نقلت صحيفة « الخبر » الجزائرية في عددها لليوم الثلاثاء عن  مصدر وصفته بالعليم بأن وزارة الدفاع التونسية طلبت مساعدة الجزائر من أجل تقليل الخسائر الناجمة عن العبوات الناسفة والمتفجرات المدفونة التي يستعملها الإرهابيون ضد قوات الأمن والجيش في تونس. وقال مصدر أمني رفيع إن تونس طلبت مساعدة الجزائر من أجل التقليل من خسائر الجيش التونسي الناجمة عن استعمال المتفجرات والمفخخات والعبوات الناسفة.

وأضافت الصحيفة أن وزارة الدفاع التونسية طلبت بصفة عاجلة من الجزائر المساعدة التقنية للتعامل مع المتفجرات المدفونة والعبوات الناسفة، التي يتم التحكم فيها عن بعد، والتي استعملتها جماعات إرهابية في مواجهة الجيش وقوات الأمن في تونس، خاصة في مرتفعات الشعانبي. وقال مصدر أمني رفيع إن تونس أبلغت الجزائر أن جيشها يحتاج بصفة عاجلة لتجهيزات يتم تركيبها على عبرات عسكرية، يتمكن عن طريقها طاقم العبرة من اكتشاف الألغام والمتفجرات المدفونة تحت الأرض قبل أن تصل إليها الشاحنات العسكرية بمسافة آمنة، بالإضافة إلى آلات أخرى للتشويش على أجهزة التحكم عن بعد في القنابل والمفخخات. وبررت حاجة الجيش التونسي لهذه الوسائل التقنية لحماية دوريات المراقبة والوحدات الميدانية من المتفجرات. وفي ذات السياق تلاحق مصالح الأمن التونسية خبراء التفخيخ والمتفجرات في الجماعات الإرهابية للحد من قدرة الجماعات الإرهابية على تنفيذ عمليات نوعية، ونقلت قيادة الجيش التونسي، حسب مصدر عليم، نتائج تحليل أنواع من المتفجرات المدفونة والعبوات الناسفة المتحكم فيها عن بعد، إلى مخبر أمني جزائري متخصص أنشأته وزارة الدفاع الوطني من أجل الوصول إلى مصدر هذه العبوات الناسفة وخبير المتفجرات الذي قام بتصنيعها، ومصادر بعض أنواع المتفجرات والقنابل غير التقليدية التي يستعملها الإرهابيون في تونس، من أجل تأكيد فرضيات تشير إلى تورط جماعات سلفية جهادية ليبية في تجهيز القنابل التي تستعل في تونس، ويعمل خبراء المتفجرات الجزائريون العاملون في أحد أكثر المعاهد المتخصصة في فحص المتفجرات والأسلحة تطورا في إفريقيا، على تحليل المواد الكيميائية المستعملة في قنابل تقليدية وبقايا أجهزة التحكم والتجهيزات الكهربائية في القنابل، من أجل الوصول إلى خبير المتفجرات في تنظيمات الإرهاب في تونس، وتأكيد أو نفي معلومات أخرى تشير إلى انتقال خبراء تفخيخ ومتفجرات نشطوا في صفوف جبهة النصرة في سوريا إلى تونس.

وقالت الصحيفة إلى أن تونس ترغب في الاستفادة من خبرة الجزائر في مجال التعامل مع العبوات الناسفة والمفخخات، والحصول على تجهيزات لكشف القنابل المدفونة تحت الأرض قبل وصول القوات إليها، خاصة بعد أن أثبتت عمليات مكافحة الإرهاب في الجزائر تراجعا كبيرا في عدد ضحايا الجيش الوطني الشعبي بفعل المتفجرات.

وتشير الأرقام إلى أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أوقف استعمال العبوات الناسفة ضد دوريات الجيش والدرك الوطني منذ عام 2012 تقريبا، بسبب استعمال الجيش الوطني الشعبي تقنية حديثة مكنته من كشف أكثر من 80 بالمائة من العبرات والمفخخات وإبطال مفعولها، ويعد الجيش الوطني الشعبي من بين الجيوش القليلة في العالم التي تمتلك تقنية التشويش على المتفجرات وكشفها، وتعتمد الجيوش الكبرى مثل الأمريكي في أفغانستان والفرنسي في شمال مالي وسائل للتشويش على المتفجرات وأخرى لكشفها قبل وصول العربات إليها، وهو ما أدى إلى حرمان الجماعات السلفية الجهادية في شمال مالي من هذه الطريقة السهلة لاستهداف القوات الفرنسية.