قال متحدث باسم حركة النهضة الإسلامية في تونس، أمس الثلاثاء، إن دفع الحزب بمرشح يهودي للانتخابات البلدية المقبلة، تأكيدًا لسياسة الانفتاح، وفصل النشاط السياسي عن الدعوي للحركة، حسب ما نشرته وكالة الأنباء الألمانية دبا.

وأثار قرار الحزب، الشريك في الائتلاف الحكومي تقديم المرشح اليهودي المستقل "شيمون" سيمون سلامة، في الانتخابات البلدية المقررة في مايو عن دائرة المُنستير، جدلًا في تونس لتعارضه نظريًا مع القاعدة الفكرية للحزب ذي المرجعية الإسلامية.

لكن المتحدث باسم الحزب والنائب في البرلمان، عماد الخميري، أوضح في تصريحات أن الترشيح خطوة عادية في الحزب، ولا يتضارب مع سياسة الانفتاح على المستقلين بغض النظر عن ديانتهم.

وقال الخميري: "ظهر جدل في تونس- لكن لما لا؟ لا نرى أي إشكال- حركة النهضة حزب تونسي وطني وهو منفتح على المستقلين.. نحن نرى أن سيمون يمكن أن يكون مفيدًا وعنصرًا فاعلًا للوطن وفي دائرته البلدية".

وكانت حركة النهضة أعلنت في مؤتمرها العاشر في 2016، قرارها فصل الأنشطة الدعوية عن البرامج السياسية للحزب في خطوة تهدف إلى طمأنة شركائها في الحكم لاحترام مدنية الدولة وإعلاء قيم الجمهورية.

ولكن المعارضة اليسارية والليبرالية دائمًا ما تعلن عن تحفظها على سياسة الحزب الإسلامي، وتتهمه بمحاولات تغيير ممنهج لنمط عيش التونسيين وهو ما تنفيه الحركة.

وقال الخميري الثلاثاء: "ترشيح سيمون يؤكد قرار المؤتمر كما يؤكد رغبتنا في الانفتاح أكثر على الكفاءات الوطنية المستقلة".

وتملك الطائفة اليهودية بصمتها في تاريخ تونس رغم انحسار عددها إلى نحو ألفين أو أكثر، منذ اندلاع الحروب العربية الإسرائيلية وهجرة الآلاف من تونس.

وفي الاحتفالات السنوية بمعبد الغريبة الشهير بجزيرة جربة، ظهر نواب من حركة النهضة الإسلامية يتقدمهم القيادي البارز نائب رئيس البرلمان عبد الفتاح مورو، وسط الزائرين اليهود في خطوة لترسيخ انفتاح الحزب.

وتجري تونس أول انتخابات بلدية منذ بدء الانتقال السياسي في البلاد عام 2011، في مايو المقبل، والتي ستشهد مشاركة الأمنيين والعسكريين لأول مرة في الاقتراع.

وهذه أول انتخابات تشارك فيها حركة النهضة، التي كانت حزبًا معارضًا لنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي ومحظورًا طيلة فترة حكمه حتى عام 2011.