صعدت بورصة مصر لأعلى مستوياتها فى أكثر من 6 سنوات ونصف بنهاية تعاملات اليوم الأربعاء، مستفيدة من التراجعات المستمرة فى أسعار العملة المحلية، فيما تراجعت أغلب أسواق الخليج بعد أن كانت مستقرة فى بداية التداولات.

وزاد مؤشر مصر الرئيسي بنسبة 0.53% مرتفعا للجلسة الثالثة على التوالي، ليغلق مستقرا عند 9856.30 نقطة وهو أعلي مستوي للمؤشر منذ يوليو/ حزيران 2008.

وقال مهاب عجينة، مدير إدارة البحوث الفنية لدي بلتون فايننشال، إن الأسهم المصرية انتعشت لتصل إلى مستويات قياسية هي الأعلي منذ الأزمة المالية العالمية، بفضل استقرار الأوضاع الامنية والسياسية فضلا عن ظهور بوادر على تعافي الاقتصاد.

وتباطأ النمو الاقتصادي فى السنوات الماضية مع تضرره من الاضطرابات التي شهدتها البلاد بعد الإطاحة بحكم الرئيس السابق حسني مبارك في فبراير/ شباط 2011، ثم الرئيس محمد مرسي فى يوليو 2013.

وأضاف عجينة، فى اتصال هاتفي مع الأناضول، أن الارتفاع المستمر فى أسعار الدولار مقابل الجنيه كانت أحد الأسباب وراء صعود الأسهم، فهناك علاقة طردية بين ارتفاع البورصة وسعر صرف الدولار.

وواصلت العملة المحلية المصرية الجنيه هبوطها لليوم الرابع على التوالي خلال هذا الأسبوع في السوق الرسمي، ليصل سعر الدولار إلى 7.34 جنيه اليوم الأربعاء، مقارنة بسعره أمس عند 7.29 جنيه، وسعره يوم الأحد الماضي عند 7.19 جنيه، وسعره في بداية تعاملات الأسبوع الجاري الأحد الماضي عند 7.14 جنيه قبل طرح أول عطاء للعملة الأجنبية، ليفقد بذلك الجنيه نحو 2.8% من قيمته أمام الدولار.

وأوضح مدير إدارة البحوث الفنية لدي بلتون فايننشال، أنه يتوقع مع استمرار انخفاض سعر الجنيه زيادة القوة الشرائية للدولار، سيكون هناك إقبالا أكثر من المتعاملين الأجانب والعرب على شراء الأسهم المصرية.

وحققت المؤسسات المصرية والعربية صافى شراء بنحو 183.5 و 60.5 مليون جنيه على الترتيب، قابلها عمليات بيع للأجانب بلغ صافيها أكثر من 183 مليون جنيه.

وقال مدير إدارة البحوث الفنية لدي بلتون فايننشال، إن الأسهم القيادية فى قطاعي الاتصالات والبنوك كانت المحرك الرئيسي لصعود الأسهم المصرية، إذ عمد المستثمرين على شراء تلك الأسهم خاصة مع قرب الإعلان عن نتائج الأعمال وتوزيعات الأرباح.

وصعد مؤشر قطاع الاتصالات بنسبة 3.8%، مع صعود سهم "جلوبال تيليكوم" بنحو 7.4% و"أوراسكوم للاتصالات" بنحو 1.5% و"المصرية للاتصالات" بنسبة 1.15% ،فيما ارتفع سهم البنك التجاري الدولي، صاحب الوزن النسبي الأكبر فى المؤشر الرئيسي، بنحو 1.08% إلى 54.35 جنيها محققا أعلي مستوياته منذ الإدراج.

وأضاف عجينة للأناضول، أنه يتوقع أن تحقق الأسهم المصرية ارتفاعات قوية فى الفترة القادمة لاسيما مع قرب انعقاد قمة مصر الاقتصادية والتى ستساهم فى جذب مزيد من الاستثمارات الجديدة، مشيرا إلي أن المؤشرات والأسهم معرضة حاليا لموجات جني أرباح صحية، على أن تعاود بعدها الصعود مرة أخري نحو الحاجز الهام عند مستوي 10 الاف نقطة.

وتطمح مصر إلى جذب استثمارات كبيرة خلال القمة الاقتصادية المقرر عقدها في شهر مارس/ آذار القادم تصل إلى 13 مليار دولار بحسب تصريحات لمسؤولين مصريين.