الأوسط."

إلا أن كثيرين من معارف جاك قالوا إنه تعلم التطرف في جلسات خاصة خارج المسجد، الذي لم يكن مسؤولا عن تشدده الديني.

وقبل أن يسافر جاك إلى سوريا، كان الشاب قد أنهى بالفعل إجراءات تجنيده لدى صفوف "داعش" عبر الإنترنت، وهناك استقبله المسلح الذي يحمل الجنسية البريطانية عمر حسين.

ورفض والدا جاك التعليق على ما فعله ابنهما للإعلام، لكن مصدرا قريبا منهما نقل لصحف بريطانية قلقهما الشديد على سلامته بعدما أخبرهما أنه في سوريا، وأن العامين الماضيين كانا أشبه بالكابوس بالنسبة لهما.