مئات الملايين الجنيهات الاسترلينية من تعويضات العقيد القذافي لضحايا لوكربي مازالت تقبع في حسابات الحكومة الأمريكية بعد عقد من دفعها.

العقيد الليبي الراحل دفع أكثر من مليار جنيه استرليني في عام 2008 لأسر الأمريكيين ، ولكن ثلث الأموال مازالت تنتظر توزيعها من قبل الحكومة الأمريكية رغم مرور 10 سنوات.

وقال جيم سواير، وهو من حملة لوكيربى، إن بعض الأموال يمكن أن تنفق على تحقيق جديد في التفجير.

ويقترح أقارب آخرون دفع الأموال لضحايا القذافي في ليبيا.

ويعتقد الدكتور سواير، الذي كانت ابنته فلورا البالغة من العمر 23 عاما على متن الطائرة المنكوبة، أن عبد الباسط المقرحي كان بريئا من الهجوم الإرهابي.

وقال: "إن مراجعة كاملة للمعطيات ضد المقرحي منذ عام 2001 حتى الآن تتطلب في آن واحد توضيحا وتصحيحا".

وأضاف : "إن تحدي هذا المأزق يكمن في استخدام ممتاز للمال، شرط أن تكون السلطات الأميركية مستعدة للاقتناع بأنه لم تتم خدمة العدالة في محكمة كامب زيست".

وتابع قائلا: "إننا لا نطلب من الناس أن يصدقوننا. نحن نطلب من الناس إعادة النظر في الأدلة. وإذا تم ذلك، أنا متأكد من أنه لن يكون هناك شك في أن الحكم ضد المقرحي ما كان ينبغي أن يكون".

يذكر أن المقرحي، وهو احد عملاء المخابرات الليبية السابقين، هو الشخص الوحيد الذي أدين بتفجير طائرة بان ام 103 فوق لوكيربي يوم 21 ديسمبر عام 1988.

وأدى الهجوم الإرهابي إلى مقتل 259 شخصا على متن الطائرة و 11 شخصا على الأرض..

وقد ادين بعد محاكمة استمرت ثمانية أشهر في محكمة اسكتلندية خاصة أقيمت في كامب زيست في هولندا في 2001 وحكم عليه بالسجن مدى الحياة.

إلا أن الحكومة الاسكتلندية أفرجت عنه من سجن غرينوك في أغسطس / آب 2009 بعد تشخيص إصابته بسرطان البروستاتا في مرحلته النهائية.

وقد ظل حتى وفاته متمسكا ببراءته وتم استئناف قرار إدانته من قبل أرملته عائشة وابنه علي.

وبعد عامين من إدانة المقرحي، دفعت ليبيا 2 مليار جنيه استرليني لأسر تفجير لوكيربي.

ولاحقا ، رفعت الأمم المتحدة العقوبات المفروضة على ليبيا، مما مكن البلاد من استغلال احتياطياتها النفطية الضخمة.

وفي عام 2008، قُدم مليار جنيه استرليني إضافي لإغلاق طلبات من أسر أمريكية لضحايا الإرهاب جراء عملية لوكربي وعمليات أخرى رعتها الدولة الليبية.

وفي كانون الثاني / يناير من هذا العام، رفض حوالي 50 طيارا من "بان آم" استلام أموال من الصندوق الليبي.

وادعوا أن التفجيرأدى إلى موت الشركة، مما كلفهم مناصبهم، وتأمينهم الصحي ومعاشاتهم التقاعدية.

وأشارت باميلا ديكس، التي كان أخوها بيتر أحد ركاب رحلة بان آم 103، إلى أن بعض النقود المتبقية قد تذهب لضحايا القذافي في ليبيا.

وقالت باميلا ، وهي من ووكينغ ساري: "ما يفعله الأميركيون ببقية الأموال هو قضية كبيرة وهم لا يريدون بوضوح الإجابة عليه".

وأضاف: "ربما عليهم أن يعيدوه الى ليبيا.  هناك الكثير من ضحايا الإرهاب الذي كانت ترعاه الدولة في ليبيا قبل سنوات. هناك حجة جيدة جدا للقول إن هذه الأموال يجب أن تساعد في إجراء إصلاحات وتقديم تعويضات في ليبيا

"وتابعت: " الخطأ هو أن تبقى الأموال هنا. يجب أن تكون هناك مناقشة مفتوحة وشفافة حول ما يجب أن نعمله بها ".

وقال مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية "إن اكثر من 1.5 مليار دولار (1.1 مليار جنيه استرليني) تلقت أميركا من ليبيا قد تم دفعها للمتضررين".

"بعد فترة وجيزة من استلام مبلغ التسوية ، دفعت وزارة الخارجية تعويضات لأقارب ضحايا طائرة بان آم 103،  وأقارب ضحايا ملهى لابيل  ، وأقارب الضحايا الذين لقوا حتفهم في الهجمات الإرهابية الأخرى والتي كانت محل منازعة في المحاكم الأمريكية. وبلغت هذه المدفوعات أكثر من مليار دولار (726 مليون جنيه استرليني).

وتشمل مدفوعات أخرى من أموال القذافي ، 27 مليون جنيه استرليني لضحايا مجزرة مطار اللد قرب تل أبيب، في إسرائيل، في عام  ،1972 والهجوم على مطار روما في عام 1985.

رفضت وزارة الخزانة الأمريكية الرد على الاستفسارات حول مقدار التعويضات المدفوعة.

 

*بوابة افريقيا الإخبارية غير مسؤولة عن مضامين الأخبار والتقارير والمقالات المترجمة