شددت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، أمام الأمم المتحدة، على ضرورة الدفاع عن النظام العالمي القائم على الأسس والقوانين وعن مؤسساته التعددية.

ويأتي ذلك غداة خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من المنبر نفسه وأشاد فيه بالسيادة الوطنية.

وقالت ماي في خطاب لها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن تحديات خطيرة متعددة تواجه الدول الاعضاء في المنظمة الأممية من "استخدام سوريا للسلاح الكيميائي ضد شعبها" وصولا إلى "الإرهاب" و"المساواة الاقتصادية"، ودعت الى توحيد الجهود.

وأضافت: "أعتقد أن السبيل الوحيد امامنا للرد على هذه المجموعة الواسعة من التحديات هو ان نقترب من بعضنا البعض وان ندافع عن النظام العالمي الذي عملنا جاهدين لانشائه وعن القيم التي نؤمن بها، لأنها القيم الاساسية التي نتشارك بها، قيم الإنصاف والعدالة وحقوق الانسان، التي خلقت الهدف المشتركة بين الدول للعمل معا من اجل مصلحتنا المشتركة وتكوين النظام المتعدد".

وتابعت: "هذا النظام القائم على القوانين الذي قمنا بتطويره يساعد على التعاون الدولي الذي يمكننا من خلاله حماية هذه القيم".

وشكلت تعليقات ماي تباينا صارخا مع خطاب ترامب الذي استخدم فيه مصطلحات متعددة تعبّر عن "السيادة" أكثر من 20 مرة، واعتبر ان "الدولة القومية تبقى الوسيلة لرفع مستوى الانسان".

وتعد قومية ترامب ابتعادا عن عقود من الدعم الأمريكي للتعددية، ما دفعه الى التخلي عن اتفاق تجارى دولي عبر الأطلسي اضافة الى تهديده بالانسحاب من اتفاقية المناخ في باريس والاتفاق النووي مع إيران.

وبدت ماي على النقيض من ترامب في إشارتها خلال خطابها الى اتفاقات التجارة الحرة الدولية كأمثلة على نظام عالمي يستند إلى القوانين التي تضمن السلام والرخاء.

ومن المقرر أن تطير ماي بعد خطابها مباشرة الى لندن لتترأس اجتماعا لحكومتها حول اجراءات انسحاب بلادها من الاتحاد الاوروبي، وهو المؤسسة الدولية التعددية الأبرز في العالم.