يجب على فريق الرئيس ترامب أن يحرص على منع ليبيا من الوقوع تحت تأثير روسيا، وفقا للمشرعين والخبراء الأمريكيين.

في هذا السياق ، قال النائب الديموقراطي في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب ايليوت إنجل لـ  Washington Examiner   "إنه من المهم في ليبيا أن لا تكون أي حكومة تقوم في ليبيا دمية في يد روسيا".

وقد برزت ليبيا، التي تشهد فوضى بسبب صراع الفصائل المتحاربة على السلطة بعد الإطاحة بمعمر القذافى، كمسرح جديد لخطط الرئيس الروسى فلاديمير بوتين الرامية إلى توسيع نفوذه على الساحة العالمية. وفي الوقت الذي كانت فيه أزمات سوريا وأوكرانيا تعمق خلاف موسكو مع الغرب، أرسل فريق بوتين قوات إلى ليبيا لدعم أمير حرب بارز، مضيفا بالتالي هذا البلد إلى جدول أعمال بوتين الدبلوماسي.

وسيستضيف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ، أرفع دبلوماسي في الاتحاد الاوروبي في نهاية نيسان / أبريل المقبل. وأعلنت الخارجية الروسية أن "الطرفين سيبحثان واقع وآفاق العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبى ، بالإضافة إلى المشاكل الدولية الرئيسية بما في ذلك الوضع في أوكرانيا وسوريا والعراق وليبيا وتنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي الايراني) وتسوية الشرق الأوسط ، ومكافحة الإرهاب الدولي".

وقد أصدرت هذه النشرة، التي عكست المعاينة الروسية لاجتماع لافروف مع وزير الخارجية ريكس تيلرسون، بعد يوم واحد من استضافة بوتين للرئيس الإيطالى سيرجيو ماتاريلا في الكرملين لبحث السياسة الخارجية.

يذكر أن هذه هي الزيارة الثانية التي يقوم بها مسؤول إيطالي إلى موسكو خلال ثلاثة أسابيع حيث قام وزير الخارجية انجيلينو ألفانو بزيارته الخاصة لإجراء محادثات مع لافروف. وقد أثار هذا الاجتماع قلق بعض المشرعين الأمريكيين الذين يشعرون بالقلق من أنه قد يوفر لروسيا سبيلا لخفض اتفاقيات الطاقة التي تقوض العقوبات الاقتصادية التي يفرضها الغرب ردا على العدوان الروسي في أوكرانيا.

وتعد إيطاليا لاعبا أساسيا في أي دبلوماسية دولية تشمل ليبيا وروسيا وحلفاء غربيين آخرين. وهي عضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي ومجموعة الـ 7، ولكن لديها تقليد من العلاقات القوية مع روسيا، بالمقارنة مع القوى الغربية الأخرى.

وقال بوريس زيلبرمان، الخبير في شؤون الشرق الأوسط وروسيا لـ Washington Examiner : "الاستثمار الأجنبي المباشر من روسيا إلى إيطاليا، مرتفع جدا، لذا فقد حصلت روما على الكثير من الناحية الاقتصادية للحفاظ على العلاقات".

لقد احتلت إيطاليا لفترة طويلة ليبيا وجعلتها ضمن نطاق نفوذها. ويفصل بين البلدين أقل من 300 ميل، لذلك كانت على الخطوط الأمامية لأزمة اللاجئين التي شهدت مئات الآلاف من الناس يفرون شمال أفريقيا لأوروبا.

وهذا يجعل إيطاليا مهتمة بشكل قوي وخاص بالنشاط الروسي في ليبيا. وقال ماتاريلا خلال مؤتمر صحفي مشترك مع بوتين "نأمل في أن تتخذ موسكو مقاربة بناءة، وتفهمها لاستقرار الوضع في ليبيا والبحر المتوسط هام جدا لإيطاليا".

وقد تأمل روسيا في إقناع إيطاليا بتقويض العقوبات الاقتصادية المرتبطة بأوكرانيا، ولكن القادة الغربيين لا يتوقعون أن يحدث ذلك مباشرة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مارك تونر للصحفيين "لدينا علاقات ثنائية قوية جدا مع إيطاليا". وأضاف "إن إيطاليا صديق قوي جدا وشريك للولايات المتحدة، ونحن نعتقد، كما قلت، أنه بغض النظر عن من يجتمع مع القيادة الروسية، فإنهم يسمعون نفس الرسالة".

هذه العقوبات الاقتصادية تعطي روسيا حافزا إضافيا للعب دور الوسيط في ليبيا. وقد وقعت شركة الطاقة الروسية (روزنيفت)، التي تديرها الدولة والتي استهدفها الغرب عقب أزمة أوكرانيا، اتفاقا مع شركة النفط الوطنية الليبية. وتخضع الشركة رسميا لمنافسي حفتر، شريك روسيا في البلاد، ولكن قوات الجنرال تسيطر على معظم الاحتياطيات النفطية الفعلية.

ويشير زيلبرمان إلى أن ايطاليا تريد "الحصول على الكعكة وتناولها أيضا" عندما يتعلق الأمر بروسيا. هل هذا يجعلهم أكثر عرضة لدعم حفتر، أو لاعب ليبي آخر يمكن توقع أن يمد قطاع الطاقة في روسيا بشريان الحياة؟"

غير أن إنجل الذي أكد أن إيطاليا ستقف مع الغرب "في ساعة الحقيقة" في قضية مثل عقوبات مجموعة السبعة، غير متأكد من ذلك. وأضاف "قد يكون امتيازا أن أيطاليا ترسم لنا الطريق ولكن ليس لدينا أي وسيلة لمعرفة ذلك".

لكن السيناتور عن ولاية نيويورك يعرف شيئا واحدا. وقال إنجل "كان من كان على رأس الحكومة في ليبيا، علينا أن نبذل كل ما في وسعنا للتأكد من أنها هذه الحكومة ستعمل معنا ولن تعمل مع بوتين".

 

*بوابة افريقيا الإخبارية غير مسؤولة عن مضامين الأخبار والتقارير والمقالات المترجمة