لا تؤيد الولايات المتحدة دعوات بريطانيا لتأجيل الانتخابات الليبية. وطالب وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون بالإسراع في إجراء انتخابات في ليبيا لحل الأزمة السياسية، مضيفا أن بلاده ستحاول مساعدة الليبيين على تحسين مستقبلهم.

وأضاف أنه لا يرغب في أن يرى ليبيا مكانا يمكن أن يظهر فيه تنظيم داعش مرة أخرى، وأوضح في مؤتمر صحافي مع نظيره البريطاني بوريس جونسون أنهم بحثوا في الاجتماع السداسي سبل إعادة السلم والاستقرار إلى ليبيا، مشيرا إلى أن المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة سيعمل على تسريع المسار السياسي.

في المقابل أشار جونسون إلى أن حل الأزمة الليبية يستوجب في البداية وضع دستور مقبول حتى تُجرى الانتخابات بناء عليه.

وتابع جونسون “أعتقد أنه من الأهمية بمكان ألا نسرّع الأمور، نريد أن نؤسس الأرضية الملائمة أولاً وأن يتم وضع دستور مقبول حتى تتم الانتخابات بناء عليه، وكذلك اتفاق أمني واتفاق سياسي في ليبيا بمشاركة كل الأطراف”.

وأضاف “أعتقد أن هناك قدرًا كبيرًا من الدعم من قبل الشعب الليبي لتنظيم انتخابات، وأعتقد أن البرنامج الذي يعمل عليه سلامة وضع الخطوط العريضة لهذا الموضوع، وناقشناه على مستوى دول 3+3، وما نأمله أن يحظى هذا المشروع بدعم أوسع من قبل الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة”.

ويتطابق الموقف البريطاني مع موقف تيار الإسلام السياسي وغسان سلامة. ويرفض سلامة إجراء انتخابات عامة مبكرة في ليبيا كحل لإخراج البلاد من الأزمة السياسية في ظل عجز المفاوضات عن توحيد السلطات شرق وغرب البلاد.

وقال سلامة خلال إحاطته الأولى حول ليبيا لمجلس الأمن منذ حوالي شهر إنه من الحكمة ضمان تلبية الشروط السياسية والفنية الأساسية اللازمة لإنجاح الانتخابات، ولا سيما التزام جميع الأطراف بقبول نتائج الانتخابات. وتابع “فالانتخابات لا تعني التراكم، بل التناوب السلمي والمنظم”.

وقال محمد صوان رئيس حزب العدالة والبناء الإسلامي إن الحديث عن إجراء انتخابات سابق لأوانه.

وأضاف في تصريحات إعلامية “هذا الكلام سابق لأوانه إلا أن لنا موقفا سياسيا تجاه العملية السياسية يمكنك أن تلخصه في الحرص على المشاركة، إما كناخبين وإما كمرشحين”.

الاجتماع سجل غياب قطر وتركيا، وهما من أبرز الدول الداعمة للإسلاميين في ليبيا ما يشير إلى تراجع نفوذهم في البلاد. ويتهم الجيش الليبي قطر بدعم الجماعات الإرهابية

وتابع “سوف نحدد اختياراتنا تحت مظلة الدستور بعد اعتماده، وسنرسم خرائط تحالفاتنا وفق مقاربات سياسية ستتناغم بدون أدنى شك مع المعطى الدستوري، ولا تخرج عنه بأي حال من الأحوال”.

وكان القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر اتفق مع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فايز السراج نهاية يوليو الماضي في باريس على وقف إطلاق النار وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في 2018.

وقبل ذلك، تقدم السراج بخارطة طريق قال إنها المخرج الوحيد لإنقاذ ليبيا، تضمنت إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في مارس 2018.

وانعقد في العاصمة البريطانية لندن يومي الخميس والجمعة اجتماع حول ليبيا. وشاركت ست دول في الاجتماع هي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا ومصر والإمارات، بالإضافة إلى غسان سلامة. وأزعجت مشاركة مصر والإمارات تيار الإسلام السياسي في ليبيا.

وقال علي الصلابي عضو الأمانة العامة لعلماء المسلمين إن مشاركة مصر والإمارات في اجتماع لندن تمثل رسالة سلبية إلى الليبيين.

وأضاف في تصريحات صحافية “لا شك أن اجتماع لندن بمشاركة المملكة المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا، يحمل أهمية كبرى، ويعكس انشغال العالم بليبيا، لكن هذا الاهتمام لا يبدو جديا لأنه أشرك في أعماله كلا من مصر والإمارات وكلاهما أصبح طرفا معادياً ليس للثورة الليبية فحسب، بل وللشعب الليبي”.

وتابع “إن كان لا بد من إشراك الأطراف الإقليمية ذات المصلحة في المصالحة الليبية، فإنه من الأجدر إشراك تونس والجزائر والمغرب، التي استضافت اجتماعات الصخيرات وأسست لحكومة الوفاق التي تشارك اليوم في اجتماعات لندن”.

وسجل الاجتماع غياب قطر وتركيا، وهما من أبرز الدول الداعمة للإسلاميين في ليبيا ما يشير إلى تراجع نفوذهم في البلاد. ويتهم الجيش الليبي قطر بدعم الجماعات الإرهابية.

وعانت ليبيا منذ سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي من سطوة الجماعات المتطرفة التي وجدت دعما خارجيا من قطر وتركيا اللتين استخدمتا جماعة الإخوان المسلمين كواجهة لتوفير الدعم السياسي لتلك الجماعات.

 

*العرب اللندنية